أكد أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني الدكتور محمد الأحمدي أن الإفراط في تناول الوجبات السريعة مع قلة النشاط البدني يؤدي إلى تراكم الدهون الحشوية في الجسم، وهي من أكثر أنواع الدهون خطورة على صحة الإنسان.
إقرأ ايضاً:بعد الفوز على كوت ديفوار .. رينارد يفاجئ الجميع ويلمح لأسرار الفريقهيئة الزكاة تعلن مفاجأة مهمة حول دخول الأدوية للمملكة .. هذا المستند يطيح بشحنتك قبل عبور المنفذ
وأوضح الأحمدي خلال مداخلة تلفزيونية مع قناة «السعودية» أن نمط الحياة الحديث القائم على قلة الحركة وتفضيل الأطعمة السريعة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات يسهم بشكل مباشر في زيادة نسب السمنة ومضاعفاتها الصحية.
وبيّن أن الدهون الحشوية تختلف عن الدهون تحت الجلد، إذ تتجمع حول الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والقلب، ما يجعل تأثيرها على الجسم أشد خطرًا من الدهون التقليدية.
وأشار إلى أن هذا النوع من الدهون يرفع احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة، على رأسها أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني، وهي أمراض تشكل عبئًا صحيًا متزايدًا في المجتمعات الحديثة.
وأضاف أن تراكم الدهون الحشوية لا يقتصر على التأثير في المظهر الخارجي أو الوزن، بل يرتبط بخلل في العمليات الحيوية داخل الجسم مثل مقاومة الإنسولين واضطراب التمثيل الغذائي.
ولفت الأحمدي إلى أن نمط الحياة الخامل أصبح من أبرز أسباب هذه الظاهرة، خصوصًا في ظل الاعتماد الكبير على الأجهزة الإلكترونية والعمل المكتبي لفترات طويلة دون نشاط بدني كافٍ.
وأكد أن النشاط البدني المنتظم يعد من أهم الوسائل الفعالة في تقليل الدهون الحشوية، إذ يساعد على تحسين الدورة الدموية وتنشيط عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية.
وأشار إلى أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر تراكم الدهون الداخلية.
كما أوضح أن النظام الغذائي المتوازن القائم على تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية يساهم في الحد من تراكم هذه الدهون الضارة.
وبيّن أن تقليل استهلاك الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية يعد خطوة أساسية نحو تحسين صحة القلب والأوعية الدموية والوقاية من السمنة المفرطة.
وأوضح أن الدهون الحشوية تفرز مواد التهابية في الجسم قد تضعف المناعة وتؤثر سلبًا في وظائف الأعضاء، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان.
وأكد أن هذه التأثيرات لا تظهر في وقت قصير، بل تتراكم تدريجيًا مع مرور الوقت، مما يستدعي وعيًا مبكرًا بأهمية الوقاية قبل ظهور الأعراض.
وأشار إلى أن الوقاية تبدأ من تبني نمط حياة صحي يعتمد على الحركة المنتظمة وتجنب الإفراط في تناول الأطعمة عالية السعرات.
وأوضح أن المملكة تشهد جهودًا متزايدة لنشر الوعي الصحي وتشجيع المواطنين على ممارسة الرياضة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتعزيز جودة الحياة.
وأكد أن المبادرات الوطنية مثل برامج المشي والأنشطة المجتمعية الرياضية تسهم في بناء ثقافة صحية مستدامة لدى الأفراد.
وشدد الأحمدي على أن التوازن بين الغذاء والنشاط هو الأساس للحفاظ على جسم صحي خالٍ من الدهون الضارة ومضاعفاتها.
وأشار إلى أن الاهتمام بالصحة يجب أن يكون سلوكًا يوميًا وليس رد فعل مؤقتًا عند ظهور المشكلات الصحية.
وختم حديثه بالتأكيد على أن الوقاية من تراكم الدهون الحشوية تبدأ بخيارات بسيطة لكنها مؤثرة، مثل الحركة المنتظمة والاعتدال في تناول الطعام والابتعاد عن العادات الغذائية الخاطئة.