هيئة الأفلام
"هيئة الأفلام" تطلق مفاجأة البحث العلمي: إطلاق مبادرة سينماء الغامضة.. 5 فرص للنقاد والباحثين قد تغير مسار السينما
كتب بواسطة: احمد باشا |

انطلقت مساء أمس في العاصمة الرياض فعاليات المحطة الختامية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي الذي تنظمه هيئة الأفلام في قصر الثقافة بحي السفارات، تحت شعار “السينما.. فن المكان”، بمشاركة نخبة من النقاد والأكاديميين وصناع الأفلام من داخل المملكة وخارجها، في حدث يسعى لتوسيع آفاق الحوار النقدي وتعميق الفهم الجمالي للسينما.
إقرأ ايضاً:"وزارة البلديات والإسكان" توحّد إجراءاتها الرقابية.. وهذا هو "الإجراء المفاجئ" الذي سيطال المواد المخالفة!النصر يطلق تحذيرًا عاجلًا: قنبلة تعديل "قانون المواليد" قد تطيح باستقرار دوري روشن.. وهذا هو الخطر المخفي

ويمتد المؤتمر على مدى يومين، ليكون تتويجًا لمسيرة ملتقيات نقدية أقامتها الهيئة في مناطق متعددة بالمملكة بدأت من عسير مرورًا بالقطيف وصولًا إلى الرياض، التي تحتضن المحطة الأخيرة من هذا الحراك الثقافي الذي يهدف إلى إثراء المشهد السينمائي وتعزيز التبادل المعرفي في صناعة الأفلام.

وتأتي النسخة الثالثة من المؤتمر مركزة على العلاقة بين السينما والمكان، في إطار سعيها لاستكشاف دور المكان بوصفه عنصرًا سرديًا محوريًا يعكس الهوية الثقافية والبصرية ويجسد التحولات الاجتماعية في التجربة السينمائية السعودية والعربية.

ويمتد البرنامج الثقافي المصاحب للمؤتمر على مدى ثلاثة أيام متضمناً جلسات حوارية وورش عمل (ماستر كلاس) وعروض أفلام وعروضًا تقديمية، بمشاركة أكثر من ثلاثين متحدثًا وخبيرًا من أنحاء العالم، مما يعزز تبادل الخبرات النقدية والسينمائية ضمن بيئة تفاعلية مفتوحة.

وتحت مظلة هذا الحدث يلتقي النقاد وصناع الأفلام لاستكشاف كيفية حضور المكان في الصورة السينمائية كفضاء بصري وثقافي، يعيد صياغة الذاكرة الجماعية ويعبر عن التحولات التي تعيشها المجتمعات في سياقاتها الحديثة.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله بن ناصر القحطاني في كلمته الافتتاحية أن الهيئة منذ تأسيسها وضعت ضمن أولوياتها ترسيخ النقد السينمائي بوصفه رافدًا أساسيًا لصناعة الوعي وتطوير الذائقة العامة، مشيرًا إلى أن النقد يشكل الجسر بين الإبداع الفني والفهم الاجتماعي.

وأوضح القحطاني أن النقد ليس مجرد موقف من العمل السينمائي بل فعل تأمل وفهم يربط بين الصورة والمكان، وبين الفن والإنسان، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يمثل مساحة لإعادة اكتشاف العلاقة بين السينما والمجتمع من خلال المكان بوصفه ذاكرة حية.

وأضاف أن المؤتمر يسهم في إعادة تعريف وظيفة النقد ضمن منظومة السينما السعودية، باعتباره مسارًا تكامليًا يسعى إلى بناء وعي بصري جديد يواكب النهضة الثقافية والفنية التي تشهدها المملكة في ظل رؤيتها الطموحة.

وشهد المؤتمر كذلك الإعلان عن إطلاق دعوة مفتوحة لتقديم أوراق بحثية عبر مبادرة “سينماء” التابعة لهيئة الأفلام، في خطوة تهدف إلى تمكين الباحثين والنقاد من المساهمة في إثراء الحقل النقدي السينمائي بمقاربات جديدة.

وتأتي المبادرة ضمن جهود الهيئة لدعم الدراسات السينمائية المتخصصة في الأرشيف والتاريخ والتحليل، بما يسهم في توثيق التجربة السينمائية السعودية والعربية وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي العالمي.

كما تسعى “سينماء” إلى تشجيع التعاون البحثي وتوليد أفكار مبتكرة تدعم المحتوى العربي في مجالات النقد والدراسة البصرية، وتحفز على إنتاج نصوص نقدية أصيلة قابلة للنشر والتداول ضمن منصات معرفية متخصصة.

وأشار منظمو المؤتمر إلى أن الهدف من هذه المبادرات هو إرساء بيئة بحثية متكاملة، تتيح للمهتمين والنقاد فرصًا للتفاعل والمشاركة في بناء سردية نقدية جديدة تواكب تطور الصناعة السينمائية السعودية.

وتميّزت الجلسات الأولى بتنوع محاورها، حيث ناقشت مفهوم “المكان كذاكرة بصرية” و“تحولات المشهد العمراني في السينما”، إلى جانب مناقشات حول “صورة الصحراء والمدينة في السرد السينمائي الخليجي”.

ويُنتظر أن تشهد الجلسات الختامية اليوم حوارات مفتوحة حول النقد المعاصر وأثر التحولات الرقمية على القراءة السينمائية، إضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام القصيرة السعودية التي تستلهم المكان كعنصر سردي مركزي.

وتواصل الهيئة من خلال هذا المؤتمر ترسيخ مكانة الرياض كمركز إقليمي للحراك السينمائي العربي، إذ تجمع بين الصناعة والفكر في إطار واحد يسعى إلى الارتقاء بالوعي الجمالي والبحثي في المنطقة.

ويعد هذا الحدث امتدادًا لاستراتيجية هيئة الأفلام في دعم صناعة السينما بكل أركانها، من الإنتاج إلى العرض والنقد، بوصفها جزءًا من منظومة التطور الثقافي الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030.

ويؤكد المؤتمر في نسخته الحالية أن النقد السينمائي السعودي يتجه نحو تأسيس مدرسة جديدة تتسم بالتحليل العميق والانفتاح على التجارب العالمية، بما يرسخ مكانة المملكة في المشهد الثقافي الدولي.

ومن المقرر أن تُختتم فعاليات المؤتمر مساء اليوم، بإعلان عدد من التوصيات والمبادرات البحثية التي تهدف إلى تطوير النقد السينمائي، وتعزيز دوره في بناء هوية بصرية متكاملة للسينما السعودية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار