شهد موسم إنتاج زيت الزيتون لهذا العام تراجعاً لافتاً نتيجة التغيرات المناخية غير المعتادة، حيث أكد المهتم بزراعة الزيتون خالد البلوي أن المزارعين في مختلف مناطق الإنتاج واجهوا تحديات كبيرة أثرت على وفرة المحصول وجودته، موضحاً أن ما حدث خلال هذا الموسم يعد استثناءً لم تشهده زراعة الزيتون منذ عقدين، الأمر الذي أثار قلق المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
إقرأ ايضاً:الاتحاد يفجرها قبل مواجهة الرياض .. سرّ التشكيل المثير الذي قلب التوقعات قبل صافرة البدايةانخفاض ملحوظ في الذهب اليوم وفق بيانات سعودي جولد
الانعكاسات المناخية على المناطق المنتجة
أوضح البلوي أن مناطق تبوك والجوف كانت من أكثر المناطق التي شهدت تأثيراً مباشراً للتقلبات الجوية، حيث انخفضت درجات الحرارة في توقيتات حساسة من دورة الإثمار، مما أدى إلى تراجع الإزهار وضعف العقدة في أشجار الزيتون، وأضاف أن موجات الحر التي سبقت موسم الإثمار بفترة قصيرة ساهمت في تعريض الأشجار لإجهاد كبير، الأمر الذي أدى إلى خفض القدرة الإنتاجية للمزارع بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن التأثير لم يقتصر على المملكة وحدها بل امتد أيضاً إلى بلاد الشام التي شهدت موسماً ضعيفاً هو الآخر.
موسم يُعد الأقل منذ عشرين عاماً
أكد البلوي أن الموسم الحالي يُعد من بين أقل المواسم إنتاجاً خلال العشرين سنة الماضية، إذ شهدت المزارع ندرة في الزيوت المستخرجة وارتفاعاً في تكاليف التشغيل نتيجة محاولات المزارعين تعويض الخسائر والمحافظة على صحة الأشجار، وأشار إلى أن الانخفاض في الإنتاج لم يكن نسبياً فحسب، بل تزامن أيضاً مع تراجع جودة الثمار في بعض المزارع بسبب الضغط المناخي الذي واجهته الأشجار طوال فصل الصيف، ما تسبب في تراجع كمية الزيت المستخرج من كل ثمرة مقارنة بالسنوات السابقة.
تأثيرات تمتد إلى الأسواق والمستهلكين
انعكس هذا التراجع في الإنتاج على حركة الأسواق، حيث سجلت أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً ملحوظاً بسبب قلة المعروض في عدد من المناطق، وقال البلوي إن ندرة الزيت دفعت بعض التجار إلى استيراد كميات إضافية لتعويض النقص المحلي، مؤكداً أن هذا النقص قد يمتد خلال الأشهر القادمة ما لم تتحسن الظروف المناخية في الموسم القادم، كما أن المستهلكين بدأوا يشعرون بارتفاع الأسعار في مختلف متاجر بيع التجزئة نتيجة الانخفاض الحاد في الإنتاج.
دعوات لمراجعة أساليب الزراعة وتقنيات الحماية
اختتم البلوي حديثه بدعوة المزارعين إلى تبني أساليب زراعة أكثر توافقاً مع التقلبات المناخية، مؤكداً ضرورة الاستثمار في أنظمة الري الحديثة والتقنيات التي تقلل من أثر الحرارة والبرودة على الأشجار، وقال إن اعتماد الممارسات الزراعية الذكية بات أمراً ضرورياً لضمان استقرار الإنتاج في السنوات المقبلة، ودعا الجهات المختصة إلى دعم المزارعين عبر برامج تدريبية وتقنية تساعدهم على مواجهة التغيرات المناخية المتزايدة التي تهدد استدامة إنتاج الزيتون.
