انطلاقا من دورها الرقابي أعلنت وزارة الصحة اتخاذ إجراء رسمي باستدعاء أحد الأطباء عقب ظهوره في إحدى القنوات الخليجية وإدلائه بتصريحات تتعلق بالروابط الأسرية والقيم المجتمعية، حيث اعتبرت الوزارة أن ما طرحه يمثل مخالفة واضحة لأخلاقيات الممارس الصحي المنصوص عليها في الأنظمة المهنية.
إقرأ ايضاً:استعد لاكتشاف أكبر أسرار الأمن السيبراني في بلاك هات الرياض"الأمن العام" يطلق قنبلة تحذير عاجلة: 3 صور خفية للتسول قد توقعك في عقوبة السجن!
وأكدت الوزارة أن الالتزام بالأخلاقيات المهنية يمثل أساسا جوهريا في ممارسة المهن الصحية، مبينة أن القوانين المنظمة للمجال الطبي تفرض على الممارس مسؤولية واضحة عند تقديم أي رأي يتعلق بالشأن الاجتماعي أو الصحي أمام الجمهور.
وأوضحت أن الأنظمة تنص على ضرورة إدراك الممارس الصحي لمسؤوليته المهنية عند عرض آرائه، وأن يحرص على تقديم معلومات موثوقة ومتوافقة مع المعايير المتعارف عليها داخل المجال الطبي دون الخروج عن نطاق الموثوقية.
وبيّنت الوزارة أن أخلاقيات المهنة تلزم الممارس بأن يميز بوضوح بين الآراء الشخصية والآراء العلمية المقبولة، وأن يوضح للمستفيدين إذا كان ما يقدمه يمثل رأيا فرديا لا يستند إلى القواعد المهنية المعتمدة.
وأضافت أن الخلط بين الرأي العلمي والرأي الشخصي يعد تجاوزا قد يؤدي إلى تضليل المتلقين، خاصة حين يصدر من شخص يحمل صفة مهنية تمنحه تأثيرا أكبر في القضايا الصحية أو المجتمعية.
وأشارت إلى أن الظهور الإعلامي للممارسين الصحيين يحمل مسؤولية مضاعفة، إذ يرتبط بصورة مباشرة بثقة المجتمع في القطاع الصحي ومستوى الانضباط الذي تحرص الوزارة على ترسيخه.
وأكدت أن المهن الصحية تتطلب التزاما صارما بالمصداقية والدقة وعدم استخدام الصفة المهنية في طرح آراء قد تتعارض مع القيم أو الأسس العلمية المعتمدة في المملكة.
ولفتت الوزارة إلى أن الجهات الرقابية تتعامل بجدية مع أي تجاوزات إعلامية تصدر عن ممارسين صحيين، باعتبارها جزءا من ضمان جودة المعلومات المقدمة للمجتمع والحد من انتشار الآراء غير المنضبطة.
كما شددت على أن الممارس الصحي يمثل المؤسسة الصحية التي ينتمي إليها ويمثل ثقافة المهنة، مما يستدعي التزامه بسلوك مهني يعكس احترام الأنظمة وعدم استغلال المنابر الإعلامية بما يخالف ذلك.
وأوضحت أن الأنظمة الحالية وضعت لضمان أن يكون كل ما يصدر عن الممارسين مهنيا وموثوقا، خاصة في المسائل المتعلقة بالقيم المجتمعية التي تحتاج إلى طرح مسؤول ومتزن.
وبينت أن الوزارة تعمل باستمرار على تعزيز الرقابة على الممارسات الإعلامية للمختصين في المجال الصحي لمنع أي محتوى قد يؤثر على الثقة العامة في المنظومة الطبية.
وأضافت أن الالتزام بالأخلاقيات المهنية يضمن الحفاظ على هيبة القطاع الصحي ويعزز المسؤولية الفردية لدى العاملين في هذا القطاع الحيوي.
وأكدت أن تجاوز هذه الأخلاقيات لا ينعكس على الممارس وحده بل يمتد أثره إلى صورة المهنة ككل مما يستوجب وجود إجراءات تنظيمية واضحة للتعامل مع أي مخالفة.
ونوهت الوزارة بأن الممارسين الصحيين مطالبون دائما بالامتثال للأنظمة والقوانين الصحية المطبقة في المملكة وعدم الخروج عنها تحت أي ظرف.
وأشارت إلى أن هذه الأنظمة وضعت لحماية المستفيدين وضمان أن الخدمة الصحية تقدم بصورة مبنية على أسس علمية ومعايير مهنية دقيقة.
وأكدت أن احترام هذه القوانين يعزز موثوقية الخدمات الطبية ويضمن استمرار تحسين جودة المنظومة الصحية بما يتوافق مع رؤية المملكة وتطلعاتها المستقبلية.
كما شددت على أن الوزارة مستمرة في متابعة أي ممارسات إعلامية قد تؤثر على الوعي المجتمعي أو تشكل إساءة لمبادئ المهنة وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المعايير المهنية.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أهمية التزام جميع الممارسين الصحيين بالمسؤوليات المهنية والأخلاقية حفاظا على مصداقية القطاع الصحي وتعزيزا لثقة المجتمع في الخدمات المقدمة.