تواصل أسواق الطاقة تسجيل تقلبات لافتة مع هبوط أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي، وقد أثار هذا التراجع اهتمام المراقبين نظرًا لاقترابه من أدنى مستوى له منذ أسابيع، حيث يربط الخبراء هذه الحركة بعوامل اقتصادية متشابكة تؤثر في اتجاهات الأسواق العالمية.
إقرأ ايضاً:انخفاض ملحوظ في الذهب اليوم وفق بيانات سعودي جولدالوطني للأرصاد يكشف عن تغيّر مفاجئ في حركة الرياح .. هذه المناطق على موعد مع تطورات غير متوقعة
ويرى محللو الطاقة أن الانخفاض الأخير في أسعار خام برنت يعكس حالة من الضغط المتواصل على السوق، وقد جاء الهبوط الحالي بعد موجة تراجع طفيفة سُجلت في الجلسة السابقة، مما يشير إلى اتجاه نزولي مستمر تترقبه المؤسسات المالية بدقة.
وقد أوضحت البيانات الأولية أن العقود الآجلة لخام برنت فقدت أكثر من سبعين سنتًا خلال ساعات التداول، بينما تراجعت العقود الأمريكية للخام الوسيط بمعدل مشابه، وبالفعل يعكس هذا الانخفاض حالة من القلق المتزايد بشأن معروض النفط العالمي.
وتشير التوقعات إلى أن عقود الخامين تتجه لإنهاء الأسبوع بخسائر تتجاوز اثنين بالمئة، ويرى الخبراء أن هذه الخسائر ليست مجرد تقلبات اعتيادية بل تأتي نتيجة تراكم المخاوف من اتساع الفجوة بين العرض والطلب.
وقد سلط محللو السوق الضوء على أن المخاوف الحالية ترتبط بارتفاع مستويات الإنتاج في عدد من الأسواق الرئيسية، وبالفعل أدى هذا الارتفاع إلى تعزيز المخاوف من زيادة كبيرة في المعروض قد تؤثر على الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.
ويرى الاقتصاديون أن مسار الأسعار بات أكثر تعقيدًا مع تداخل العوامل النقدية العالمية، وقد برز تأثير الدولار بوضوح بعدما سجل ارتفاعًا واسعًا أمام العملات الأخرى مما ضغط على أسعار النفط بشكل مباشر.
وقد أوضح مختصون في أسواق العملات أن قوة الدولار تجعل شراء الخام أكثر تكلفة على الدول التي تعتمد على عملات غير الدولار، وبالفعل يؤدي ذلك إلى تراجع الطلب الفعلي مما ينعكس فورًا على حركة الأسعار.
ويرى محللو البنوك العالمية أن مكاسب الدولار الأخيرة ليست عابرة، إذ تأتي في وقت يشتد فيه الجدل حول اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية، وقد أظهرت تداولات هذا الأسبوع تفوقًا واضحًا للعملة الأمريكية على معظم العملات الرئيسية.
وقد عزز المستثمرون رهاناتهم على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم على خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، ويرى الخبراء أن هذه التوقعات تؤسس لمزيد من التشدد النقدي الذي ينعكس عادةً على أسواق السلع الأساسية ومنها النفط.
وبحسب المحللين فإن عدم خفض الفائدة في الوقت القريب قد يؤدي إلى استمرار قوة الدولار مما يضغط على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وقد أشار متابعون إلى أن الأسواق تنتظر أي تصريحات قد تغير مسار هذه التوقعات.
ويرى مراقبو السوق أن حركة الأسعار خلال هذا الأسبوع كشفت عن حساسية كبيرة تجاه المؤشرات الاقتصادية الأمريكية، وقد أدى ذلك إلى حالة من الارتباك في قراءات المستثمرين بين المخاوف من الركود والآمال بعودة التوازن قريبًا.
وقد أشار محللون إلى أن الأسواق تراقب أيضًا مستويات الطلب العالمية خصوصًا من الاقتصادات الكبرى، وبالفعل يعتقد البعض أن تباطؤ النمو في بعض المناطق قد يكون أحد العوامل التي تسهم في استمرار الضغط على الأسعار.
ويرى اقتصاديون أن المخاوف من حدوث فائض كبير في المعروض قد تعزز اتجاهات بيعية جديدة في جلسات الأسبوع المقبل، وقد دعا بعض المحللين إلى مراقبة المؤشرات الفنية التي بدأت تظهر إشارات على مزيد من الهبوط.
وقد لفتت تقارير اقتصادية إلى أن تحركات الأسعار الحالية لا تُقاس فقط بتقلبات السوق اليومية، بل تتأثر كذلك بالقرارات السياسية الدولية المتعلقة بالإنتاج والتصدير مما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا.
ويرى خبراء الطاقة أن العوامل الجيوسياسية تظل حاضرة وبقوة في توجيه مسار الأسعار، وقد أكدوا أن أي توتر في مناطق الإنتاج الرئيسية قد يعيد تشكيل خريطة الإمدادات خلال وقت قصير.
وقد ركزت مؤسسات مالية على أهمية قراءة بيانات المخزون الأمريكية خلال الأيام المقبلة، وبالفعل قد تشكل هذه البيانات نقطة تحول في تقييم مدى قوة الطلب الحقيقي في السوق الأمريكية.
ويرى محللون أن الأسواق تتعامل بحذر شديد مع هذه التذبذبات نظرًا لعدم وجود مؤشرات مؤكدة على تغيير الاتجاه الحالي، وقد توقع البعض أن يشهد النصف الثاني من الشهر مزيدًا من الحسم في توجهات الأسعار.
وقد اتفق الخبراء على أن الصورة النهائية لا تزال ضبابية رغم كثافة البيانات الاقتصادية، وبالفعل ينتظر المستثمرون تطورات جديدة قد تحدد ما إذا كان الانخفاض الحالي مجرد تصحيح مؤقت أم بداية موجة أطول من الهبوط.