أعلنت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عن توضيح جديد يتعلق باستحقاق تعويض ساند، مؤكدة استثناء فئة معينة من الدخل المانع للحصول على الدعم، في خطوة تهدف إلى تعزيز العدالة في توزيع المنافع بين المشتركين وتحقيق الاستدامة المالية للنظام.
إقرأ ايضاً:ليلة من الإثارة والتميّز.. صقران يحققان 236 ألف ريال بمزاد الصقور السعوديما تفاصيل التحقيقات مع 478 موظفًا حكوميًا أوقفت "نزاهة" 100 منهم بتهم فساد؟
وقد أشارت التأمينات الاجتماعية إلى أن تطبيقات التوصيل خرجت رسميًا من قائمة الدخل المانع لاستحقاق تعويض ساند، موضحة أن هذا القرار جاء بعد دراسة دقيقة لطبيعة الدخل الناتج عن تلك التطبيقات، الذي لا يمثل دخلاً ثابتًا أو مضمونًا.
ويهدف هذا الاستثناء إلى دعم السعوديين العاملين في تطبيقات التوصيل، وتمكينهم من الجمع بين مصدر دخل مؤقت والاستفادة من الحماية الاجتماعية التي يوفرها نظام ساند خلال فترة التعطل عن العمل.
وتسعى المؤسسة من خلال هذا التوجه إلى تشجيع الأفراد على خوض مجالات العمل الحر دون أن يفقدوا حقهم في الحماية الاجتماعية، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في دعم الاقتصاد التشاركي وتنويع مصادر الدخل.
ويأتي هذا القرار تأكيدًا على مرونة نظام التأمينات في التعامل مع المتغيرات الاقتصادية وسوق العمل الحديث، الذي يشهد توسعًا كبيرًا في مجالات العمل غير التقليدية مثل التوصيل وخدمات المنصات الرقمية.
وقد ذكّرت المؤسسة المستفيدين بإمكانية الاطلاع على جميع تفاصيل نظام ساند وشروط الاستحقاق من خلال البوابة الإلكترونية الرسمية، التي توفر شرحًا وافيًا للحالات المشمولة بالاستحقاق وتلك التي يُوقف عنها التعويض.
كما أوضحت التأمينات أن حالات إيقاف صرف تعويض ساند محددة بوضوح في النظام، ويمكن التعرف عليها بسهولة من خلال الرابط الإلكتروني الذي أتاحته المؤسسة لتوضيح الشروط والمعايير.
ويُعد برنامج ساند أحد ركائز الحماية الاجتماعية التي تهدف إلى توفير دخل شهري للمواطنين السعوديين المشتركين في فرع المعاشات أثناء فترة انتقالهم من وظيفة إلى أخرى.
ويغطي النظام الموظفين الذين فقدوا وظائفهم لأسباب خارجة عن إرادتهم، حيث يتم منحهم تعويضًا ماليًا لفترة محددة إلى حين حصولهم على فرصة عمل جديدة تضمن لهم الاستقرار المعيشي.
كما تبلغ نسبة الاشتراك في النظام 1.5% من الأجر الخاضع للاشتراك، بحيث يتحمل صاحب العمل نصفها، ويدفع الموظف النصف الآخر، مما يجعل النظام قائمًا على مبدأ التضامن الاجتماعي المشترك.
ويرى مختصون أن نظام ساند لعب دورًا مهمًا في دعم القوى العاملة السعودية خلال السنوات الماضية، خصوصًا في أوقات الأزمات الاقتصادية وفترات الركود الوظيفي.
وقد أشاروا إلى أن النظام ساهم في تخفيف الأعباء المعيشية على آلاف الأسر، ومنح المستفيدين فرصة إعادة التكيف مع سوق العمل دون خسارة الاستقرار المالي مؤقتًا.
وأوضحت التأمينات أن المستفيد يبدأ في تلقي التعويض اعتبارًا من أول الشهر التالي لتاريخ تحقق شروط الاستحقاق المنصوص عليها في النظام، شريطة الالتزام بالفترة المحددة للتسجيل.
وأضافت أن بداية صرف التعويض لا ترتبط بتاريخ الاستبعاد من الوظيفة، بل تبدأ من الشهر التالي لتقديم طلب الاستحقاق الرسمي عبر القنوات المعتمدة.
ويُذكر أن النظام يعتمد على التحقق الدوري من بيانات المستفيدين لضمان وصول الدعم إلى المستحقين فعليًا، حيث يتم مراجعة المعلومات بشكل مستمر قبل صرف كل دفعة جديدة.
كما أكدت المؤسسة أنه في حال طرأ أي تغيير على بيانات المستفيد مثل الدخل أو الوضع الوظيفي، فسيُعاد تقييم الأهلية ودراسة الاستحقاق من جديد لضمان العدالة والشفافية.
ويرى مراقبون أن استثناء تطبيقات التوصيل من الدخل المانع يمثل خطوة استراتيجية ستدعم فئة واسعة من الشباب الذين يعتمدون على هذا النوع من العمل في حياتهم اليومية.
وبذلك تعزز التأمينات الاجتماعية حضورها كإحدى الجهات الداعمة للتحول الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، من خلال سياسات مرنة تراعي التطور المستمر في أنماط العمل والدخل.