يعبر هيرفي رينارد عن رضا واضح تجاه الروح القتالية التي ظهر بها المنتخب السعودي أمام كوت ديفوار، ويرى أن هذه الروح تمثل الأساس الذي يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، خاصة مع ضغط المباريات الودية التي تسبق الاستحقاقات الرسمية.
إقرأ ايضاً:مجلس الأمن.. تجديد العقوبات يرفع سقف الضغوط أكثر من أي وقت مضىبين الوعي والإهمال… ما الذي يكسب العامل المصاب بالسكري الأمان؟
ويشير المدرب الفرنسي إلى أن الانتصار الودي يحمل قيمة معنوية تتجاوز نتيجته، إذ يعزز الثقة داخل غرفة الملابس، ويؤكد أن العمل الفني يسير في الاتجاه الصحيح رغم بعض الملاحظات التي كشف عنها بعد اللقاء.
وقد لمس رينارد التزامًا تكتيكيًا لافتًا من اللاعبين، حيث حافظوا على الانضباط طوال دقائق المباراة، ويرى أن هذا الانضباط يمثل إحدى الركائز المهمة التي ستخدم المنتخب في المنافسات الكبرى خلال الفترة المقبلة.
ويؤكد المدرب أن الهدف كان اختبار بعض الجوانب الفنية في مواجهة منتخب قوي يتصدر المشهد الإفريقي، وبالفعل فقد قدم اللاعبون مستويات تعكس رغبة حقيقية في تطوير الأداء، رغم أن رينارد شدد على وجود مساحات للتحسن.
ويشير رينارد إلى أن تسجيل هدف مبكر ساعد المنتخب على فرض إيقاعه، وقد منح ذلك اللاعبين فرصة للتحكم في مجريات اللعب، لكنه في المقابل شدد على ضرورة التعامل بتركيز أكبر مع الكرة في الثلث الهجومي.
ويرى المدرب أن الفوز على بطل إفريقيا ليس مجرد نتيجة عابرة، بل هو رسالة واضحة بأن المنتخب قادر على مقارعة كبار القارة، خاصة إذا تمكن من تطوير جودة الاستحواذ والتحولات السريعة التي يعتمد عليها الجهاز الفني.
وقد أوضح رينارد أن المنتخب افتقد في فترات معينة إلى التناغم الكامل بين الخطوط، ويرى أن هذه المشكلة تحتاج إلى وقت وجهد إضافي في التدريبات، معتبرًا أن اللقاءات الودية هي المجال الأمثل لاختبار الحلول.
ويؤكد المدرب أن ما يبحث عنه خلال المعسكرات الحالية هو بناء هوية لعب أكثر ثباتًا، وبالفعل فإن تطور الانضباط الدفاعي يظهر أن الفريق يسير بخطوات صحيحة نحو تحقيق هذا الهدف، خصوصًا مع دخول عناصر شابة.
ويرى رينارد أن المباراة شكلت اختبارًا بدنيًا مهمًا، حيث واجه المنتخب السعودي خصمًا يمتلك قوة بدنية كبيرة، وقد أثبت اللاعبون قدرتهم على مجاراة هذه القوة، ما يعزز جاهزيتهم للاستحقاقات المقبلة.
وقد أشاد المدرب بالروح الجماعية التي تحلت بها العناصر الأساسية والبديلة، ويرى أن هذا الانسجام هو أحد مفاتيح النجاح، خاصة في ظل توجه المنتخب للاستفادة من كل عنصر قادر على تقديم الإضافة.
ويشير رينارد إلى أن الأخطاء التي ظهرت خلال المباراة ليست مقلقة، بل هي جزء طبيعي من عملية التطوير المستمرة، لكنه شدد على ضرورة العمل على تحسين النجاعة الهجومية، ورفع جودة التمرير تحت الضغط.
وقد استغل الجهاز الفني اللقاء لتجربة بعض التعديلات في مراكز معينة، ويرى رينارد أن هذه التجارب ضرورية لبناء فريق قادر على المنافسة في كل الظروف، خصوصًا مع تعدد الخيارات الفنية المتاحة.
ويؤكد المدرب الفرنسي أن الحفاظ على التركيز حتى الدقائق الأخيرة كان أحد أهم مكاسب اللقاء، وبالفعل فقد أظهر اللاعبون قدرة على الدفاع عن التقدم، وهو عنصر طالما ركز عليه الجهاز الفني في حصص التدريب.
ويرى رينارد أن مواجهة منتخب بحجم كوت ديفوار تمنح اللاعبين دفعة قوية، خاصة لأنها تكشف الفرق بين كرة القدم الآسيوية والإفريقية، وقد أبدى ارتياحه للطريقة التي تعامل بها اللاعبون مع الاندفاع البدني للخصم.
ويشير المدرب إلى أن خط الوسط بحاجة إلى مزيد من العمل لضمان السيطرة الكاملة على الكرة، ويرى أن هذا الجانب يمثل التحدي الأكبر في المرحلة القادمة، خصوصًا مع تطلع المنتخب لتقديم أداء أكثر شجاعة هجومية.
وقد شدد رينارد على أن الجوانب التكتيكية لن تكتمل إلا بالعمل المتواصل، مؤكدًا أن هدفه هو بناء منتخب يلعب بثقة أمام أي منافس، سواء في المباريات الودية أو البطولات الكبرى التي ينتظرها الجمهور.
ويرى المدرب أن التحسن التدريجي الذي يظهره اللاعبون يدل على أن مشروع المنتخب يسير بتناغم مع توجهات تطوير الرياضة ضمن رؤية 2030، حيث يستفيد اللاعبون من بيئة احترافية متطورة على جميع المستويات.
ويختتم رينارد بتأكيده أن الفوز خطوة إيجابية لكنها ليست النهاية، وقد دعا اللاعبين إلى الاستمرار في تحسين التعامل مع الكرة، معتبرًا أن هذا الجانب هو ما سيحدد مدى جاهزية المنتخب للاستحقاقات الرسمية القادمة.