في ظل التصاعد المقلق لجرائم الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف الأفراد والمؤسسات، أطلقت شركة "تبيَّن المعلومات للأمن السيبراني" تطبيقاً جديداً يحمل اسم "تبيَّن"، وهو ما يمثل خطوة استباقية مهمة لحماية المجتمع.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

ويهدف هذا التطبيق المبتكر إلى حماية المستخدمين بشكل مباشر من خطر الروابط المشبوهة والخبيثة التي يتم إرسالها بشكل متكرر، كما يسعى لتعزيز مستوى الوعي الرقمي والأمان السيبراني في المجتمع ككل، ليكون الجميع على دراية بالمخاطر المحيطة بهم.

ويُعد "تبيَّن" من أوائل التطبيقات المحلية التي تقدم خدمة التحليل الفوري للروابط الرقمية، وذلك عبر استخدام تقنيات متقدمة وخوارزميات معقدة، مدعومة ببعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، لضمان أعلى مستوى من الدقة والسرعة في كشف الروابط الخبيثة.

ويتيح هذا التطبيق المتميز للمستخدم التحقق من أي رابط غامض أو مشبوه يُرسل إليه قبل محاولة فتحه، سواء كان عبر الرسائل النصية القصيرة، أو تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة، أو حتى من خلال مسح رموز "QR"، مما يغطي كافة الطرق المعتادة للاحتيال.

وتأتي هذه الخطوة المهمة جداً لتسهم بشكل فعّال في الحد من محاولات الاحتيال الإلكتروني التي تجاوزت بالفعل 200 مليون محاولة سنوية في المنطقة، مما يشير إلى الحاجة الملحة لمثل هذه الأدوات الدفاعية القوية التي تخدم المواطنين والمقيمين.

ويعمل التطبيق بكفاءة عالية عبر إدخال الرابط المراد فحصه أو الصورة التي تحتوي على رمز استجابة سريع (QR)، ليُجري النظام بعدها تحليلاً فوريًا ومفصلاً يحدّد بدقة عالية مستوى الخطر المحتمل، ومصداقية الموقع المراد زيارته.

ويصدر التطبيق بناءً على هذا التحليل توصيات دقيقة وواضحة للمستخدمين، حول كيفية حماية بياناتهم الشخصية والحساسة، وكيفية التعامل مع هذا النوع من الروابط، وذلك بهدف منع اختراق المعلومات والحسابات البنكية، قبل وقوع أي ضرر مادي أو سرقة للبيانات.

كما يوفّر التطبيق خصائص توعوية متكاملة ومستمرة، مثل إرسال تنبيهات عاجلة حول الروابط المتكررة أو المشبوهة التي يتم تداولها بكثرة بين المستخدمين، بالإضافة إلى محتوى تعليمي متخصص لتعزيز الثقافة الرقمية الآمنة لجميع الفئات العمرية.

وأكد الرئيس التنفيذي للمبادرة المهندس مشعل الخليفة، أن الهدف من هذه المبادرة التقنية ليس فقط مواجهة جرائم الاحتيال الإلكتروني بشكل لحظي، بل العمل على بناء ثقافة مجتمعية واعية ومستنيرة بشكل عام.

وأضاف الخليفة أن هذه الثقافة المجتمعية يجب أن تكون قادرة على التمييز الواضح والسريع بين المحتوى الحقيقي الموثوق والمحتوى المضلل والخبيث، وذلك انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 الطموحة.

وتسعى "رؤية المملكة 2030" إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في إنشاء "بيئة رقمية آمنة ومحصنة" بالكامل، قادرة على دعم الابتكار والاستثمار، وتوفير الثقة للمستخدمين للتعامل الرقمي دون خوف من المخاطر السيبرانية المتزايدة.

هذا التطبيق الجديد يمثل درعاً رقمياً متيناً للمستخدم في السعودية والمنطقة، ويقلل من فرصة وقوعه ضحية لأي هجوم احتيالي، ويجعل من عملية "التحقق قبل النقر" إجراءً روتينياً وآمناً، يحافظ على بياناته وأمواله.