ارتفعت أسعار النفط العالمية اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي مدعومة بعوامل متشابكة تجمع بين مخاوف نقص الإمدادات العالمية وآمال التوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الأنباء التي تفيد بسعي واشنطن لشراء كميات إضافية من النفط بهدف إعادة ملء احتياطياتها الاستراتيجية بعد فترة من التراجع في المخزون نتيجة ضغوط السوق والتقلبات الجيوسياسية.
إقرأ ايضاً:المنصات في مرمى الاتهامات والإجراءات… تقرير عن أدوات يوتيوب لصحة المستخدمين النفسيةأزمة قانونية جديدة تهدد عرش الأهلي.. مستشار قانوني يكشف تطورات جذرية قد تسحب لقب السوبر السعودي
تفاصيل الارتفاع وأداء العقود الآجلة
سجل خام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.29 بالمئة ليصل إلى 61.50 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.37 بالمئة مسجلًا 57.45 دولارًا، ليواصل بذلك النفط تعافيه من أدنى مستوى في خمسة أشهر بلغه مطلع الأسبوع، وجاء هذا التعافي مدفوعًا بتراجع المخاوف من تراجع الطلب وزيادة الثقة في استقرار السوق خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع تحركات من كبار المنتجين لضبط الإمدادات وفق معادلة العرض والطلب.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على الإمدادات
وارتبطت المخاوف على الإمدادات بتأجيل القمة المقررة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى الضغوط الغربية على عدد من الدول الآسيوية للحد من وارداتها من النفط الروسي، ما أثار قلق الأسواق بشأن توازن الإمدادات، وترافق ذلك مع استمرار العقوبات المفروضة على موسكو التي ساهمت في تعقيد حركة تصدير النفط عالميًا، في حين تشير التقارير إلى أن هذه الضغوط ربما تخلق فجوات مؤقتة في السوق العالمي خلال الربع الأخير من العام.
التحركات الأمريكية وتأثيرها على السوق
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أنها تسعى إلى شراء نحو مليون برميل من النفط الخام لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي في خطوة تهدف إلى استغلال الأسعار الحالية المنخفضة نسبيًا من أجل تعزيز المخزون الوطني، وهي خطوة لاقت ترحيبًا من المستثمرين الذين اعتبروها إشارة إيجابية على استعداد واشنطن لتثبيت التوازن في السوق العالمي ودعم الأسعار ضد موجات التراجع المفاجئ.
مفاوضات التجارة وآفاق المستقبل
ويتابع المستثمرون تطورات المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين والتي من المقرر أن تُستأنف هذا الأسبوع في ماليزيا، إذ تُعد هذه المباحثات مؤشرًا رئيسيًا على مستقبل الطلب العالمي على الطاقة، خصوصًا أن أي اتفاق محتمل بين أكبر اقتصادين في العالم قد يدفع النمو الصناعي إلى التحسن وبالتالي رفع الطلب على النفط، ويتوقع محللون أن يشهد السوق موجة من التذبذب المؤقت قبل أن يستقر في مسار تصاعدي تدريجي خلال الأشهر المقبلة.