نبهت الإدارة العامة للمرور قائدي المركبات في المملكة إلى ضرورة الانتباه لمسألة ترك المسافة الآمنة بين السيارات أثناء القيادة، مؤكدة أن هذا السلوك البسيط يعد من أهم الإجراءات الوقائية التي تحافظ على الأرواح والممتلكات.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وأوضحت الإدارة أن الالتزام بترك مسافة كافية يمنح السائق الوقت الكافي للتصرف في المواقف المفاجئة، كما يقلل من نسب التصادمات التي تشكل أحد أبرز أسباب الحوادث المرورية على الطرق السريعة في المملكة.
وقد أشارت إلى أن كثيراً من السائقين يتجاهلون هذه القاعدة البسيطة رغم أهميتها البالغة، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى حوادث متسلسلة تبدأ باصطدام بسيط وتنتهي بخسائر فادحة.
وأكدت الإدارة العامة للمرور عبر حسابها الرسمي في منصة إكس أن السلامة مسؤولية مشتركة، وأن الالتزام بالقواعد الأساسية يعكس وعياً مرورياً يسهم في بناء مجتمع أكثر أماناً على الطرقات.
ويرى خبراء السلامة المرورية أن ترك المسافة الآمنة لا يعتمد فقط على سرعة المركبة، بل يتأثر أيضاً بعوامل متعددة مثل حالة الطريق، والرؤية، وظروف الطقس التي قد تقلل من قدرة السائق على التوقف المفاجئ.
كما شدد الخبراء على ضرورة توعية السائقين الجدد بهذا المبدأ منذ المراحل الأولى لتعلم القيادة، ليصبح عادة ثابتة لا مجرد سلوك مؤقت يرتبط بوجود الرقابة المرورية.
وفي سياق متصل، أوضحت الإدارة أن كاميرات المراقبة الحديثة المنتشرة على الطرق قادرة على رصد المخالفات المتعلقة بعدم ترك المسافة الآمنة، مما يجعل الالتزام بها مسؤولية قانونية إلى جانب كونها واجباً أخلاقياً.
وبالفعل بدأت إدارات المرور في مختلف المناطق بتكثيف حملاتها التوعوية لتذكير السائقين بخطورة التهاون في هذه القاعدة، مع التركيز على نشر الرسائل الإرشادية في التقاطعات والأماكن الحيوية.
وقد أكدت الإدارة أن الهدف من هذه الحملات ليس فرض الغرامات بقدر ما هو تعزيز ثقافة القيادة الآمنة التي تنسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع أكثر وعياً بالسلامة المرورية.
وفي الوقت ذاته لفتت إلى أن الالتزام بالمسافة الآمنة يسهم في خفض الازدحام المروري، إذ يقلل من توقف المركبات المفاجئ الذي يؤدي عادة إلى تباطؤ حركة السير بشكل متكرر.
وأشار عدد من السائقين إلى أن بعض الطرق المزدحمة تجعل الالتزام بالمسافة الآمنة أمراً صعباً، إلا أن المرور شدد على أن السائق المحترف هو من يدير المسافات بذكاء دون تعريض نفسه أو الآخرين للخطر.
وبحسب ما ورد من بيانات رسمية، فإن نسبة كبيرة من الحوادث في السنوات الأخيرة نتجت عن عدم تقدير السائقين للمسافة الكافية للتوقف، خاصة عند السرعات العالية أو أثناء الأحوال الجوية المتقلبة.
وتسعى الإدارة العامة للمرور إلى إدراج هذا المفهوم ضمن المناهج التدريبية في مدارس القيادة، بحيث يصبح الالتزام بالمسافة الآمنة جزءاً من مهارات القيادة الأساسية وليس مجرد نصيحة عامة.
كما تعمل على تطوير أنظمة ذكية تستطيع تنبيه السائق في حال اقتراب مركبته أكثر من اللازم من السيارة التي أمامه، ضمن جهود المملكة لتوظيف التقنيات الحديثة في تعزيز الأمان على الطرق.
ويرى مختصون أن التحول نحو القيادة الذكية والتقنيات المساندة سيسهم في تقليل الأخطاء البشرية، ومن ثم خفض معدلات الحوادث الناجمة عن التهور أو سوء التقدير في المسافات.
وفي إطار جهودها المستمرة، أطلقت الإدارة عدداً من المبادرات التفاعلية على منصات التواصل الاجتماعي، لتشجيع السائقين على مشاركة تجاربهم في تطبيق مفهوم المسافة الآمنة على أرض الواقع.
ويؤكد مسؤولو المرور أن الالتزام بهذه المسافة لا يحتاج إلى جهد كبير، بل يتطلب وعياً وانضباطاً ذاتياً يحمي السائق ومن معه، مشيرين إلى أن الأمن المروري يبدأ من سلوك الفرد خلف المقود.
وفي ختام البيان، شددت الإدارة العامة للمرور على أن الطريق مسؤولية مشتركة بين الجميع، وأن القيادة الآمنة ليست خياراً بل واجب وطني يعكس ثقافة واحتراماً للقانون ولحياة الآخرين.