أطلقت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني منصتها الجديدة للتدريب الإلكتروني التي تحمل اسم "تقني"، وذلك في إطار جهودها المستمرة نحو توفير حلول تقنية متقدمة تهدف إلى دعم وتطوير العملية التدريبية بشكل شمولي وكامل في الكليات التقنية والمعاهد كافة التابعة للمؤسسة، وهذا يمثل نقلة نوعية في هذا المجال الحيوي الهام.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟

وتُعد منصة "تقني" بمثابة نقلة نوعية واستراتيجية في مجال التعليم والتدريب عن بُعد، حيث تعكس إيماناً راسخاً بأهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة لرفع كفاءة التدريب المهني والتقني، وتقديم محتوى تعليمي يتسم بالجودة والمرونة للمتدربين في مختلف التخصصات، وهذا يؤكد على توجه المؤسسة نحو التحديث المستمر.

وأوضحت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن الإقبال على المنصة الجديدة كان كبيراً جداً وغير مسبوق، حيث بلغ عدد المستفيدين والمستفيدات من المنصة حتى الآن رقماً ضخماً وصل إلى (237,841) مستفيداً ومستفيدة، وهو ما يعكس حجم التوسع والاهتمام المتزايد بالتدريب الإلكتروني على مستوى المملكة، وهذا يمثل قاعدة بيانات ضخمة.

ويُعزز هذا الإقبال الكبير حجم العمل المنجز في تجهيز المحتوى التعليمي للمنصة، حيث كشفت المؤسسة عن إنشاء (65,067) مقررًا إلكترونيًا مختلفاً ومتنوعاً على المنصة، ما يدل على حجم الجهد المبذول والاهتمام الكبير بتوفير مواد تدريبية شاملة ومتكاملة تغطي كافة التخصصات التقنية والمهنية المطلوبة في سوق العمل، وهذا يضمن تنوع الخيارات.

ومن أهم ما يميز منصة "تقني" الجديدة أنها تتمتع بـ "مرونة عالية" في التعامل، بالإضافة إلى إمكانية تخصيصها وتكييفها بما يتناسب مع مختلف الفئات المستفيدة، سواء كانوا متدربين جدداً أو مدربين ذوي خبرة، ما يجعلها أداة فعالة قابلة للتطبيق في مختلف البيئات التدريبية الداخلية والخارجية، وهذا يسهل عملية الوصول للمحتوى.

وتوفر المنصة أداة متقدمة ومتطورة لـ "إنشاء التقارير الإحصائية والتحليلية" المفصلة لبيانات التدريب والأداء، وهي تقارير تلعب دوراً محورياً في دعم متخذي القرار داخل المؤسسة، وذلك بتزويدهم بمعلومات دقيقة وموثوقة حول سير العملية التدريبية ونقاط القوة والضعف، وهذا يعزز اتخاذ القرارات الرشيدة.

كما تتميز المنصة بدمج "مساعد افتراضي" متطور يعتمد في عمله على تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بهدف تسهيل التفاعل الفوري والمستمر بين المدربين والمتدربين، وتقديم الإجابات السريعة عن الاستفسارات الشائعة، ما يرفع من كفاءة التواصل ويسرع من حل المشكلات التقنية والأكاديمية، وهذا يدعم التعليم الذكي.

وتتجاوز مميزات المنصة مجرد التفاعل والمتابعة، حيث تتيح المنصة إمكانية الوصول غير المحدود إلى "قواعد المعرفة" الموثوقة والثرية داخل المنصة، ما يوفر مصدراً أساسياً ومتكاملاً للمعلومات والبيانات التدريبية التي يحتاجها المتدربون والمدربون على حد سواء، وهذا يضمن ثراء المحتوى التعليمي.

وتسعى المؤسسة من خلال إطلاق "تقني" إلى دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، وذلك عبر بناء قدرات الكفاءات الوطنية الشابة وتأهيلها بمهارات تقنية ومهنية عالية المستوى، تتناسب مع متطلبات السوق المتغيرة، ما يضمن توفير كوادر وطنية قادرة على المنافسة والإبداع في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وتتضمن المنصة ميزة فريدة تتمثل في "تمكين المستخدمين" من بناء وتصميم "صفحات إضافية" خاصة بهم بشكل شخصي، وهذا يلبي احتياجاتهم التدريبية المتنوعة والفردية، ما يجعل تجربة التدريب أكثر تخصيصاً وفعالية، ويدعم التعلم التكيفي الذي يراعي الفروقات الفردية بين المتدربين.

ويعكس هذا التوسع الهائل في عدد المستفيدين وفي حجم المقررات الإلكترونية المنشأة، الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسة للتدريب الإلكتروني، بصفته الحل الأمثل لمواكبة التحديات الجغرافية والزمنية، وضمان وصول التدريب الجيد إلى أكبر شريحة ممكنة من الباحثين عن التأهيل التقني والمهني في جميع أنحاء المملكة.

إن استخدام الذكاء الاصطناعي في المنصة، وتوفير التقارير التحليلية، يضع "تقني" في مصاف المنصات التعليمية المتقدمة عالمياً، ويجعلها نموذجاً يحتذى به في توظيف التقنية لخدمة التعليم المهني، وهذا يعزز من مكانة المؤسسة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال التدريب التقني.

ويُعد إطلاق هذه المنصة خطوة مهمة نحو تعزيز جودة العملية التدريبية وتوحيد معاييرها في جميع الكليات والمعاهد التابعة للمؤسسة، ما يضمن أن يحصل جميع المتدربين على نفس المستوى من التعليم المتميز والمحدث، بصرف النظر عن موقعهم الجغرافي داخل المملكة، وهذا يحقق مبدأ العدالة في التعليم.