هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
المساحة الجيولوجية تعلن مفاجأة علمية .. سر الامتداد الهائل لهذه الحقول البركانية داخل المملكة
كتب بواسطة: هلال الحداد |

تقدّم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية قراءة موسعة لأحد أبرز المكونات الطبيعية في البلاد، إذ تؤكد أن المملكة تحتضن واحداً من أكبر الحقول البركانية على مستوى العالم، وبذلك تسلط الضوء على إرث جيولوجي ضخم ظل لسنوات طويلة بعيداً عن الاهتمام العام.
إقرأ ايضاً:هيئة العناية بالحرمين تفاجئ الزوار .. ما دفعها لتقديم هذه الخدمة الحساسة بلا أي رسومالتأمينات تعلن مفاجأة للمتقاعدين .. حقيقة تغيّر طريقة احتساب المعاش فجأة

وبالفعل توضح الهيئة أن هذه الحقول المعروفة محلياً باسم الحرات تمتد على مساحة هائلة تقارب 90 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة تكشف عن تاريخ عميق من النشاط البركاني الذي ساهم في تشكيل تضاريس واسعة من شبه الجزيرة العربية.

ويرى باحثون أن هذا الامتداد الكبير يضع المملكة ضمن الدول التي تمتلك بيئات جيولوجية نادرة، إذ تشير هذه الحرات إلى نشاط قديم ترك بصمات واضحة على ملامح الأرض وتكويناتها الصخرية المختلفة.

وقد أظهرت البيانات أن مساحة الحرات تمثل نحو 4.6 في المئة من إجمالي مساحة المملكة، وهي نسبة تعكس تنوعاً جيولوجياً لافتاً لا تملكه سوى دول قليلة حول العالم.

وتشير الهيئة إلى أن معظم البراكين ضمن هذه الحقول تُعد خامدة حالياً، إذ لم تسجل المنطقة أي ثورانات كبيرة في التاريخ الحديث سوى حدث واحد لافت جذب اهتمام العلماء لسنوات طويلة.

وقد كان هذا الحدث هو ثوران بركان حرة رهاط عام 1256 ميلادية قرب المدينة المنورة، وهو ثوران وصفه المؤرخون آنذاك بأنه من أكثر الظواهر الطبيعية تأثيراً على سكان المنطقة.

وبالفعل يعتبر هذا البركان استثناءً في سجل طويل من الهدوء البركاني، إذ يوضح الباحثون أن الثورانات في الحرات السعودية نادرة لكنها تحمل أهمية علمية خاصة في فهم التطورات الجيولوجية.

ويرى متخصصون أن معرفة تاريخ هذه الحقول يساعد على قراءة مستقبل النشاط الجيولوجي في المملكة، كما يساهم في تطوير استراتيجيات الرصد ضمن برامج مراقبة المخاطر الطبيعية.

وقد أدرجت الهيئة عدداً من أشهر الحرات في البلاد ضمن قائمة المواقع الجيولوجية التي تحظى بمتابعة دقيقة، ويأتي ذلك ضمن جهود تعزيز المعرفة العلمية حول مكوناتها وخصائصها.

وبالفعل تُعد حرة رهاط من أبرز هذه الحقول، إذ تتميز ببراكين مخروطية وهضاب بازلتية تمتد على مساحات واسعة جعلتها محط اهتمام محلي ودولي.

وقد برزت أيضاً حرة خيبر بوصفها واحدة من أكبر الحقول البركانية في المملكة، إذ تضم أشكالاً فريدة من الحرات المخروطية والتكوينات البركانية المعقدة التي تشكل سجلاً جيولوجياً متكاملاً.

وترى الهيئة أن حرة عويرض في شمال غرب المملكة تمثل نموذجاً آخر للبيئات البركانية التي ما زالت قيد الدراسة، إذ تقدم معلومات قيمة عن طبيعة الحمم القديمة ومساراتها المتشابكة.

وقد شملت القائمة كذلك حرة الشاقة التي تصنف ضمن الحقول ذات الامتداد الواسع، إذ تكشف تضاريسها عن حقب جيولوجية متعددة تعاقبت عليها عبر آلاف السنين.

وبالفعل تتعامل المملكة مع الحرات كجزء من ثروتها الطبيعية، إذ تسعى الجهات المختصة إلى توثيقها وإدراجها ضمن المواقع المرشحة للبرامج المتخصصة في السياحة الجيولوجية.

ويرى خبراء السياحة البيئية أن هذه المواقع قادرة على جذب المهتمين بالطبيعة والعلوم، كما أنها تعزز حضور المملكة ضمن خارطة السياحة الجيولوجية العالمية بما يتماشى مع رؤية 2030.

وقد بدأت بعض المبادرات البحثية في دراسة تأثير هذه الحقول على التنوع البيئي، إذ تشير النتائج الأولية إلى أن الحرات تحتضن أنماطاً فريدة من النباتات والكائنات القادرة على التكيف مع البيئات البركانية.

وبالفعل تؤكد الهيئة أن توسع الأبحاث حول الحرات يمنح السعودية فرصة لفهم أعمق لطبيعتها الجيولوجية، كما يساهم في بناء قواعد بيانات علمية تعزز من قدرات الرصد والتحليل.

ويرى الخبراء أن تسليط الضوء على هذه الثروة الطبيعية يمثل بداية لمرحلة جديدة من الاستفادة العلمية والسياحية، إذ تتحول الحرات من مجرد تضاريس صامتة إلى مصدر معرفة يحمل الكثير من الأسرار.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار