أكد استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين بكلية الطب الدكتور خالد النمر وجود علاقة وثيقة بين صحة الفم وحالة شرايين القلب، موضحا أن المؤشرات العلمية المتراكمة تكشف عن صلة قد تكون أخطر مما يظن الكثير من الناس، وأن الإهمال في صحة الفم قد ينعكس مباشرة على صحة القلب في ظل عوامل مترابطة تؤثر على المنطقتين معاً.
إقرأ ايضاً:برنت يتراجع إلى 62 دولارًا وهبوط أسبوعي يلامس 3٪ بحسب العربيةحساب المواطن يحذر .. هذا ما سيحدث لطلبك إذا لم تُحدّث بياناتك قبل هذا الموعد
ترابط طبي يثير الانتباه
يشير الدكتور النمر إلى أن زيادة تسوس الأسنان وتسوّس الجذور وتساقط الأسنان والتهابات اللثة وضعف القدرة على المضغ جميعها عوامل ترتبط بارتفاع ملحوظ في احتمالية الإصابة بتضيّق شرايين القلب، ويؤكد أن البيانات المتوافرة حتى الآن تظهر أن من يعانون هذه المشكلات تزداد لديهم فرص الإصابة بما يقارب الضعف مقارنة بغيرهم، مما يجعل العناية بصحة الفم جزءا أساسيا من الوقاية القلبية.
أسباب مشتركة تقود للمخاطر
يوضح النمر أن هذه العلاقة لا تعني بالضرورة أن أمراض الفم تسبب أمراض القلب بشكل مباشر، بل غالبا ما تعود إلى عوامل صحية مشتركة تؤثر على الجسم كله مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين، ويشير إلى أن هذه العوامل تؤدي دورا مزدوجا في التأثير على الفم وعلى شرايين القلب في وقت واحد، مما يجعل السيطرة عليها خطوة محورية لحماية الجسم من مضاعفات قد تكون خطرة.
الالتهاب الانتقالي… نظرية قيد البحث
يشرح النمر أن مفهوم الالتهاب الانتقالي بين الفم والقلب ما زال تحت الدراسة العلمية، إذ تبحث الأبحاث في احتمال انتقال الالتهابات من أنسجة الفم إلى الدورة الدموية ومن ثم التأثير على جدران الشرايين، ويؤكد أن هذا المجال ما يزال مفتوحا أمام المزيد من الدراسات التي قد تكشف آليات إضافية تفسر هذا الارتباط وتوضح مدى تأثيره على الصحة العامة.
دعوة لتعزيز الوقاية والعناية الصحية
يدعو النمر إلى تعزيز الوعي الصحي بالعلاقة بين الفم والقلب، ويوضح أن الاهتمام بنظافة الفم والمتابعة الدورية لدى طبيب الأسنان واتباع نمط حياة صحي جميعها خطوات أساسية تقلل من المخاطر المحتملة، ويشدد على أن الربط بين صحة الفم وصحة الشرايين لا ينبغي تجاهله في ظل الأدلة المتزايدة التي تعيد تشكيل فهمنا لصحة القلب وطريقة الوقاية من أمراضه، مؤكدا أن تبني هذا الوعي يسهم في حماية الأفراد من أمراض قلبية قد تكون قابلة للتجنب.