أسعار النفط.
أوبك+ تثير الجدل بقرارها الأخير .. التفاصيل الخفية وراء ارتفاع النفط!
كتب بواسطة: احمد باشا |

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الثلاثاء بعد فترة من التراجع الحاد الذي دفعها إلى أدنى مستوياتها خلال الأشهر الخمسة الماضية، وقد جاء هذا التحسن وسط تفاؤل حذر يسود الأسواق العالمية بشأن توازن العرض والطلب في المرحلة المقبلة.
إقرأ ايضاً:المنصات في مرمى الاتهامات والإجراءات… تقرير عن أدوات يوتيوب لصحة المستخدمين النفسيةأزمة قانونية جديدة تهدد عرش الأهلي.. مستشار قانوني يكشف تطورات جذرية قد تسحب لقب السوبر السعودي

ويُعزى هذا الانتعاش النسبي إلى حالة من الترقب التي تسيطر على المستثمرين مع ترقبهم لنتائج الاجتماعات المرتقبة لتحالف أوبك بلس الذي يواصل دراسة مستويات الإنتاج وتقييم تأثيرها على السوق العالمي.

وقد صعد خام برنت بنسبة نصف في المئة ليصل إلى سعر قدره 61 دولارًا و32 سنتًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا طفيفًا بنسبة نصف في المئة ليغلق عند مستوى 57 دولارًا و82 سنتًا للبرميل.

ويشير محللون إلى أن هذه التحركات المتباينة تعكس حالة التذبذب التي تهيمن على أسواق الطاقة منذ بداية الربع الأخير من العام، حيث تتأرجح الأسعار بين مخاوف زيادة المعروض وتطلعات تحسن الطلب.

ويرى خبراء الطاقة أن ارتفاع الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية جديدة قد ساهم في زيادة الضغوط على الأسعار، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة في تعزيز صادراتها من الخام إلى الأسواق الآسيوية.

وبالفعل، تُظهر البيانات الرسمية أن الولايات المتحدة باتت تقترب من تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة في إنتاج النفط الصخري، وهو ما دفع بعض المراقبين للتحذير من تخمة محتملة في المعروض العالمي.

ومن جهة أخرى، لا يزال تحالف أوبك بلس متمسكًا بخططه التدريجية لزيادة الإنتاج بعد سلسلة من التخفيضات التي استهدفت دعم الأسعار والحفاظ على استقرار السوق خلال فترات التقلب الحاد.

وقد أكد عدد من وزراء الطاقة في التحالف أن القرارات المقبلة ستأخذ في الاعتبار توازن الأسواق العالمية مع الحرص على عدم إغراقها بكميات إضافية تفوق احتياجات المستهلكين.

ويأتي هذا الموقف في وقت تتزايد فيه المؤشرات على ضعف الطلب في بعض الاقتصادات الكبرى بسبب تباطؤ النمو الصناعي واستمرار النزاعات التجارية التي تضغط على حركة التجارة الدولية.

وفي هذا السياق، تابع المتعاملون تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الصين، ما أعاد بعض الأمل إلى الأسواق بعد أشهر من التوتر.

وقد اعتُبرت هذه التصريحات بمثابة بادرة تهدئة جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على معدلات الطلب العالمي على الطاقة خلال الفترة المقبلة.

وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن أي انفراجة في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين ستعيد الثقة إلى المستثمرين وستحفز النشاط الصناعي الذي يعتمد بشكل رئيسي على النفط ومشتقاته.

وفي المقابل، يحذر محللون من أن استمرار حالة الغموض السياسي والاقتصادي قد يعيد الضغوط إلى الأسواق سريعًا، خصوصًا إذا فشلت المحادثات في تحقيق اختراق فعلي في القضايا العالقة.

ويرى متابعون أن الأسواق لا تزال حساسة للغاية تجاه الأخبار المتعلقة بالإنتاج والتجارة، حيث تكفي تصريحات محدودة من أحد الأطراف لدفع الأسعار صعودًا أو هبوطًا خلال ساعات.

وبالفعل، تستمر مراكز الأبحاث العالمية في إصدار توقعاتها المتباينة بشأن الاتجاه المستقبلي للأسعار، فبينما يتوقع البعض استمرار التعافي، يرى آخرون أن التصحيح الهبوطي لم ينته بعد.

وقد أشار تقرير حديث إلى أن الحفاظ على مستويات إنتاج متوازنة سيكون العامل الحاسم في تحديد مسار السوق خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على الوقود.

ويؤكد خبراء الطاقة أن أي خلل في توازن المعروض سيؤثر مباشرة في حركة الأسعار، مما يستدعي تنسيقًا أكبر بين الدول المنتجة لتفادي تقلبات مفاجئة قد تضر بالاقتصادات النامية.

وفي ضوء هذه التطورات، يبدو أن أوبك بلس تسير نحو مرحلة دقيقة تتطلب قرارات محسوبة بعناية لضمان استقرار السوق، وسط ترقب عالمي لأي إشارة جديدة قد تحدد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار