تعليم اللغة الإنجليزية
الدكتور سعد البازعي يكشف سرّاً خطيراً وراء انتشار "الإنجليزية" في التعليم والشركات!
كتب بواسطة: حكيم خالد |

انتشار التعليم باللغة الإنجليزية في المجتمعات العربية أثار قلقًا متزايدًا حول تأثيره على اللغة العربية، وهو ما أوضحه الباحث والمترجم الدكتور سعد البازعي خلال لقاءه في برنامج «يا هلا» على قناة روتانا خليجية.
إقرأ ايضاً:النصر يطلق مفاجأة مدوية عن نجومه الشباب .. أسماء قادرة على الاحتراف الأوروبيتنمية الحياة الفطرية يوجه تحذيرًا لملاك ومنشآت .. هذا ما يجب تصحيحه قبل فوات الأوان

أكد البازعي أن هذه الظاهرة لا تقتصر على التعليم فحسب، بل تمتد إلى مجالات عدة، مشيرًا إلى وجود جامعات تعتمد بالكامل على اللغة الإنجليزية في التدريس، وهو أمر غير مألوف في السابق.

وأضاف أن المدارس الدولية التي تُدرّس بالإنجليزية تستقبل أعدادًا كبيرة من الطلاب، مما ينعكس على البيئة التعليمية ويزيد من هيمنة اللغة الأجنبية على الطلاب.

وأشار إلى أن الأمر تعدى الفصول الدراسية ليصل إلى المنازل، حيث يلجأ بعض الأهالي إلى التحدث مع أبنائهم باللغة الإنجليزية، مما يهدد استمرارية اللغة العربية كلغة أساسية في الحياة اليومية.

وبيّن أن بعض الشركات تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في التواصل الداخلي، وهذا يشير إلى انتشار الظاهرة في القطاع المهني أيضًا.

هذا التوسع في استخدام اللغة الإنجليزية يطرح تساؤلات حول مستقبل اللغة العربية وقدرتها على المحافظة على مكانتها في المجتمع.

من ناحية أخرى، يرى البازعي أن اللغة العربية ليست معرضة للاندثار، ولكن هناك حاجة ماسة إلى وعي مجتمعي وتعليم متوازن يحافظ على الهوية اللغوية.

وأشار إلى أهمية دعم السياسات التعليمية التي تحرص على تعزيز اللغة العربية في المناهج، مع إدخال اللغات الأجنبية بشكل مدروس ومتوازن.

ولفت إلى أن اللغة هي جزء من الهوية الثقافية، ويجب أن يكون هناك توازن بين تعلم اللغات الأجنبية والحفاظ على العربية كلغة حياة.

وشدد على ضرورة أن يتولى المسؤولون دورًا أكبر في صياغة استراتيجيات تعليمية تحفظ اللغة العربية وتمنع تهميشها تحت تأثير انتشار الإنجليزية.

تأثير هذه الظاهرة يمتد إلى جوانب اجتماعية وثقافية، حيث يرتبط تراجع استخدام العربية بفقدان الروابط الثقافية بين الأجيال.

وحذر من أن تجاهل هذه القضية قد يؤدي إلى انحسار دور اللغة العربية في المجالات العلمية والاقتصادية، مما ينعكس سلبًا على مكانة الدول العربية في العالم.

وأشار إلى أن تطوير المحتوى العربي الرقمي والبحث العلمي باللغة العربية قد يكون من الحلول التي تعزز حضور اللغة في العصر الحديث.

كما دعا إلى تشجيع الإعلام العربي على استخدام العربية الفصحى، ورفض الغزو اللغوي الذي تقوده الإنجليزية في وسائل الإعلام.

في الوقت نفسه، اعتبر أن تعلم اللغات الأجنبية ضرورة في عصر العولمة، ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب اللغة الأم.

وشدد على أن الثقافة العربية الغنية تستحق الحفاظ عليها من خلال حماية لغتها الرسمية، التي تعبر عن هويتها وتاريخها.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن مستقبل اللغة العربية يعتمد على جهود مشتركة من الأسرة والمدرسة والحكومة، لضمان استمرارها كرافد أساسي للهوية الوطنية.

وبذلك، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد توازن فعّال بين الانفتاح على اللغات الأجنبية والحفاظ على اللغة العربية كمكون جوهري للحضارة والثقافة.

سعد البازعي يقدم رؤية توعوية واضحة حول أهمية الاعتناء باللغة العربية وسط التغيرات التعليمية والاجتماعية التي يشهدها العالم العربي اليوم.

انتشار الإنجليزية في التعليم والعمل أمر حتمي لكنه يحتاج إلى ضوابط تضمن عدم تراجع العربية، مع تعزيز الوعي بأهمية اللغة الأم كجزء من الهوية الوطنية.

النقاش حول هذا الموضوع يستدعي تحركًا فوريًا على مستويات متعددة، ليتمكن المجتمع العربي من مواجهة التحديات اللغوية بثقة وحكمة.

بالتالي، تبقى اللغة العربية جوهرية في بناء مستقبل متوازن يدمج بين المعرفة العالمية والمحافظة على التراث الثقافي واللغوي.

سعد البازعي يؤكد أن الاستثمار في تعليم العربية يعكس استثمارًا في الثقافة والهوية، وهو استثمار لا يمكن الاستغناء عنه في ظل التغيرات المتسارعة.

الوعي بأهمية اللغة العربية يجب أن يتحول إلى سياسات تعليمية واضحة، تُعزز مكانة العربية وتحقق توازنًا مع اللغات الأجنبية في منظومة التعليم الحديثة.

تعليم اللغة العربية يجب أن يكون أساسًا في بناء شخصية الفرد، وهو ما يتطلب جهودًا متكاملة من جميع الأطراف المعنية للحفاظ عليها وتطويرها.

بالتالي، يجب أن تستمر العربية كلغة حية وقوية، لا مجرد لغة موروثة، بل لغة تنبض بالحياة وتواكب تطورات العصر.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار