منحت المملكة العربية السعودية جنسيتها لشخصيتين بارزتين على مستوى العالم في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا استراتيجية واقتصادية وثقافية عميقة، بعد صدور الموافقة السامية على القرار الذي حظي باهتمام واسع في الأوساط المحلية والدولية.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وقد شمل القرار رائد الأعمال العالمي والشريك المؤسس لشركة «أوبر» ترافيس كالانيك، إلى جانب الرئيس التنفيذي لمجموعة «البحر الأحمر الدولية» جون باغانو، حيث يُعد الاثنان من أبرز الأسماء التي أسهمت في تطوير قطاعات الأعمال والسياحة والابتكار على مستوى العالم.
ويأتي هذا القرار ضمن نهج المملكة في استقطاب الكفاءات العالمية المتميزة في مختلف المجالات الحيوية، انسجامًا مع توجهات رؤية السعودية 2030 التي تضع تنمية رأس المال البشري في صميم أهدافها الاستراتيجية.
وبحسب المراقبين، فإن الخطوة تعكس التزام المملكة بتعزيز بيئة الإبداع وريادة الأعمال، من خلال جذب الخبرات التي تمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات في تطوير الشركات والمشروعات ذات الأثر العالمي.
ويمتلك ترافيس كالانيك مسيرة استثنائية تمتد لأكثر من 26 عامًا في تأسيس وإدارة الشركات التقنية الناشئة، وقد عُرف بشراكته في تأسيس «أوبر» التي غيّرت وجه قطاع النقل حول العالم.
ويرى خبراء الاقتصاد أن اختيار كالانيك يحمل دلالات على اهتمام المملكة بقطاع التقنية والتحول الرقمي، الذي يمثل أحد ركائز النمو المستقبلية في إطار الاقتصاد غير النفطي.
أما جون باغانو، الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة «البحر الأحمر الدولية»، فيُعد أحد أبرز القادة في مجال تطوير المشاريع السياحية الكبرى والبنية التحتية المستدامة.
وقد تولى باغانو مناصب قيادية عدة خلال مسيرته التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، منها رئاسته لمشروعات عالمية كبرى في جزر البهاما، حيث أشرف على تطوير منتجعات فاخرة تجاوزت قيمتها ثلاثة مليارات دولار أمريكي.
ويُعرف باغانو برؤيته العميقة في إعادة تعريف السياحة الفاخرة القائمة على الاستدامة، وهو ما يتناغم مع توجه المملكة لتطوير وجهاتها السياحية ضمن مشاريع «رؤية 2030».
كما لفت إعلان منحهما الجنسية الأنظار إلى أن كليهما قد اعتنق الإسلام مؤخرًا، وهو ما أضفى بعدًا إنسانيًا وروحيًا على القرار الذي يربط بين القيم والمواطنة والمشاركة في التنمية.
ويرى مراقبون أن انضمام شخصيتين بمثل هذا الثقل إلى قائمة الحاصلين على الجنسية السعودية يمثل إشارة واضحة إلى التحول العالمي في نظرة الكفاءات نحو المملكة كمركز جذب واستقرار.
وقد أشار محللون إلى أن هذه الخطوة ليست مجرد تكريم شخصي، بل هي استثمار استراتيجي في العقول والخبرات التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية الوطنية.
وبالفعل، يُتوقع أن تسهم خبراتهما في دعم مشاريع المملكة الكبرى مثل «نيوم» و«القدية» و«البحر الأحمر»، التي تُعد من بين أهم المشاريع العملاقة على مستوى العالم.
وتؤكد هذه الخطوة أن المملكة ماضية في بناء نموذج فريد يقوم على الانفتاح الواعي واستثمار المعرفة والابتكار ضمن إطار من الهوية الوطنية الراسخة.
وقد أثنى العديد من رواد الأعمال على القرار، معتبرين أنه يعكس رؤية مستقبلية تُقدّر الكفاءة دون اعتبار للجنسية أو الخلفية، وهو ما يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للأفكار والاستثمار.
ويرى خبراء القانون أن منح الجنسية بهذه الصورة يندرج ضمن أدوات الدبلوماسية الاقتصادية الحديثة، التي توظف السياسات الوطنية في بناء شراكات مؤثرة مع قادة القطاعات الدولية.
كما تعكس الخطوة توجه القيادة نحو تعزيز روح التنوّع والتعاون العالمي، بما يحقق مصلحة المملكة ويدعم مكانتها كمحور رئيس في الاقتصاد الدولي.
واختتم المراقبون بالقول إن هذه الخطوة تأتي لتؤكد أن رؤية 2030 ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل مسار شامل لإعادة صياغة العلاقة بين الوطن والمواهب العالمية في إطار من الطموح والمسؤولية المشتركة.