شهدت الساحة الرياضية الاتحادية في الأيام الأخيرة حالة من الجدل الواسع بعد غياب رئيس نادي الاتحاد فهد سندي عن الظهور الإعلامي، وقد أثار هذا الغياب تساؤلات متصاعدة بين الجماهير التي اعتادت على متابعته وتفاعلها المباشر معه عبر المنصات المختلفة.
إقرأ ايضاً:المساحة الجيولوجية تعلن مفاجأة علمية .. سر الامتداد الهائل لهذه الحقول البركانية داخل المملكةالنصر يفجّرها .. انتقاد مثير يلاحق خيسوس بسبب قرار لا أحد يعرف سببه!

وبحسب ما تم تداوله في الوسط الرياضي فإن غياب سندي لم يكن عابرًا أو ناتجًا عن ظرف شخصي، بل جاء بناء على توجيهات صادرة من مرجعية الشركة الربحية المسؤولة عن إدارة النادي، وهي الجهة التي ينتمي إليها إداريًا ويتقاضى راتبه من خلالها.

وقد أشارت المصادر إلى أن هذه الجهة فضلت اعتماد سياسة إعلامية أكثر انضباطًا خلال المرحلة الحالية، إذ رأت أن تقييد التصريحات الفردية سيساهم في ضبط الرسائل الموجهة للجمهور، وبخاصة في ظل حساسية المرحلة التي يمر بها النادي.

ويرى مراقبون أن اعتماد هذا النهج الإداري يعكس تغيرًا في فلسفة التواصل داخل الأندية السعودية، حيث تتماشى هذه التوجهات مع التحول المؤسسي المصاحب لبرامج الخصخصة ورؤية 2030 التي تهدف إلى رفع جودة العمل الإداري والحوكمة الرياضية.

وبالفعل كشفت المعلومات أن سندي تلقى تعليمات صارمة بعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية، سواء عبر القنوات الفضائية أو عبر حساباته في مواقع التواصل، وذلك لضمان بقاء الخطاب الرسمي تحت سيطرة قنوات النادي المعتمدة فقط.

وقد أوضحت مصادر مقربة من المشهد أن هذا التقييد لا يعني إبعاد سندي عن المشهد الإداري أو التشكيك في أدائه، بل إنه جزء من سياسة شاملة تستهدف إعادة بناء صورة الاتصال المؤسسي داخل النادي بطريقة أكثر احترافية وتأثيرًا.

وكان آخر ظهور لسندي عبر السوشيال ميديا قد أثار ضجة واسعة، حيث جاء رده على أحد المتابعين بطريقة اعتبرها البعض صريحة ومباشرة، بينما رأى آخرون أنها شكلت إدخالًا غير محسوب في نقاشات جماهيرية قد تتحول إلى جدل ممتد.

وقد أدى ذلك الرد إلى موجة من النقاشات بين جماهير الاتحاد والمهتمين بالشأن الرياضي، إذ تساءل الكثيرون عن خلفيات هذا التفاعل وأسبابه، خصوصًا أنه جاء في وقت حساس تشهده إدارة النادي على مستويات مختلفة.

وعقب هذه الضجة قام سندي بخطوة مفاجئة تمثلت في جعل حسابه الخاص على منصات التواصل مغلقًا أمام الجمهور، الأمر الذي فُسر من قبل البعض على أنه مؤشر لضغط أو ردة فعل على ما حدث من نقاشات وجدل.

وبمرور ساعات قليلة تصاعدت التكهنات حول سبب إغلاق الحساب، وقد رأى عدد من المتابعين أن الأمر يحمل دلالات تتعلق بالتوتر بين الإدارة والجمهور، بينما اعتبر آخرون أنه إجراء تنظيمي مؤقت لا أكثر.

وبالفعل أكدت المصادر المقربة أن قرار إغلاق الحساب لم يكن فرديًا بالكامل، حيث طُلب لاحقًا من سندي إعادة فتحه حتى لا يُفهم الإغلاق على أنه محاولة للهروب من الجدل أو الخضوع لضغط جماهيري متصاعد.

وقد جاءت هذه التعليمات بهدف منع تفسيرات غير مرغوبة قد تضر بصورة النادي العامة، وذلك ضمن إطار منضبط يسعى إلى الحد من انتشار الشائعات أو تضخم القراءات غير الدقيقة للمشهد الاتحادي الحالي.

وترى جهات متابعة أن السياسة الإعلامية الجديدة داخل النادي جاءت نتيجة تقييم شامل لأثر التصريحات العفوية في الفترة الماضية، إذ لاحظ القائمون أن تعدد مصادر الخطاب قد يؤدي إلى تضارب رسائل لا تخدم الاستقرار المطلوب.

وبالفعل تهدف هذه السياسة إلى تركيز الرسائل الرسمية في منصات محددة، بحيث تأتي جميع البيانات والتوضيحات من خلال هيكل إعلامي واضح يمنع الازدواجية، ويرسخ نهجًا أكثر مهنية وانضباطًا داخل المنظومة الرياضية.

ويشير محللون إلى أن ما يحدث داخل الاتحاد ليس معزولًا عن المشهد الرياضي السعودي، حيث تتجه أغلب الأندية نحو نماذج اتصال أكثر مركزية، مستفيدة من التغيرات التنظيمية التي تعمل على رفع كفاءة العمل الرياضي المؤسسي.

كما يرى متخصصون في إدارة الاتصال أن منع التصريحات الفردية هو نهج معتاد في المؤسسات الكبرى، حيث يسهم في الحفاظ على وحدة الرسالة، ويحد من أي اجتهادات شخصية قد تُفهم بطرق غير مقصودة من الجمهور أو الإعلام.

وقد انعكست هذه الخطوات على حالة من الترقب بين جماهير الاتحاد، التي تتابع عن كثب كل ما يتعلق بإدارة ناديها، وبخاصة أن النادي يعيش مرحلة تغييرات تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنافسية في المشهد المحلي والقاري.

ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التنظيم في العمل الإعلامي داخل الاتحاد، وقد يتضح لاحقًا مدى قدرة هذه السياسة الجديدة على خلق بيئة اتصال فعالة، تمنح الجمهور المعلومات الدقيقة دون فتح المجال لتفسيرات غير رسمية قد تعيد الجدل إلى الواجهة.