تواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة دفع جهودها نحو تعزيز استدامة القطاع الزراعي، حيث أعلنت ربط 213 مزرعة بالشبكة الكهربائية ضمن برنامج إزاحة الوقود السائل في المسار الزراعي، وهو مشروع يعكس توجه المملكة لرفع كفاءة الطاقة وتحسين خدماتها للمزارعين.
إقرأ ايضاً:الهلال يفجّر مفاجأة في التصنيف العالمي .. سرّ التقدّم السريع الذي حيّر المحلّلين!الجوازات تكشف خبايا التأشيرات .. 3 أمور يجب أن تعرفها قبل تجديد جواز طفلك!
ويأتي هذا الربط كجزء من مسار حكومي متصاعد يهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود السائل في تشغيل المولدات، لما يسببه من تكاليف مرتفعة وتأثيرات بيئية لا تتوافق مع مستهدفات التحول الوطني نحو الطاقة النظيفة.
وأشارت الوزارة إلى أن المزارع المستفيدة حققت انخفاضًا ملحوظًا في تكلفة الطاقة بنسبة تصل إلى 60، وهو ما يُظهر الفائدة الاقتصادية المباشرة لهذا التحول ويدعم رفع كفاءة الإنفاق في المزارع.
وأكدت أن الاعتماد على الشبكة الكهربائية يمثل خطوة نوعية في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، إذ توفّر الكهرباء مصدرًا أكثر استدامة مقارنة بالوقود السائل الذي ارتبط طويلًا بارتفاع التكاليف وتقلبات الإمداد.
وبيّنت الوزارة أن هذا التوجه مكّن المزارعين من الوصول إلى طاقة مستقرة وموثوقة، الأمر الذي انعكس على الأداء التشغيلي وقلل من الأعطال المرتبطة بالمولدات التقليدية التي كانت تتسبب في توقفات متكررة.
وشددت على أن الاستغناء عن الوقود السائل يسهم مباشرة في خفض الانبعاثات الكربونية، وهو ما يعزز الالتزام البيئي للمملكة ويحقق تقدمًا في مساراتها المناخية المعتمدة ضمن رؤية 2030.
ويعتبر مختصون أن الخطوة الجديدة تدعم الأمن الغذائي الوطني، إذ توفر بيئة أكثر استقرارًا للإنتاج الزراعي، ما يرفع من جودة المحاصيل ويعزز التنافسية في الأسواق المحلية.
وأسهم المشروع كذلك في تقليص النفقات المرتبطة بالصيانة الدورية للمولدات، والتي كانت تشكل عبئًا إضافيًا على المزارعين نتيجة الزيادة المستمرة في أسعار قطع الغيار والوقود.
كما أتاح البرنامج إمكانية استثمار الوفورات المالية في تحديث العمليات الزراعية، عبر التوسع في التقنيات الحديثة وتطوير أنظمة الري بما يدعم الإنتاج ويزيد من العائد الاقتصادي.
وكشفت الوزارة أن خطتها التنفيذية شملت إنشاء 13 محطة مستهدفة في مناطق رئيسية مثل الرياض والقصيم وحائل والجوف وتبوك، ما يعزز التغطية الكهربائية ويحقق انتشارًا متوازنًا للمشروع.
وتعمل الوزارة على دعم البنية التحتية الكهربائية في هذه المناطق، ضمن جهود متكاملة لضمان استيعاب الطلب المتنامي على الطاقة من قبل المزارع التي تشهد توسعًا ملحوظًا.
وأكدت أن المراحل المقبلة ستشمل ربط مزارع جديدة موزعة على ست مناطق إدارية إضافية، في خطوة تهدف إلى تعميم الاستفادة وتوسيع نطاق البرنامج على مستوى المملكة.
وتنسجم هذه الخطوات مع مستهدفات الرؤية فيما يتعلق برفع كفاءة الموارد الطبيعية، حيث يشكل خفض استهلاك الوقود والتحول إلى مصادر نظيفة أحد المسارات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن حزمة مشروعات أوسع تعمل على تطوير القطاع الزراعي، والتي تشمل تحديث أنظمة الري وتبني حلول تقنية حديثة لتعزيز الإنتاج ورفع كفاءة الموارد.
ويؤكد البرنامج دوره في تقليل الهدر المرتبط بالوقود السائل، إذ أثبتت الكهرباء قدرتها على تقديم حلول أكثر استمرارية وأفضل أداء في العمليات التشغيلية للمزارع.
كما يعكس نجاح الربط الكهربائي قدرة الوزارة على تنفيذ مشاريع متقدمة في قطاع يعتمد بشكل مباشر على الطاقة، مع توفير بدائل عملية تسهم في دعم الإنتاج واستمراريته.
ويشير مراقبون إلى أن الخطوة ستسهم في دعم الاقتصاد الزراعي الوطني من خلال تقليل الأعباء على المزارعين وإعادة توجيه الإنفاق نحو التطوير بدلاً من التشغيل عالي التكلفة.
ويؤكد المختصون أن تعميم الربط الكهربائي يعزز تنافسية المنتجات الزراعية المحلية عبر توفير بيئة أكثر استدامة للإنتاج، ما يدعم توجه المملكة نحو الاكتفاء وتعزيز سلاسل الإمداد.
ويُعد برنامج إزاحة الوقود السائل أحد المبادرات النوعية التي تستهدف تمكين المزارعين من التحول إلى الطاقة الكهربائية، بما يضمن استدامة أعلى وكفاءة أفضل في استهلاك الموارد، انسجامًا مع توجّه المملكة نحو مستقبل زراعي متطور.