شهدت أسواق النفط تذبذبًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت الأسعار خسائر متتالية لم تشهدها منذ عدة أشهر، فقد أغلقت العقود الآجلة لخام برنت بالقرب من 61 دولارًا للبرميل، بينما صعدت الأسعار بشكل طفيف في جلسة الجمعة، إلا أن إجمالي الأداء الأسبوعي ظل سلبيًا نتيجة الضغوط المتزايدة في سوق الطاقة الدولية وحالة الحذر التي باتت مسيطرة على المستثمرين.
إقرأ ايضاً:نصائح علمية تحمي حياتك.. ماذا تكشف التحاليل الأساسية بعد الأربعين؟انتفاضه تاريخية للنصر تحت قيادة جيسوس.. فهل تستمر هيمنة النصر محليًا وقاريًا؟
عوامل خسارة النفط في الأسبوع الأخير
وقد ساهمت مجموعة من العوامل الرئيسية في تكبد النفط هذه الخسارة، أبرزها توقعات وكالة الطاقة الدولية بزيادة المعروض خلال عام 2026، بالإضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد اجتماع لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتسببت هذه التطورات في هبوط أسعار العقود الآجلة رغم وجود مكاسب طفيفة في بعض الجلسات، كما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن زيادة المخزونات بمقدار 3.5 مليون برميل، ما أدى إلى إضعاف مستويات الطلب في السوق.
انعكاسات على أسواق النفط وأداء خام برنت
تسببت هذه الأحداث في تجاوز عقود خام برنت مستوى 61.29 دولار للبرميل عند التسوية، بينما وصلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 57.54 دولار للبرميل، وقد سجل برنت خسارة أسبوعية تقدر بثلاثة في المئة بالرغم من تعافي محدود في النهاية، وجاء ذلك في ظل استمرار عمليات الشراء والبيع الحذرة والترقب الدولي لمخرجات اجتماعات القوى الكبرى اقتصاديًا وسياسيًا، وتبقى توقعات الأسواق متأرجحة بين الأمل في انتعاش الطلب وإمكانية فرض مزيد من القيود.
تأثير توقعات الطاقة الدولية والاجتماعات السياسية
تعكس توقعات وكالة الطاقة الدولية وجود فائض في المعروض العالمي للنصف الثاني من 2026، ما يضع ضغوطًا كبيرة على الأسواق ويجبر المنتجين على مراجعة خطط الإنتاج، كما أن إعلان الاجتماع المرتقب بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين يحمل آمالًا بتقليل الاضطرابات السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط العالمية، وتراقب الأسواق بحذر نتائج هذه الاجتماعات التي قد تساهم في استقرار الأسعار أو استمرار التذبذب القوي في السوق.
النتائج الاقتصادية وحالة الأسواق مع نهاية الأسبوع
تؤكد البيانات الرسمية أن المخزونات الأمريكية ارتفعت إلى 423.8 مليون برميل في الأسبوع الأخير، وهو ما أضعف الآمال بحدوث انتعاشة فورية في أسعار النفط، كما تتواصل التوقعات السلبية بتأثير فائض المعروض على أداء القطاع عالميًا، ويرى الخبراء أن استمرار الخسائر يمكن أن يؤدي إلى إعادة ترتيب السياسات الإنتاجية للمنتجين الرئيسيين، فيما يراقب السوق السعودي والمنطقة العربية حركة الأسعار تحسبًا لأي تطورات جديدة في الأسواق العالمية.
