أثار نادي الاتحاد السعودي موجة واسعة من الجدل بعد الكشف عن تفاصيل بند استثنائي وضعه في عقد مدربه الجديد البرتغالي سيرجيو كونسيساو، والذي تم التوقيع معه مؤخرًا بعقد يمتد حتى يونيو من عام 2028، خلفًا للمدرب الفرنسي المقال لوران بلان.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وقد فجر القانوني الرياضي أحمد الأمير مفاجأة مدوية حين تحدث عن قانونية البند المثير للجدل، موضحًا عبر حسابه في منصة إكس أن الصيغة التي اعتمدها الاتحاد في العقد لا تتوافق مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم ولا يمكن اعتمادها أمام اللجان المختصة.
ويشير الأمير إلى أن البند المعروف باسم بند التحدي يمنح نادي الاتحاد حق إنهاء العقد دون دفع أي تعويض في حال فشل المدرب في تحقيق أحد المراكز الثلاثة الأولى في الموسم الثاني من دوري روشن للمحترفين.
ويرى خبراء قانونيون أن هذا النوع من البنود يُعد إشكاليًا من الناحية القانونية لأنه يتعارض مع مبدأ استقرار العقود المعتمد في أنظمة الفيفا ولجنة أوضاع اللاعبين وكاس، وهو ما قد يعرض النادي لمساءلات مستقبلية.
ويبدو أن الاتحاد سعى من خلال هذا البند إلى تحفيز مدربه الجديد على تحقيق نتائج كبيرة، خصوصًا بعد الموسم الماضي الذي شهد تراجعًا واضحًا في مستوى الفريق وخروجه من المنافسة على اللقب مبكرًا رغم الإمكانات الكبيرة المتاحة له.
وبالفعل يأتي التعاقد مع كونسيساو في إطار سعي إدارة الاتحاد لتصحيح المسار الفني وإعادة الفريق إلى طريق البطولات، بعد مرحلة من التذبذب تحت قيادة بلان الذي لم يتمكن من فرض هوية واضحة على أداء الفريق.
ويُعد كونسيساو من الأسماء الأوروبية البارزة التي خاضت تجارب مميزة مع بورتو البرتغالي، حيث قاد الفريق لتحقيق ألقاب محلية مهمة، ويعرف عنه أنه من المدربين أصحاب الشخصية القوية والانضباط الصارم داخل غرفة الملابس.
ويرى متابعون أن وضع بند تحفيزي بهذا الشكل يعكس رغبة إدارة الاتحاد في التأكيد على ثقافة الفوز، غير أن التطبيق القانوني للبند هو ما يثير الشكوك حول مدى قابليته للتنفيذ أمام الهيئات الرياضية العليا.
ومن جانبه أكد الأمير أن أي بند تعاقدي يخالف المبادئ القانونية المعترف بها دوليًا يمكن الطعن فيه بسهولة، مضيفًا أن كاس عادة ما تلغي مثل هذه البنود لأنها تخل بمبدأ التوازن بين الطرفين في العلاقة التعاقدية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه الاتحاد لمواجهة الفيحاء ضمن الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي، وهي المباراة التي يُتوقع أن تشهد الظهور الفني الأول لكونسيساو في قيادة الفريق من على دكة البدلاء.
ويحتضن ملعب مدينة المجمعة الرياضية اللقاء المرتقب مساء الجمعة عند الساعة السادسة وخمس دقائق بتوقيت مكة المكرمة، وسط ترقب جماهيري كبير لمعرفة ملامح الانطلاقة الأولى للمدرب البرتغالي.
وبالنظر إلى قيمة المشروع الرياضي الذي يتبناه الاتحاد ضمن منظومة الأندية السعودية المتطورة، فإن التعاقد مع كونسيساو يُعد خطوة محسوبة في إطار دعم المنافسة المحلية واستقطاب الكفاءات التدريبية العالمية.
وقد حرصت إدارة النادي على التأكيد أن علاقتها بالمدرب تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، مشيرة إلى أن البنود التعاقدية وُضعت بروح التفاهم بما يضمن تحقيق الأهداف المشتركة بين الطرفين.
غير أن ردود الفعل الجماهيرية كانت متباينة، إذ رأى البعض أن الاتحاد بالغ في حدة شروطه تجاه المدرب، بينما اعتبر آخرون أن الخطوة تعبّر عن جدية الإدارة في وضع ضوابط واضحة للمسؤولية والمحاسبة.
ويأتي الجدل حول هذا البند في سياق عام تشهده الأندية السعودية التي باتت تميل إلى إدراج بنود أداء دقيقة ضمن عقود اللاعبين والمدربين في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها الرياضة السعودية.
وترى بعض التحليلات أن مثل هذه البنود ستصبح أكثر شيوعًا في المستقبل مع تصاعد التنافسية داخل دوري روشن الذي يشهد طفرة فنية واستثمارية غير مسبوقة على مستوى المنطقة.
وبينما يواصل الاتحاد استعداداته للمباراة المقبلة، يبقى الحديث عن قانونية بند التحدي حاضرًا بقوة في الساحة الرياضية، ما بين مؤيد يعتبره خطوة تنظيمية جريئة ومعارض يراه سابقة تحتاج إلى مراجعة قانونية دقيقة.
وفي ختام المشهد ينتظر الجميع أول ظهور رسمي لكونسيساو بقميص الاتحاد، ليس فقط لقياس الأداء الفني، بل لمعرفة ما إذا كان هذا العقد المثير سيشكل بداية عهد جديد في العلاقة بين الأندية السعودية ومدربيها.