أكدت المديرية العامة للدفاع المدني أهمية الالتزام الصارم بتعليمات السلامة عند وقوع الحريق، مشددة على أن الدقائق الأولى من اندلاع النيران قد تكون الفاصل بين النجاة والخطر، وأن التصرف السليم في تلك اللحظات هو العنصر الأهم لحماية الأرواح.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
وقد أوضحت المديرية أن تنفيذ خطط الإخلاء يجب أن يكون أولوية قصوى في أي موقع يتعرض لحريق، حيث تتطلب هذه الخطط معرفة دقيقة بالمخارج والممرات الآمنة لضمان خروج الجميع دون تدافع أو ارتباك.
ويرى الدفاع المدني أن كثيرًا من الحوادث تتفاقم بسبب تجاهل قواعد الإخلاء، إذ يلجأ بعض الأشخاص لاستخدام المصاعد في وقت الحريق وهو ما يعد خطأً فادحًا قد يؤدي إلى اختناق أو احتجاز داخل المبنى.
وبينت المديرية أن استخدام السلالم هو الخيار الآمن في جميع الأحوال، إذ تتيح الحركة السريعة دون التعرض لخطر انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يجعل المصعد فخًا مميتًا أثناء الكارثة.
وأكدت كذلك ضرورة التوجه فورًا إلى نقاط التجمع المحددة سلفًا، حيث يتم التأكد من وجود جميع الأفراد ومتابعة حالتهم الصحية حتى وصول فرق الدفاع المدني إلى الموقع.
وبالفعل، شددت على عدم العودة إلى موقع الحادث لأي سبب كان، لأن العودة قد تعرض الشخص للخطر مرة أخرى بسبب تصاعد الدخان أو احتمالية انهيار أجزاء من المبنى.
وأهابت المديرية العامة بالدفاع المدني بجميع أصحاب المنشآت ضرورة التأكد من جاهزية أنظمة الإنذار والإطفاء، لأنها تشكل خط الدفاع الأول ضد أي طارئ قبل وصول فرق الإنقاذ.
كما أكدت أهمية الصيانة الدورية لأجهزة الإنذار والكشف عن الدخان، مشيرة إلى أن تعطلها أو إهمالها يؤدي غالبًا إلى تأخر اكتشاف الحريق وبالتالي زيادة الخسائر.
ودعت المنشآت إلى تدريب العاملين على تنفيذ خطط الإخلاء بشكل دوري، بحيث يصبح التصرف السريع والمنظم سلوكًا تلقائيًا عند سماع جرس الإنذار دون تردد أو خوف.
وقد أوضحت أن التدريبات العملية ترفع مستوى الوعي وتقلل من الأخطاء الشائعة، خاصة في الأماكن التي تضم أعدادًا كبيرة من الزوار أو الموظفين مثل المولات والمستشفيات والمدارس.
ويرى الدفاع المدني أن نشر ثقافة الوقاية من الحريق جزء أساسي من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع آمن ومستدام يضع سلامة الإنسان في مقدمة الأولويات.
وأشار إلى أن الالتزام بالتعليمات لا يقتصر على المنشآت الكبرى فحسب، بل يجب أن يشمل المنازل أيضًا، لأن الحوادث المنزلية تعد من أكثر أنواع الحرائق تكرارًا في المملكة.
وقد نوهت المديرية بضرورة إبعاد مصادر الاشتعال عن الأطفال، وإغلاق أسطوانات الغاز بعد الاستخدام، وفصل الأجهزة الكهربائية غير الضرورية عند مغادرة المنزل.
وأكدت أن سرعة الاتصال بفرق الطوارئ تساعد على السيطرة على الموقف قبل تفاقمه، داعية إلى حفظ أرقام التواصل المعتمدة في كل منطقة لتسهيل سرعة الاستجابة.
وأشارت إلى إمكانية الاتصال على الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، أو الرقم 998 في بقية مناطق المملكة عند حدوث أي طارئ.
كما دعت إلى متابعة الإرشادات المنشورة عبر وسائل الإعلام الرسمية ومنصات الدفاع المدني في مواقع التواصل، لضمان وصول التوعية إلى جميع شرائح المجتمع.
ويرى المسؤولون في الدفاع المدني أن الالتزام بهذه الإرشادات يمثل مسؤولية وطنية جماعية، تسهم في حماية الأرواح والممتلكات وتعزز ثقافة الوقاية والسلامة العامة.
واختتمت المديرية العامة للدفاع المدني تأكيدها بأن الوقاية تبدأ من الوعي، وأن كل مواطن ومقيم شريك في منظومة الأمن والسلامة التي تبنيها المملكة بخطى واثقة نحو المستقبل.
