استقرت أسعار النفط العالمية اليوم الخميس بعد موجة من التراجع شهدتها الجلسة السابقة لتسجل أدنى مستوياتها في أسبوعين، في ظل استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية نتيجة مزيج من ضعف الطلب وفائض المعروض الذي يضغط على الأسعار منذ مطلع الأسبوع الجاري، فيما يترقب المستثمرون إشارات اقتصادية جديدة قد تحدد الاتجاه المقبل للخامين الرئيسيين.
إقرأ ايضاً:"ياسر المسحل" يكشف سر فوز المنتخب تحت 16 عامًا.. هذه اللحظات التي صنعت البطولة!هل ما زالت السلطة خيارًا صحيًا أم أصبحت فخًّا للسعرات الزائدة؟
برنت يسجل 63 دولارًا للبرميل سجل خام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار سنتين فقط أي بنسبة 0.03% ليصل إلى 63.54 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:27 بتوقيت غرينتش، بينما استقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند مستوى 59.60 دولار، وهو ما يعكس حالة التوازن النسبي التي تمر بها السوق بعد تراجعات متتالية دفعت الأسعار إلى مستوياتها الأدنى منذ أسبوعين نتيجة الضغوط على الطلب العالمي.
بيانات المخزون الأمريكي تضغط على السوق جاءت حالة الاستقرار الحالية بعد يوم واحد من إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 5.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 421.2 مليون برميل، مقارنة بتوقعات سابقة بزيادة لا تتجاوز 603 آلاف برميل، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن وفرة المعروض في أكبر اقتصاد نفطي في العالم، ودفع الأسواق إلى إعادة تقييم توقعاتها المستقبلية.
توازن هش وسط ضغوط الطلب العالمي ويرى محللون أن السوق تمر بمرحلة "توازن هش" بين مؤشرات العرض المرتفع والتوقعات بضعف الطلب في عدد من الاقتصادات الكبرى، خاصة في آسيا وأوروبا، مؤكدين أن استمرار تباطؤ النشاط الصناعي العالمي وتراجع حركة النقل البحري والجوي يسهمان في إبقاء الأسعار ضمن نطاق ضيق لا يسمح بارتفاعات كبيرة خلال المدى القصير، في حين قد تؤدي أي بيانات إيجابية عن النمو الاقتصادي إلى عودة تدريجية للزخم الشرائي.
ترقب لقرارات المنتجين واتجاهات الاقتصاد العالمي تترقب الأسواق قرارات الدول المنتجة للنفط خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا أعضاء منظمة "أوبك بلس" الذين يسعون إلى ضبط مستويات الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسعار، في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية التي قد تؤثر على تدفقات النفط العالمية، ومع استمرار حالة التردد في الأسواق، تبقى الأنظار موجهة إلى المؤشرات الاقتصادية الأمريكية والصينية التي قد تحدد مسار الأسعار خلال الربع الأخير من العام.