شهدت طرق المملكة خلال الأيام الماضية نشاطًا ملحوظًا لمركبات النقل الثقيل، وقد أعاد هذا الازدحام تسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بزيادة أبعاد الحملة المنقولة التي تعد من أبرز أسباب اختلال التوازن أثناء القيادة.
إقرأ ايضاً:الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركيةاللجنة الأمنية تشن حملة حاسمة .. مخالفة خطيرة أطاحت بثلاثة محال دفعة واحدة!
وقد أكدت الإدارة العامة للمرور أن أي زيادة غير نظامية في أبعاد الحمولة تعد عاملًا مباشرًا في رفع احتمالات فقدان السيطرة على المركبة، إذ يتسبب التمدد المبالغ فيه في تغيير مركز التوازن أثناء القيادة.
وبالفعل تشير مشاهدات ميدانية إلى أن بعض الحوادث الحديثة ارتبطت بحمولات ممتدة بشكل غير قانوني، ما جعل استجابة المركبات أقل ثباتًا عند التسارع أو التوقف الطارئ على الطرق السريعة.
وترى الجهات المرورية أن هذه التحذيرات تأتي ضمن إطار جهود واسعة تهدف إلى الحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق، خصوصًا مع ازدياد حركة الشاحنات المرتبطة بالمشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة في ظل رؤية 2030.
وقد أوضحت الإدارة عبر منصة إكس أن الخطر لا يتعلق بالحجم فقط، وإنما بطريقة تثبيت الحمولات التي قد تؤدي في حال الإخلال بمعاييرها إلى اهتزازات مستمرة تفقد المركبة توازنها تدريجيًا.
ويؤكد مختصون في هندسة المرور أن زيادة الحمولة تؤدي إلى ارتفاع مسافة التوقف بشكل كبير، كما تجعل المركبة أقل قدرة على المناورة عند دخول المنعطفات أو تغيير الحارة المرورية في أوقات الذروة.
وقد شددت الإدارة على ضرورة التزام السائقين بالمعايير التي تحدد أطوال وأحجام الحمولات، لأن تجاهل هذه المعايير يعرض السائقين والمركبات المجاورة لمخاطر جسيمة يصعب تجنبها عند فقدان السيطرة.
وبالفعل تتكرر المخالفات المرتبطة بإطالة الحمولة أو زيادتها عرضيًا، ويشير المراقبون إلى أن بعض السائقين يتجاهلون الأنظمة باعتبارها غير مؤثرة، غير أن النتائج على أرض الواقع تثبت العكس تمامًا.
ويرى خبراء السلامة المرورية أن الخبرة الفردية للسائق لا يمكن أن تكون بديلًا عن الأنظمة الصارمة، لأن التعامل مع مركبات النقل الثقيلة يحتاج إلى التزام كامل بالقواعد لضمان تقليل المخاطر قدر الإمكان.
وقد أكدت الإدارة العامة للمرور استمرار دورياتها في مراقبة الطرق الرئيسية لرصد أي حمولة مخالفة، مشيرة إلى أن الإجراءات النظامية ستُطبق بلا تهاون حفاظًا على سلامة الجميع.
وتشير البيانات المرورية الحديثة إلى أن المركبات الثقيلة تكون أكثر عرضة للانحراف في حالة وجود أمطار، وهو ما يجعل الالتزام بأبعاد الحمولة مسألة ضرورية لا تحتمل أي شكل من أشكال التجاوز.
وبالفعل كانت الإدارة قد نبهت السائقين سابقًا إلى مخاطر القيادة في الأجواء الممطرة، مؤكدة أن تخفيف السرعة وترك مسافات آمنة يعدان من أهم الخطوات الوقائية في مثل هذه الظروف.
ويرى متخصصون أن اجتماع حمولة غير متوازنة مع طرق مبتلة قد يشكل مزيجًا خطرًا يزيد من احتمالات الانزلاق، خصوصًا على الطرق السريعة التي تشهد كثافة عالية لمركبات النقل.
وقد شددت الإدارة على أن الأنظمة المرورية ليست مجرد تعليمات قانونية، بل هي أدوات فعالة أثبتت قدرتها على خفض نسب الحوادث المرتبطة بالحمولات الزائدة في مختلف المواسم.
ويؤكد مراقبون أن الكشف المبكر عن أي تجاوزات في أبعاد الحمولة داخل نقاط التفتيش يسهم في منع الحوادث قبل وقوعها، وهو ما يتسق مع توجهات السلامة الوطنية.
وقد أوضحت الإدارة أن تعاون السائقين مع التعليمات يسهل على الجهات المختصة تنظيم الحركة المرورية، كما يضمن سلامة السائقين أنفسهم أثناء الرحلات الطويلة أو النقل عبر المدن.
ويرى مسؤولون في قطاع النقل أن الالتزام بالحمولات النظامية يعزز من كفاءة البنية التحتية للطرق، لأن الحمولة الزائدة تتسبب في إجهاد الأسفلت ورفع معدلات التلف في مسارات السير الرئيسية.
وقد شددت الإدارة العامة للمرور على أن مسؤولية السلامة تبدأ من السائق نفسه، إذ إن اتخاذ القرار الصحيح بشأن الحمولة يمنع سلسلة من المخاطر التي قد تمتد آثارها إلى مستخدمين آخرين للطريق.
وبالفعل يعكس هذا التحذير اهتمام الجهات الرسمية بالحفاظ على معايير السلامة، إذ تسعى الإدارة إلى ترسيخ ثقافة الالتزام لضمان بيئة مرورية أكثر أمانًا لمختلف فئات المجتمع.