كشفت دراسة حديثة عن ارتباط محتمل بين انخفاض مستويات فيتامين «D» في الدم وارتفاع احتمالية الإصابة بالاكتئاب لدى البالغين، مما يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه هذا الفيتامين في الحفاظ على التوازن النفسي والصحي للإنسان.
إقرأ ايضاً:"المركز الوطني للأرصاد" يكشف عن مفاجأة الطقس اليوم.. من السودة الباردة إلى ينبع الحارقة!"التستر التجاري" يشعل قنبلة الضبط.. عمليات سرية في أسواق الخضار والفواكه تكشف 65 شبهة تستر!
وأوضحت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين «D» أظهروا معدلات أعلى من أعراض الاكتئاب مقارنة بغيرهم ممن يتمتعون بمستويات طبيعية منه، وهو ما يشير إلى وجود علاقة بيولوجية محتملة بين الفيتامين وصحة الدماغ.
وأشار الباحثون إلى أنهم لا يزالون يعملون على تحديد طبيعة هذا الارتباط بشكل أدق، إذ قد تكون هناك عوامل إضافية تساهم في زيادة خطر الاكتئاب إلى جانب انخفاض الفيتامين، مثل نمط الحياة أو الحالة الغذائية العامة.
وبيّنت الدراسة أن فيتامين «D» يلعب دورًا أساسيًا في عمل الجهاز العصبي المركزي، إذ يساهم في نقل الإشارات العصبية بفاعلية ويساعد على الحفاظ على سلامة الخلايا العصبية من التلف.
كما أوضح الباحثون أن الفيتامين يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، حيث يعمل على تقليل التهابات الدماغ التي قد تؤثر سلبًا في المزاج وتزيد من احتمالية ظهور الاضطرابات النفسية.
وأكدت الدراسة أن فيتامين «D» يسهم كذلك في تنظيم مستويات الكالسيوم داخل الخلايا العصبية، وهو عنصر أساسي للحفاظ على التواصل السليم بين خلايا الدماغ وتعزيز وظائفها الحيوية.
وأشار العلماء إلى أن تراجع مستويات الفيتامين قد يؤدي إلى خلل في العمليات العصبية المرتبطة بإفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، وهو ما قد يفسر العلاقة بين نقصه والاكتئاب.
ويرى خبراء الصحة النفسية أن النتائج الجديدة تفتح الباب أمام دراسات أوسع لفهم مدى إمكانية استخدام فيتامين «D» كعامل مساعد في الوقاية من اضطرابات المزاج.
كما دعا الباحثون إلى توخي الحذر في تفسير النتائج، موضحين أن الارتباط لا يعني بالضرورة علاقة سببية مباشرة، بل يستدعي المزيد من البحث لتأكيد المسببات الفعلية.
وأكدوا أن التعرض المنتظم لأشعة الشمس يعد المصدر الطبيعي الأهم للحصول على فيتامين «D»، إذ يحفز الجسم على إنتاجه بشكل طبيعي من خلال الجلد.
وأشاروا إلى أن النقص الواسع لهذا الفيتامين بات مشكلة عالمية، خاصة في المناطق التي يقل فيها التعرض للشمس أو لدى الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الأماكن المغلقة.
ونصح الخبراء بضرورة إجراء فحوص دورية لمستويات فيتامين «D» في الجسم، خاصة لدى من يعانون من أعراض الاكتئاب أو التعب المزمن أو ضعف التركيز.
كما أوصوا باتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض والحليب المدعّم ومنتجات الحبوب الكاملة.
وأوضحوا أن المكملات الغذائية قد تكون خيارًا فعالًا لتعويض النقص، لكن يجب تناولها تحت إشراف طبي لتجنب أي آثار جانبية محتملة نتيجة الجرعات الزائدة.
وأشاروا إلى أن الحفاظ على مستويات كافية من الفيتامين لا يساهم فقط في تحسين المزاج، بل يعزز أيضًا مناعة الجسم وصحة العظام والعضلات.
وأكد الأطباء أن التكامل بين التغذية السليمة ونمط الحياة الصحي والنشاط البدني المنتظم يمثل استراتيجية فعالة للوقاية من الاكتئاب.
وبيّن الباحثون أن الاكتئاب اضطراب معقد تتداخل فيه عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية، لكن دعم الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية يظل ركيزة مهمة للعلاج.
وختمت الدراسة بالتأكيد على أن تعزيز الوعي بأهمية فيتامين «D» في الصحة النفسية قد يسهم في تقليل معدلات الاكتئاب على المدى الطويل.