أعلنت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية عن إطلاق إطار تعاون اقتصادي شامل بين الجانبين يهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات الحيوية، ويؤسس لعلاقات تجارية واستثمارية أعمق تخدم مصالح البلدين. يأتي ذلك بعد لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في الرياض، حيث تم الاتفاق على وضع خطة عمل اقتصادية مشتركة، انطلاقًا من المصالح المتبادلة والشراكة التاريخية الممتدة لأكثر من 8 عقود. ويهدف الإطار الجديد إلى تحفيز الاستثمار وتنمية العلاقات التجارية، تماشيًا مع تطلعات القيادتين في بناء شراكة مستدامة تخدم الشعوب وترتقي بالتكامل الإقليمي.
إقرأ ايضاً:قرار مفاجئ من سيموني إنزاجي يهز قائمة الهلال: استبعاد 4 لاعبين دفعة واحدة عن لقاء الأخدود في كأس الملكليفربول على أعتاب تغيير كبير.. هل يحسم زيدان ملف قيادة الفريق؟
مشاريع نوعية في الطاقة والصناعة وتقنية المعلومات
ضمن إطار التعاون، يتم بحث إطلاق عدد من المشاريع النوعية تتوزع في قطاعات الطاقة، الصناعة، التعدين، التقنية، السياحة، الزراعة، والأمن الغذائي، إضافة إلى تطوير التعاون في مجال الربط الكهربائي والتقنيات الرقمية. ويشمل الاتفاق توقيع مذكرة تفاهم حول مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، ومذكرة تفاهم أخرى بشأن مشاريع الطاقة المتجددة والتكامل الصناعي، ما يعزز من دور القطاعات الاستراتيجية في تحقيق التنمية وينقل العلاقة السعودية الباكستانية إلى مرحلة أكثر إنتاجية تتسم بالمسؤولية والشراكة المتوازنة.
دور محوري للقطاع الخاص وتوسيع آفاق الاستثمار
أكد البيان المشترك أن القطاع الخاص سيكون في صلب استراتيجية التعاون الجديدة، حيث سيسهم بقوة في دعم التبادل التجاري بين البلدين وتفعيل الاستثمارات النوعية، بالإضافة إلى دور المبادرات الحكومية في تهيئة البيئة الاقتصادية وتسهيل الإجراءات التنظيمية. وتعتزم المملكة وباكستان دراسة مشاريع اقتصادية مشتركة مبتكرة، تدعم التحول الاقتصادي المنشود وتلبي تطلعات المستثمرين ورواد الأعمال المحليين، ما سيساعد في تحفيز النمو الشامل وخلق فرص العمل، ورفع كفاءة الإنتاجية الوطنية.
اجتماع مجلس التنسيق الأعلى لدعم رؤية البلدين
يرتقب عقد اجتماع مجلس التنسيق الأعلى السعودي – الباكستاني لتفعيل الشراكة الجديدة ومتابعة تنفيذ المشاريع المتفق عليها، تجسيدًا لرؤية القيادتين في ترسيخ أواصر العلاقات الأخوية وبناء شراكة دائمة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. يسعى الطرفان لتمكين القطاعين العام والخاص من لعب دور رائد في تحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز التكامل الإقليمي، في إطار رؤية شاملة تواكب تطورات المنطقة وتلبي احتياجات المستقبل.
بعد الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي.. العلاقات السعودية الباكستانية في مسار تصاعدي
يأتي هذا الاتفاق الاقتصادي بعد توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشتركة في سبتمبر الماضي، والتي عززت الردع والتعاون الأمني بين البلدين، ونصت على أن أي اعتداء على أحد الطرفين يُعد اعتداءً على كليهما. وبذلك تتجه العلاقات السعودية الباكستانية إلى مصاف الشراكات الدولية الكبرى، حيث تتكامل الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية في صياغة مستقبل مشترك أكثر أمنًا وازدهارًا يخدم مصالح البلدين والمنطقة.