فجر الإعلامي الرياضي المعروف محمد الشيخ جدلاً واسعاً وساخناً في الأوساط الرياضية السعودية، بعدما أدلى بتصريحات "نارية وقاسية" عقب انتهاء مباراة نادي الأهلي ونادي الشباب بالتعادل، في اللقاء الذي جمعهما مساء يوم الجمعة الماضي، ضمن منافسات الجولة الخامسة من بطولة "دوري روشن السعودي" للمحترفين.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
جاءت تصريحات الشيخ بعدما أهدر النادي الأهلي فوزاً مهماً كان في متناوله، حيث سجل اللاعب الإنجليزي إيفان توني هدفاً من ركلة جزاء في الشوط الأول من المباراة، لكن الأهلي فشل في الحفاظ على هذا التقدم حتى اللحظات الأخيرة من المباراة التي أقيمت بحضور جماهيري غفير.
وشهدت الدقائق الأخيرة تسجيل زميله الظهير الأيسر، اللاعب الدولي ماتياس دامس، هدفاً عكسياً في مرمى فريقه عن طريق الخطأ، ليضيع على الأهلي فوزاً كان ضرورياً ويرضى بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، بالرغم من أن الشباب كان يلعب بعشرة لاعبين فقط بعد طرد أحد لاعبيه، ما ضاعف من خيبة الأمل بين الجماهير.
وبهذا التعادل المخيب للآمال، فرط رجال المدرب الألماني ماتياس يايسله في فرصة ذهبية للارتقاء إلى المركز الثاني في جدول الترتيب، خاصة بعد تعادل نادي الاتحاد المباشر معه، بهدف لكل فريق مع نادي الفيحاء في مباراة افتتاح الجولة، ما جعل النقطتين المهدرتين بـ "الهدف العكسي" تبدوان أكثر ثمناً ووزناً.
وفي تصريحات تلفزيونية مثيرة للجدل، قال الإعلامي الرياضي محمد الشيخ: "الأهلي أحضروا له فريقاً كاملاً وسددوا ديونه بعد الصعود من دوري يلو إلى دوري روشن للمحترفين"، وهو تصريح يضع علامات استفهام كبيرة حول مصدر هذا الدعم الاستثنائي وحجم التدخل غير المعتاد في عملية بناء النادي الجديد.
وواصل الشيخ حديثه المثير للجدل قائلاً: "في الموسم الأول، تعاقدوا له مع ستة عشر لاعباً ما بين محليين وأجانب وسددوا للنادي ديونه المتراكمة"، وأشار بوضوح إلى أن النادي كان مهدداً بـ "عدم التسجيل" من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لولا عملية سداد هذه الديون الضخمة، وهذا يزيد من أهمية وقوة الدعم الموجه للنادي.
وانتقد الشيخ ما وصفه بـ "التبريرات غير المنطقية" التي يسوقها البعض، موضحاً أن ما يجعل البعض يتحدث أن الهلال لديه لاعبون مصنفون ضمن "فئة A" أو نجوم من الطراز الأول، هو فقط لأنهم يلعبون في صفوف "الزعيم"، وهذا يقلل من الدور الإداري والفني للنادي العاصمي الكبير.
وتابع بأنه: "تم ضمهم على حساب النادي الأزرق العاصمي ودعم الأمير الوليد بن طلال"، مؤكداً أن هذا الدعم الموجه أحدث خللاً في موازين القوى الرياضية، واختتم حجته قائلاً: "في النهاية لا يمكن المقارنة بين ناد ميزانيته تبلغ مليار وتسعين مليون ريال، وناد ميزانيته 600 مليون ريال أو غير معلنة بشكل رسمي وموثق".
ونتيجة لهذه التصريحات النارية التي لامست "بيت القصيد" حول الدعم المالي، اعترض الإعلامي فيصل زيد على الفور، قائلاً: "لا تبرزوا فقط أن الأهلي تعاقدوا له وسددوا له الديون المترتبة عليه"، وهذا يؤكد أن هناك اعتراضاً على الطريقة التي يتم بها تداول هذا الموضوع الحساس في الساحة الإعلامية.
وأضاف زيد في إشارته المضادة: "فالنادي لديه إدارة فاعلة ومن يتولى التعاقد للراقي هو كذلك من يتولى التعاقد للهلال"، محاولاً بذلك التأكيد على أن الآلية الإدارية للتعاقدات واحدة، وأن الأمر لا يتعلق بجهة خارجية تدعم طرفاً دون آخر بشكل مباشر، وهذا يفتح باب الجدل مجدداً حول المساواة في الدعم.
واكتفى النادي الأهلي، بعد هذا التعادل المؤلم، بنقطة واحدة فقط ليرفع رصيده إلى تسع نقاط في جدول الترتيب، بفارق نقطة واحدة خلف ناديي الاتحاد والقادسية، وهذا يفقده فرصة الابتعاد عن المنافسة المباشرة في القمة مبكراً، ويضعه تحت ضغط أكبر في الجولات القادمة.
وفي المقابل، ارتفع رصيد نادي الشباب إلى خمس نقاط، وهو ما يبقيه في المنطقة الدافئة بمنتصف الجدول، في انتظار تحقيق نتائج أفضل تعيد له التوازن، فيما لا يزال نادي النصر يتربع على صدارة جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد اثني عشر نقطة متكاملة قبل مباراته الحاسمة في الجولة، والمقررة اليوم السبت أمام نادي الفتح.
ويؤكد هذا الجدل الإعلامي العنيف أن "دوري روشن السعودي" لم يعد مقتصراً على المنافسة داخل المستطيل الأخضر فقط، بل امتدت المنافسة لتشمل أيضاً أروقة الإعلام والتحليل، حيث أصبحت القضايا المتعلقة بالتمويل والدعم الإداري والمالي للأندية محط أنظار الجميع، وهذا يزيد من سخونة الأجواء المحيطة بالبطولة.
وفي الختام، يضع هدف ماتياس دامس العكسي النادي الأهلي ومدربه في موقف حرج، ويثير تساؤلات جدية حول مدى نجاح هذا الدعم المالي الضخم في تحقيق الأهداف المرجوة على أرض الواقع، خاصة عندما يفشل الفريق في حسم المباريات السهلة وهو يلعب بأفضلية عددية، وهذا هو بيت القصيد في الانتقادات الموجهة إلى إدارة الفريق.