أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي سجلت صباح اليوم الأحد نشاطًا أرضيًا ملحوظًا في منطقة الخليج العربي، ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا الحدث وامتداد تأثيره على المناطق القريبة.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
وقد أوضحت الهيئة في بيانها أن الزلزال وقع في تمام الساعة 00:27:09 بالتوقيت المحلي، وبلغت قوته 4.34 درجة على مقياس ريختر، مشيرة إلى أن مركزه يبعد حوالي 160 كيلومترًا شمال شرق مدينة الخفجي في الخليج العربي.
ويرى خبراء الهيئة أن هذا النشاط الزلزالي يأتي ضمن الحدود الطبيعية لحركة الصفائح التكتونية في المنطقة، مؤكدين أنه لا يشكل خطرًا مباشرًا على السواحل السعودية أو المناطق المأهولة القريبة.
وأكدت الهيئة أن فرق الرصد التابعة لها تواصل متابعة الوضع بشكل دقيق من خلال محطاتها المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، بهدف رصد أي نشاط لاحق أو ارتدادات محتملة قد تطرأ خلال الساعات القادمة.
ويأتي هذا التحرك الأرضي ضمن نطاق النشاط الزلزالي المعروف في منطقة الخليج العربي، التي تُعد من المناطق التي تسجل نشاطًا متوسطًا بسبب قربها من الحدود التكتونية الإيرانية.
وبحسب الهيئة، فإن مثل هذه الزلازل عادةً ما تكون سطحية نسبياً، مما يجعل الإحساس بها محدودًا في المناطق القريبة، ولا تتسبب عادةً في أضرار أو تصدعات تذكر.
وقد أكدت الهيئة أن المملكة تمتلك أحد أكثر أنظمة الرصد الزلزالي تطورًا في المنطقة، وهو ما يمكّنها من تحليل أي اهتزازات أرضية لحظيًا، وإرسال البيانات مباشرة إلى المختبرات الجيولوجية المتخصصة.
وأشار مختصون إلى أن أهمية هذا الرصد تكمن في دعم خطط السلامة العامة، وتعزيز الجاهزية في حال حدوث أي تطورات طارئة، خصوصًا في ظل ما توليه رؤية المملكة 2030 من اهتمام بالاستدامة والأمن البيئي.
ومن جانبه، أوضح أحد الباحثين في الجيولوجيا أن منطقة الخليج العربي تقع في نطاق متأثر بنشاط الصفائح بين شبه الجزيرة العربية وإيران، ما يجعل من الطبيعي تسجيل زلازل خفيفة إلى متوسطة من حين لآخر.
وأكدت الهيئة أن بيانات الزلزال الحالي لا تشير إلى وجود أي تصدعات بحرية أو ارتفاع في مستوى الأمواج، وهو ما يبدد المخاوف من أي ظواهر بحرية مصاحبة مثل تسونامي أو موجات مدّ مرتفعة.
وفي السياق ذاته، بيّنت الهيئة أنها تعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على تحليل البيانات بدقة لمعرفة عمق مركز الزلزال ومسار الموجات الزلزالية لتحديد طبيعة الحدث بشكل علمي متكامل.
ويتابع مركز الرصد الوطني بشكل لحظي تسجيل أي نشاط مكمّل، حيث تتيح الأجهزة الحديثة التي تمتلكها الهيئة دقة عالية في تحديد المواقع ونوعية الاهتزازات.
وقد أكدت الهيئة أن نتائج التحليل الأولية تشير إلى أن الزلزال لم يؤثر على أي منشآت حيوية أو بنى تحتية في المنطقة، وأن الأمور تسير بشكل طبيعي دون أي تبعات تُذكر.
ويشير المراقبون إلى أن هذا النوع من الزلازل يذكّر بأهمية الوعي الزلزالي لدى المواطنين والمقيمين، والتعرف على طرق السلامة المثلى في حال الإحساس بأي اهتزازات أرضية.
وبالفعل، شددت هيئة المساحة الجيولوجية على أهمية متابعة بياناتها الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات التي قد تثير القلق، مؤكدة أن جميع التحديثات تُنشر بشكل فوري عبر منصاتها الرسمية.
كما دعت الهيئة وسائل الإعلام إلى استقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة، تجنبًا لتداول أرقام أو معلومات غير دقيقة قد تُحدث لبسًا لدى المتابعين.
وتعهدت الهيئة بالاستمرار في مراقبة النشاط الزلزالي على مدار الساعة، مع رفع تقارير دورية إلى الجهات المعنية لضمان أعلى مستويات الاستعداد والتعامل مع أي تطور محتمل.
ويأتي هذا الحدث ليؤكد مجددًا كفاءة منظومة الرصد السعودية، التي أثبتت جاهزيتها في التعامل مع مختلف الظواهر الجيولوجية، ودورها المحوري في تعزيز الأمن البيئي والوقاية من المخاطر الطبيعية.