تراجع الذهب اليوم من أعلى مستوياته المسجلة خلال أكثر من ثلاثة أسابيع، في ظل استمرار صعود الدولار الأمريكي الذي ضغط على جاذبية المعدن النفيس لدى المستثمرين حول العالم.
إقرأ ايضاً:"إفيجان أوزتاش" يطلق قنبلة الميركاتو: نادي سعودي يحسم خيار "المدافع الألماني" سرًا.. كواليس الصفقة المرتقبةالهلال يحرّك المياه الراكدة .. رد مفاجئ من نيفيز يُربك المشهد!
ويأتي هذا التراجع الطفيف في الأسعار بينما يترقب المتعاملون في الأسواق استئناف صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستحدد بشكل كبير اتجاهات السياسة النقدية القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 4194.63 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس في الجلسة السابقة أعلى مستوى له منذ الحادي والعشرين من أكتوبر الماضي.
أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر فقد تراجعت بنسبة 0.3 في المئة لتسجل نحو 4199.30 دولارًا للأوقية، في إشارة إلى حذر المستثمرين قبل صدور البيانات المرتقبة.
واصل مؤشر الدولار الأمريكي مكاسبه مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهو ما جعل الذهب أقل إغراءً لحائزي العملات الأخرى الذين يفضلون الأصول المقومة بالدولار في مثل هذه الظروف.
هذا الارتفاع في الدولار يعكس ثقة الأسواق بقوة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على تحمل مستويات الفائدة المرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا.
ويرى محللون أن استمرار صعود العملة الأمريكية قد يحد من مكاسب الذهب على المدى القريب، خاصة مع تزايد الرهانات على بقاء الفائدة الأمريكية عند مستوياتها الحالية.
ويعد الذهب من الأصول الحساسة جدًا لتحركات الدولار والفائدة، إذ يؤدي ارتفاع العائد على الأصول الأمريكية إلى تقليص شهية المستثمرين للمعدن الذي لا يدر عائدًا.
في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى بيانات التضخم ومؤشرات سوق العمل الأمريكي التي ستصدر خلال الأيام المقبلة لتحديد ما إذا كان الفيدرالي سيبقي على نهجه المتشدد.
ويرجح بعض المحللين أن أي تباطؤ في التضخم قد يمنح الذهب دفعة جديدة نحو الصعود إذا ما تراجع الدولار أو ظهرت إشارات على خفض محتمل للفائدة.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، استقرت أسعار الفضة في المعاملات الفورية عند مستوى 53.37 دولارًا للأوقية وسط تداولات هادئة نسبيًا.
كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 1616.24 دولارًا للأوقية، مدعومًا بتوقعات الطلب من قطاع السيارات خاصة في الصين.
أما البلاديوم فقد سجل انخفاضًا بنسبة 0.6 في المئة ليستقر عند 1465.21 دولارًا للأوقية، متأثرًا بضعف الطلب الصناعي وتراجع معنويات المستثمرين.
وتشير حركة المعادن عمومًا إلى حالة من الترقب تسود الأسواق العالمية في انتظار اتجاهات واضحة من السياسات الاقتصادية الأمريكية.
ويرى خبراء أن هذه المرحلة قد تشهد تذبذبًا في الأسعار مع غياب محفزات قوية تدفع الأسواق نحو اتجاه محدد.
ويؤكد محللون أن استقرار الذهب فوق مستوى 4170 دولارًا يظل علامة إيجابية نسبيًا، لكنها تحتاج إلى دعم من تراجع الدولار لتعزيز المكاسب.
كما أن أي تغير مفاجئ في لهجة الفيدرالي الأمريكي تجاه الفائدة قد ينعكس بسرعة على حركة الذهب سواء بالصعود أو التراجع.
وبينما يترقب المستثمرون الإشارات القادمة من البيانات الأمريكية، يبقى الذهب في حالة توازن دقيقة بين ضغوط الدولار وتوقعات التباطؤ الاقتصادي.