تواصل مواقف الرياض توسيع نطاق مشروعها لتنظيم المواقف داخل الأحياء السكنية في العاصمة، حيث أعلنت عن تفعيل المواقف المدارة المجانية في حي المروج ابتداءً من السادس عشر من نوفمبر الجاري، في خطوة تعكس اتساع جهود تحسين المشهد الحضري وخفض الازدحام داخل المناطق الحيوية.
إقرأ ايضاً:"المركز الوطني للأرصاد" يكشف عن مفاجأة الطقس اليوم.. من السودة الباردة إلى ينبع الحارقة!"التستر التجاري" يشعل قنبلة الضبط.. عمليات سرية في أسواق الخضار والفواكه تكشف 65 شبهة تستر!
وقد أوضحت الجهة أن حي المروج سيكون رابع الأحياء التي يشملها نظام المواقف المدارة بعد الورود والرحمانية والعليا الغربي، وهي أحياء شهدت تطبيقًا تجريبيًا ناجحًا ساعد في تنظيم الحركة المرورية وتعزيز انسيابية الوقوف داخل المناطق السكنية.
ويرى مختصون أن إطلاق النظام في المروج يأتي استجابة للتحديات المرورية التي تواجه الأحياء القريبة من الشوارع التجارية، حيث تضغط المركبات المتسربة من هذه الشوارع على المساحات المخصصة للسكان وتحد من توافر المواقف.
وتقوم فكرة المواقف المدارة المجانية على ضبط الوقوف داخل الأحياء وتخصيصه للسكان وزوارهم فقط، حيث يعمل النظام على رصد المركبات غير المصرح لها ومنعها من استغلال المواقف السكنية بصورة غير منظمة.
وبالفعل تعتمد مواقف الرياض في ضبط هذا التنظيم على إصدار تصاريح رقمية مجانية عبر تطبيقها الرسمي، حيث يتيح النظام للسكان وأقاربهم من الدرجة الأولى الحصول على تصاريح سنوية مرتبطة بالعناوين الوطنية أو المركبات المسجلة لديهم.
ويهدف هذا النظام الرقمي إلى تمييز المركبات المصرح لها بالوقوف داخل الحي، مما يمكّن فرق الرقابة الميدانية من متابعة المواقف وتنظيمها بشكل آلي وسريع دون الحاجة للتدخل اليدوي المتكرر.
ويرى مسؤولو المدينة أن تنظيم المواقف عبر هذا الأسلوب يعكس نموذجًا حضريًا حديثًا يتماشى مع تطلعات الرياض نحو تحسين جودة الحياة ورفع كفاءة البنية التحتية والخدمات الأساسية داخل أحيائها السكنية.
وقد راعت مواقف الرياض في تصميم النظام طبيعة الزيارات العائلية الشائعة داخل المجتمع، لذلك أتاحت للأقارب من الدرجة الأولى إمكانية إضافة عنوان ذويهم عنوانًا وطنيًا ثانيًا ليحصلوا على تصريح سنوي مجاني قابل للتجديد.
ويعد هذا الإجراء خطوة مهمة لتسهيل تنقل الأسر وتخفيف العبء على السكان الذين كانوا يعانون من ضيق المواقف عند استقبال الضيوف، خاصة في المناسبات الاجتماعية وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وبالتزامن مع موعد التفعيل المقرر في السادس عشر من نوفمبر، دعت مواقف الرياض سكان حي المروج إلى المبادرة باستخراج تصاريحهم السكنية عبر التطبيق قبل بدء تطبيق النظام رسميًا لضمان سهولة استخدام المواقف.
وقد شددت الجهة على أن استخراج التصاريح لن يستغرق وقتًا طويلًا، حيث يعتمد النظام على خطوات رقمية مبسطة تمكن السكان من تسجيل بياناتهم خلال دقائق دون الحاجة إلى زيارة أي مكتب أو مركز خدمة.
وسترسل مواقف الرياض رسائل نصية توعوية للسكان خلال الأيام القادمة، وذلك للتذكير بأهمية الحصول على التصاريح قبل بدء تطبيق النظام ولتوضيح آلية الاستخدام وكيفية التعامل مع المخالفات الرصدية إن وجدت.
وبالفعل تهدف هذه الرسائل التوعوية إلى تعزيز الشراكة المجتمعية بين السكان والجهة المنظمة، لأن نجاح النظام يعتمد بصورة كبيرة على التزام السكان ووعيهم بأهمية تنظيم المواقف داخل أحيائهم.
ويرى مراقبون أن هذا التوسع المتدرج في تطبيق المواقف المدارة يعكس خطة مرحلية تعتمد على تقييم كل حي بعد التطبيق، بحيث تتم دراسة النتائج وتحليل التجارب قبل الانتقال إلى أحياء جديدة.
وقد أكدت مواقف الرياض أنها تستعد لتفعيل النظام في حي السليمانية وشرق العليا قريبًا، وذلك بعد استكمال المتطلبات الفنية وتقييم احتياجات السكان بما يضمن تطبيقًا سلسًا لا يؤثر على الحركة اليومية.
وتعد هذه الخطوات جزءًا من منظومة شاملة تعمل على تنظيم المواقف العامة في العاصمة، وتشمل المواقف المدفوعة على الشوارع التجارية والمواقف المدارة داخل الأحياء إضافة إلى توفير مواقف خارج الشوارع في مواقع عالية الازدحام.
ويرتبط هذا المشروع ارتباطًا وثيقًا بجهود رفع جودة الحياة في الرياض، حيث تسعى الجهة إلى زيادة المعروض من المواقف وتنظيم استخدامها بما يقلل الازدحام ويحسن التجربة اليومية للسكان والزوار على حد سواء.
وبالفعل تعكس هذه المبادرات توجهًا متسارعًا نحو تطوير بيئة حضرية أكثر انسيابية وحداثة، بما يتماشى مع مسار التحول الذي تشهده العاصمة ضمن رؤية السعودية الرامية إلى بناء مدن أكثر ذكاء وكفاءة في استخدام الموارد.