شهدت المملكة مؤخرًا قفزة نوعية في قطاع التدريب التقني بإطلاق المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني منصة التدريب الإلكتروني "تقني"، والتي جاءت استجابة لمتطلبات العصر الرقمي وضرورة توفير أدوات تعليمية متطورة تدعم الطلاب والمتدربين على مدار الساعة، وتعتمد هذه المبادرة على رؤية استراتيجية لتطوير منظومة التدريب على مستوى الكليات التقنية والمعاهد، حيث تمثل المنصة الحديثة جسراً يربط المستفيدين بفرص تعليمية تفاعلية تستجيب لمتغيرات سوق العمل واحتياجات المؤسسات الوطنية.
إقرأ ايضاً:الجوازات تحسم الجدل حول عدم المغادرة.. غرامة 1000 ريال لـ "إلغاء التأشيرة" بعد انتهاء صلاحيتهاخمسة تمارين يومية تفي بالغرض… كيف تضمن لطفلك قامة أطول؟
خصائص متقدمة تواكب التطور التقني
تتميز منصة "تقني" بمرونة عالية وإمكانية التخصيص بما يلبي متطلبات كافة الفئات المستفيدة من الطلاب والمعلمين، وتتيح أيضاً إنشاء وإدارة آلاف المقررات الإلكترونية بسهولة مما يسهل على الجهات التدريبية توسيع برامجها وتلبية الطلب المتزايد على المهارات التقنية، وتوفر المنصة حلول ذكاء اصطناعي من خلال مساعد افتراضي يدعم التفاعل بين المتدربين والمدربين، مقدمة بذلك تجربة تدريبية متكاملة تلبي أعلى المعايير العالمية في التعلم الإلكتروني الحديث.
دعم اتخاذ القرار وتحليل الأداء
من أبرز ما تقدمه منصة "تقني" وجود أدوات متقدمة لإصدار تقارير إحصائية وتحليلية شاملة، تساعد صناع القرار والقيادات في المنشآت التدريبية على تقييم العملية التعليمية واتخاذ خطوات تطويرية بناءة، كما توفر المنصة إمكانية الدخول إلى قواعد معرفية رقمية محدثة، إلى جانب تمكين المستخدمين من بناء صفحات إضافية تلبي احتياجاتهم الخاصة، لتشكل بذلك منظومة متكاملة لنقل وتبادل المعرفة تناسب متطلبات العصر الرقمي وتسرّع وتيرة التعلم.
أرقام تعكس التوسع والاهتمام
تمكنت المنصة منذ تدشينها من استقطاب ما يزيد عن 237.8 ألف مستفيد ومستفيدة، مع إنشاء أكثر من 65 ألف مقرر إلكتروني حتى الآن، وتدل هذه الأرقام القياسية على مدى اهتمام المملكة بتطوير التعليم التقني واعتماد التحول الرقمي كخيار استراتيجي لتنمية رأس المال البشري وتمكين الكفاءات الوطنية وفق رؤية المملكة 2030، كما تعكس الثقة الكبيرة التي يوليها القطاع التعليمي للتقنيات الذكية والمنصات الرقمية الحديثة.
ترسيخ مكانة المملكة في ريادة التحول الرقمي
يمثل إطلاق منصة "تقني" خطوة مهمة لترسيخ مكانة المملكة كرائدة في قطاع التعليم الرقمي والتدريب التقني، حيث تسهم هذه المنصة في تطوير منظومة التعليم على نحو يوازي أفضل النماذج العالمية، وتفتح آفاقاً جديدة لكسب المهارات وتعزيز الجاهزية لسوق العمل المستقبلية، ليبقى قطاع التعليم التقني في المملكة ركناً أساسياً في بناء مجتمع معرفي وابتكاري قادر على التنافس إقليمياً وعالمياً.