أثار المدير الفني لنادي القادسية السعودي، الإسباني ميشيل غونزاليس، جدلاً واسعًا بتصريحاته الأخيرة حول الأسباب الحقيقية لرحيل النجم الجابوني بيير إيميريك أوباميانج عن صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، في خطوة فاجأت جماهير النادي.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وأوضح غونزاليس أن القرار لم يكن فرديًا كما ظن البعض، بل جاء بعد دراسة شاملة داخل النادي، حيث أكّد أن إدارة القادسية هي من حسمت الملف بعد مناقشات فنية وإدارية مطولة تناولت مستقبل اللاعب وخطة الفريق للمواسم المقبلة.
وأشار المدرب الإسباني إلى أن النادي تبنى سياسة جديدة تقوم على التجديد وضخ دماء شابة في الفريق، بهدف بناء مشروع طويل الأمد يواكب طموحات النادي ضمن المنافسة في دوري روشن السعودي الذي يشهد تطورًا متسارعًا في جميع جوانبه.
وقد أوضح غونزاليس أن رحيل أوباميانج لم يكن نتيجة خلافات أو مشاكل شخصية، بل جاء في إطار استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة الفريق فنيًا، مع التركيز على عناصر قادرة على الاستمرار لسنوات قادمة وتقديم الإضافة المطلوبة.
وأضاف المدرب أن أوباميانج قدم مستويات مميزة خلال الموسم الماضي وساهم بأهدافه وخبرته في استقرار الأداء الهجومي للفريق، لكنه غادر بعد أن قرر النادي المضي في مشروع يعتمد على عناصر أكثر شبابًا وحيوية داخل التشكيلة.
وأكد غونزاليس أن الإدارة اتخذت القرار بعد تقييم شامل لجميع خطوط الفريق، مبينًا أن خطة التطوير لم تكن مقتصرة على الهجوم فقط، بل شملت عدة مراكز بهدف تحقيق التوازن المطلوب داخل أرض الملعب.
ويرى المدرب الإسباني أن التغيير سنة من سنن كرة القدم، وأن على الأندية الطموحة أن تعرف متى تجدد دماءها، مشددًا على أن أوباميانج سيبقى لاعبًا كبيرًا صاحب تاريخ مؤثر أينما حل، سواء في السعودية أو أوروبا.
وقد أشار غونزاليس إلى أن النادي تعاقد مع المهاجم الإيطالي الشاب ماتيو ريتيغي ليكون البديل المناسب، موضحًا أن اللاعب يمتلك قدرات تهديفية كبيرة جعلته خيارًا مثاليًا لمشروع القادسية الجديد.
وبيّن أن ريتيغي يعيش فترة تألق واضحة مع منتخب بلاده إيطاليا، وهو ما زاد من قناعة إدارة النادي بقدرته على قيادة الخط الأمامي للفريق في المواسم القادمة، خصوصًا مع طموحه الكبير لإثبات نفسه في دوري روشن.
ويرى محللون أن تصريحات غونزاليس تعكس عقلانية إدارة القادسية في إدارة ملفاتها الفنية، إذ تحاول الموازنة بين النجومية والخطط المستقبلية، في وقت باتت فيه الأندية السعودية تسعى لتحقيق الاستدامة الرياضية والمالية.
وقد اعتبر بعض المراقبين أن الاستغناء عن أوباميانج رغم شعبيته الكبيرة يعكس شجاعة فنية من إدارة القادسية، خصوصًا أن اللاعب كان من الأسماء البارزة في الفريق وساهم في نتائجه الإيجابية خلال الموسم المنصرم.
وبالفعل، جاء التعاقد مع ريتيغي خطوة محسوبة من إدارة النادي، إذ يسعى القادسية إلى بناء فريق قادر على المنافسة لسنوات، مع المراهنة على العناصر التي تجمع بين المهارة والعمر المناسب لتطوير الأداء الهجومي.
وأشار غونزاليس إلى أن الفريق يسير بثبات نحو تحقيق أهدافه، مؤكدًا أن التركيز الآن منصب على تطوير الأداء الجماعي والالتزام بالخطط التكتيكية التي تم وضعها منذ بداية الموسم لضمان الاستقرار الفني.
وأكد المدرب أن العلاقة بينه وبين إدارة القادسية قائمة على التفاهم الكامل، مشيرًا إلى أن القرارات داخل النادي لا تُتخذ بشكل فردي، بل عبر مشاورات متواصلة تجمع الجهاز الفني والإدارة الرياضية لضمان المصلحة العامة.
ويرى متابعون أن تصريحات غونزاليس الأخيرة جاءت لتغلق الباب أمام الشائعات التي ربطت خروج أوباميانج بخلافات داخلية، حيث بدت كرسالة واضحة بأن القرار استراتيجي يهدف إلى المستقبل لا إلى معالجة أزمة آنية.
كما أشاد المدرب بأجواء العمل داخل النادي، مؤكدًا أن القادسية يمتلك قاعدة جماهيرية طموحة، وأن الفريق يملك من الإمكانات ما يؤهله لتقديم موسم قوي، خاصة بعد الصفقات الأخيرة التي عززت صفوفه في أكثر من مركز.
وقد شدد غونزاليس على أن هدف النادي هو الاستمرار في تحقيق النجاحات والبناء على ما تحقق خلال الموسم الماضي، مع التركيز على تطوير عقلية الفوز والروح القتالية التي تميز لاعبي القادسية داخل المستطيل الأخضر.
وفي ختام حديثه، عبّر المدرب الإسباني عن ثقته في أن الجماهير ستتفهم رؤية النادي في المرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن المستقبل سيؤكد صواب القرار وأن الفريق سيجني ثماره قريبًا من خلال أداء متصاعد ونتائج إيجابية.