أحدثت التقارير الصحفية الإسبانية صباح اليوم الإثنين حالة من الجدل في الأوساط الرياضية بعد أن تحدثت عن عرض ضخم قدمه نادي الهلال السعودي لإدارة برشلونة الإسباني من أجل التعاقد مع النجم الشاب لامين يامال الذي يُعد أحد أبرز المواهب الصاعدة في القارة الأوروبية.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

وقد أشارت صحيفة فيتشاخيس الإسبانية إلى أن العرض الهلالي بلغ نحو 400 مليون يورو، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الحديثة، ما جعل الخبر ينتشر بسرعة عبر وسائل الإعلام الدولية التي تناولته بوصفه عرضًا تاريخيًا لا يمكن تجاهله.

ويرى متابعون أن خطوة الهلال تأتي ضمن سعي الأندية السعودية لاستقطاب النجوم العالميين في إطار مشروع تطوير الدوري السعودي، الذي يشهد خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة على مستوى الصفقات والاستثمارات الرياضية.

وقد عُرف نادي الهلال بقدرته على إبرام صفقات من العيار الثقيل في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد انضمام أسماء عالمية إلى دوري روشن، مما جعل فكرة استقطاب موهبة مثل يامال قابلة للتصديق في ظل الواقع الجديد للسوق الرياضية السعودية.

ويُعد لامين يامال البالغ من العمر 17 عامًا أحد أبرز المواهب التي خرجت من أكاديمية لا ماسيا الشهيرة في برشلونة، وقد أصبح خلال الأشهر الماضية عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفريق الأول بفضل مهاراته العالية وسرعته في الاختراق وصناعة الفارق.

وبحسب التقارير الإسبانية فإن الهلال يسعى لحسم الصفقة مبكرًا قبل أن تدخل أندية أوروبا الكبرى على الخط، خصوصًا أن باريس سان جيرمان الفرنسي أبدى هو الآخر اهتمامًا بضم اللاعب خلال فترة الانتقالات المقبلة.

غير أن مصدرًا مسؤولًا داخل نادي برشلونة خرج ليحسم الجدل، مؤكدًا في تصريحات خاصة أن إدارة النادي لم تتلقَّ أي عرض رسمي أو حتى شفهي من أي نادٍ سعودي للتعاقد مع لامين يامال في الوقت الحالي.

وقد أوضح المصدر الكتالوني أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام لا يعدو كونه شائعات إعلامية هدفها إثارة الجدل حول مستقبل اللاعب الشاب، مشيرًا إلى أن برشلونة يرفض فكرة التخلي عن أحد أهم أصوله المستقبلية.

ويرى بعض المحللين أن نفي برشلونة لا يعني بالضرورة استبعاد الفكرة تمامًا، إذ اعتاد النادي على اتباع سياسة الإنكار الأولي في التعامل مع الأخبار الحساسة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بعروض ضخمة قد تؤثر على معنويات الجماهير.

وبالفعل، يعتقد آخرون أن العرض الهلالي إن صح، يعكس قوة النفوذ المالي المتنامي للأندية السعودية، وقدرتها على منافسة كبار أوروبا في سوق الانتقالات العالمية، وهو ما يعيد تشكيل خريطة كرة القدم الحديثة.

وتشير التقارير إلى أن القيمة السوقية الحالية لامين يامال تقدر بنحو 200 مليون يورو، في حين يمتد عقده مع برشلونة حتى عام 2031، ما يجعل أي محاولة لضمه رهينة بمفاوضات معقدة وبمبالغ فلكية.

ويأتي الحديث عن الصفقة المحتملة في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى الدوري السعودي الذي أصبح موضع اهتمام دولي واسع بعد نجاحه في جذب نجوم بحجم كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما وغيرهم من كبار اللاعبين.

وقد يفسر البعض هذه التقارير بوصفها جزءًا من حملة إعلامية تهدف إلى رفع القيمة التسويقية للاعب الشاب قبل الصيف القادم، حيث يتوقع أن يكون هدفًا رئيسيًا لعدد من الأندية الكبرى في أوروبا.

ويرى مراقبون أن دخول نادٍ بحجم الهلال في مثل هذه الأخبار يكرّس الصورة الجديدة للأندية السعودية كلاعب رئيسي في سوق كرة القدم العالمية، لا سيما مع الدعم الكبير الذي تحظى به من الجهات الرياضية في المملكة.

وتندرج هذه التحركات ضمن إطار التحول الرياضي الذي تشهده السعودية، والذي يهدف إلى جعل الرياضة عنصرًا أساسيًا من عناصر رؤية المملكة 2030، عبر الاستثمار في الكفاءات والمواهب وتطوير المنافسات المحلية والعالمية.

ومن جانب آخر، يرى بعض النقاد أن مثل هذه الأخبار وإن كانت مثيرة، إلا أنها قد تؤثر سلبًا على استقرار اللاعبين الشباب نفسيًا، خصوصًا في حالة يامال الذي ما زال في طور بناء شخصيته الكروية داخل برشلونة.

ومع ذلك، تبقى فكرة العرض السعودي الخيالي حديث الشارع الرياضي العالمي، لما تحمله من أبعاد اقتصادية ورياضية تعكس تحول موازين القوى في كرة القدم بين الشرق والغرب.

وفي نهاية المشهد تبقى الحقيقة غامضة، بين نفي برشلونة وصمت الهلال، فيما ينتظر الجمهور العالمي ما إذا كانت الأيام القادمة ستحمل مفاجأة مدوية تنقل موهبة لا ماسيا إلى أرض المملكة.