شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي حدثًا استثنائيًا مع وضع حجر الأساس لأول وأكبر مشروع طاقة متجددة من نوعه في العالم، حيث حضر الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، ليمثل هذا المشروع بداية مرحلة جديدة تجمع بين الابتكار والريادة، إذ يعكس توجه الإمارات نحو المستقبل النظيف ويرسخ مكانتها كقائدة عالمية في قطاع الطاقة الخضراء، المشروع يجمع بين الطاقة الشمسية ونظام تخزين البطاريات، ويستهدف إنتاج واحد غيغاواط من الكهرباء النظيفة بشكل مستدام وعلى مدار الساعة، بتكلفة منافسة عالمية.
إقرأ ايضاً:بخمس خطوات رئيسية.. هل يكفي مستند الاستقلالية لتسجيل الفرد المستقل في حساب المواطن؟التغذية الذكية: أي الزيوت النباتية تعزز مناعة الجسم ضد الأورام؟

تفاصيل الاستثمار والشركات المنفذة

يقوم على تطوير هذا الإنجاز شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، ويضم المشروع محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 5.2 غيغاواط مدعمة بأكبر نظام بطاريات تخزين في العالم بسعة 19 غيغاواط/ساعة، بلغت قيمة الاستثمار أكثر من 22 مليار درهم، مع توقعات بخلق أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى إنشاء منشآت تصنيع مبتكرة، كما تم تصميم المشروع ليكون نموذجًا عالميًا قابلاً للتطبيق في عدة أسواق رئيسية حول العالم لتلبية الاحتياج المتنامي للطاقة النظيفة.

تقنيات متقدمة لخدمة التنمية المستدامة

يعتمد المشروع على مجموعة من التقنيات المتطورة مثل محطة الطاقة الافتراضية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ وإدارة الطاقة، إلى جانب نظام توزيع ذكي يعزز من كفاءة الشبكة واستقرارها، بحسب تصريحات المسؤولين التنفيذيين، يمثل هذا الإنجاز ثمرة عقود من الخبرة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات على المستوى المحلي والدولي، بما يتوافق مع رؤية الإمارات لمستقبل مستدام.

أهداف بيئية واقتصادية واعدة

تتجاوز أهمية المشروع حدود الإنتاج الكهربائي، حيث يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بنحو 5.7 ملايين طن سنويًا، ويعزز مرونة المنظومة الوطنية للطاقة لخدمة القطاعات الحيوية كقطاع الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، كما يدعم استراتيجيات التنويع الاقتصادي وتعزيز أمن الطاقة، ويؤكد توجه الإمارات نحو تطوير منظومة متكاملة تضمن الكفاءة والتنافسية لأجيال المستقبل.

ريادة إماراتية في الطاقة النظيفة

يرى الخبراء أن هذا المشروع يعيد رسم خريطة الطاقة المتجددة على الصعيد العالمي، ويبرهن على جدية الإمارات في قيادة مسيرة التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة، كما يعزز موقع أبوظبي كمركز عالمي لتطوير الحلول الذكية والمتطورة، ويحفز بقية الدول على تبني نموذج الطاقة النظيفة المبتكر والمنفذ على أوسع نطاق، في ظل التوجه العالمي المتزايد نحو التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات.