نبه المركز الوطني للأرصاد اليوم الأحد، عبر تحذير عاجل ومباشر، من تعرض منطقة جازان لحالة من التقلبات الجوية القوية، تتمثل في هطول أمطار تتراوح شدتها بين المتوسطة والغزيرة، وهي حالة جوية تتطلب اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر من قبل جميع السكان والجهات التنفيذية في المنطقة الجنوبية للمملكة.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

وأوضح المركز أن هذه الأمطار يُتوقع أن يصاحبها عدد من الظواهر الجوية الخطيرة الأخرى، يأتي في مقدمتها رياح شديدة السرعة، والتي قد تتسبب في أضرار مادية، بالإضافة إلى تساقط زخات من "البرد" الكثيف، ما يزيد من صعوبة الأجواء على الطرق والمناطق المكشوفة، وهذا يستدعي توخي الحذر الشديد.

كما حذر التنبيه بشكل خاص من احتمالية حدوث "شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية"، ما يجعل القيادة أمراً بالغ الخطورة، وكذلك من احتمالية "جريان السيول" القوية والمفاجئة في الأودية والمناطق المنخفضة، وهي سيول تشكل تهديداً مباشراً لسلامة الأفراد والممتلكات، وهذا يفرض الابتعاد عن مجاري الأودية بشكل مطلق.

وشمل التحذير الجوي الصادر من المركز الوطني للأرصاد عدداً كبيراً من محافظات ومراكز منطقة جازان، حيث حددها بالاسم لضمان وصول الرسالة التحذيرية إلى السكان المعنيين، وهذا يؤكد على دقة التوزيع الجغرافي الذي تعتمده الأرصاد في إصدار بياناتها الرسمية، وهذا يرفع من كفاءة الإنذار المبكر.

وضمت قائمة المحافظات المشمولة بالتحذير كلاً من: الحرث، والداير، والريث، والعارضة، والعيدابي، وفيفا، وهروب، وهي المحافظات التي تقع في مناطق جبلية وعرة، تكون عرضة بشكل أكبر لخطر السيول القوية التي تتشكل نتيجة الهطولات المطرية المركزة، وهذا يجعلها الأكثر خطورة في هذه الحالة الجوية.

وامتد التحذير ليشمل أيضاً محافظات أحد المسارحة، وأبو عريش، والطوال، وصامطة، وضمد، وصبيا، بالإضافة إلى مركز الفطيحة، ما يدل على أن الحالة الجوية لا تقتصر على المناطق الجبلية فقط، بل تمتد لتشمل السهول الساحلية والأجزاء الداخلية من المنطقة، وهذا يوسع نطاق الاستعدادات المطلوبة.

كما نبه المركز الوطني للأرصاد إلى خطورة "الصواعق الرعدية" التي ستصاحب هطول الأمطار، وهي ظاهرة تشكل خطراً مباشراً على الأشخاص المتواجدين في الأماكن المفتوحة أو تحت الأشجار، ما يستدعي الابتعاد عن الأجسام المعدنية الموصلة للكهرباء، واللجوء إلى الأماكن المغلقة الآمنة فوراً، وهذا يشدد على إجراءات السلامة الكهربائية.

وبين المركز في إعلانه الرسمي أن حالة عدم الاستقرار الجوي هذه، التي تتسم بالعنف والقوة، من المقرر أن تستمر بمشيئة الله تعالى حتى حلول "الساعة الثامنة من مساء اليوم الأحد"، ما يمنح فترة زمنية محددة يجب خلالها الالتزام بالتعليمات والبقاء على أهبة الاستعداد لأي طارئ قد يحدث، وهذا يحدد فترة الذروة لعدم الاستقرار الجوي.

وتؤكد الجهات المختصة على أهمية عدم المجازفة بالقيادة على الطرق السريعة في ظل "شبه انعدام مدى الرؤية"، وكذلك عدم محاولة عبور تجمعات مياه الأمطار أو مجاري السيول، حتى وإن بدت المياه قليلة، حيث أن قوة دفع المياه وسرعة جريانها قد تكون مميتة وخارجة عن السيطرة، وهذا يشدد على الالتزام بتعليمات المرور والدفاع المدني.

وتعمل فرق الدفاع المدني والجهات المعنية في محافظات جازان المذكورة على رفع جاهزيتها بالكامل، وذلك لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للمتضررين في حال وقوع حوادث طارئة، أو الحاجة إلى التدخل لإنقاذ المحتجزين من السيول، ما يضمن سرعة الاستجابة الحكومية للأوضاع الطارئة.

ويجب على جميع المواطنين والمقيمين في المناطق المذكورة، وخاصة سكان الأجزاء الجبلية والوديان، اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتأمين مركباتهم وممتلكاتهم من مخاطر تساقط البرد وجريان السيول العنيفة، وتجهيز خطط الطوارئ الخاصة بالعائلات في حال الضرورة القصوى للإخلاء المؤقت، وهذا يضمن الاستعداد المسبق.

كما يدعو المركز الوطني للأرصاد الجميع إلى متابعة التحديثات الجوية التي تصدر بشكل دوري، والالتزام بالإرشادات التي يبثها الدفاع المدني عبر وسائل الإعلام الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة التي قد تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يضمن الحصول على المعلومات الصحيحة.

إن التحذير الصادر اليوم يمثل ضرورة ملحة للجميع للتعامل مع الحالة الجوية بجدية تامة، والابتعاد عن أي سلوك قد يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، في ظل الظروف الجوية المتقلبة التي تشهدها المنطقة، ما يرفع من مستوى الوعي المجتمعي بأهمية السلامة في مثل هذه الحالات.