أطلقت الهيئة السعودية للمقاولين مبادرة نوعية تهدف إلى إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع البناء والتشييد، في خطوة تعد من أبرز محاور التحول الرقمي في القطاع الهندسي بالمملكة.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
وأكدت الهيئة أن البرنامج الجديد يمثل نقلة استراتيجية نحو رفع كفاءة الأداء في المشاريع الإنشائية، من خلال توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مختلف مراحل العمل.
ويأتي هذا التحرك ضمن مساعي الهيئة لتعزيز مكانة قطاع المقاولات كركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، ودعم توجه المملكة نحو اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتكنولوجيا.
وأوضحت أن المبادرة تهدف إلى تمكين المقاولين من اتخاذ قرارات أكثر دقة وفاعلية، عبر تحليل البيانات الميدانية وتحسين جودة التنفيذ والتخطيط والتشغيل.
وقد أشارت الهيئة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في خفض تكاليف المشاريع من خلال تحسين إدارة الموارد وتحديد المخاطر المحتملة قبل وقوعها.
كما يهدف البرنامج إلى رفع معدلات الإنتاجية وتسريع وتيرة الإنجاز في المشاريع الكبرى، بما يتماشى مع متطلبات التنمية الحضرية التي تشهدها المملكة.
ويرى خبراء في قطاع المقاولات أن إدخال الذكاء الاصطناعي في هذا المجال سيحدث تحولًا جذريًا في أساليب البناء والتصميم والإدارة.
وبحسب الهيئة، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة، ما يتيح للمقاولين تحسين القرارات الميدانية وتقليل الأخطاء التشغيلية.
وتؤكد الدراسات الحديثة أن التحول نحو الأتمتة الرقمية في قطاع التشييد أصبح ضرورة لضمان استدامة المشاريع وجودتها على المدى الطويل.
وقد أشارت الهيئة السعودية للمقاولين إلى أن البرنامج ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على المعرفة والتقنية.
كما تسعى الهيئة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد والمشتريات في المشاريع الإنشائية باستخدام حلول تحليل البيانات الذكية.
ويركز البرنامج كذلك على تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها لاستخدام التقنيات الحديثة في إدارة المشاريع والبنية التحتية.
وأكدت الهيئة أن دعم القدرات البشرية يمثل محورًا أساسيًا في تحقيق التحول الرقمي الكامل للقطاع، مشيرة إلى أهمية الشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية.
وقد بدأت الهيئة بالفعل في تنفيذ برامج تدريبية بالتعاون مع جهات دولية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الهندسة المدنية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستعزز القدرة التنافسية للشركات السعودية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
كما ستسهم المبادرة في تحسين تصنيف المقاولين من خلال تطبيق معايير الأداء الذكي ومؤشرات الكفاءة التقنية في المشاريع.
وتؤكد الهيئة أن المستقبل القريب سيشهد توسعًا في استخدام الروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي في مواقع البناء لتحسين السلامة والجودة.
وبذلك تمثل مبادرة الهيئة السعودية للمقاولين خطوة متقدمة نحو بناء قطاع مقاولات رقمي ومستدام، يعكس طموحات المملكة في قيادة التحول التقني بالمنطقة.