تواصل حالة الجدل سيطرتها على الشارع الرياضي السعودي عقب المواجهة المثيرة بين الهلال والفتح ضمن منافسات دوري روشن للمحترفين، حيث تحولت ركلة الجزاء التي منحت الزعيم الفوز إلى محور نقاش واسع بين الجماهير والمحللين.
وجاء فوز الهلال بنتيجة هدفين مقابل هدف ليضع الفريق في موقع أكثر قوة في سباق صدارة الدوري، غير أن الجدل التحكيمي الذي صاحب اللقاء طغى على الأجواء الرياضية بعد صافرة النهاية.
إقرأ ايضاً:هزيمة ثقيلة تضع سلوت تحت الضغط.. نوتنغهام يجرح كبرياء ليفربول على ملعب أنفيلدالأرصاد تحذر: رياح وأتربة اليوم بجنوب وغرب المملكة… وضباب كثيف على الشرقية
وكان الفتح قد افتتح التسجيل عبر مراد باتنا من ركلة جزاء نفذها بثبات، مستفيدًا من تحركات هجومية مباغتة أربكت دفاع الهلال في الربع الأول من المباراة. وسرعان ما تمكن الهلال من العودة إلى اللقاء عبر المهاجم داروين نونيز الذي ترجم ضغط الفريق المستمر بتسديدة محكمة من داخل منطقة الجزاء.
ومع استمرار محاولات الهلال للبحث عن هدف الفوز، جاءت اللحظة المثيرة للجدل بعد احتساب ركلة جزاء لصالحه إثر احتكاك داخل المنطقة اعتبره الحكم مخالفًا يستحق العقوبة. وتولى البرتغالي روبن نيفيز تنفيذ الركلة بثقة ليسجل هدف الفوز الذي منح الهلال ثلاث نقاط ثمينة في سباق المنافسة.
لكن تلك الركلة لم تمر دون نقاش، حيث انقسمت الجماهير بين مؤيد لقرار الحكم باعتبار الاحتكاك مؤثرًا، ومعارض يرى أن الحالة لا ترتقي لمخالفة واضحة. وازداد الجدل بعد لجوء المحللين التحكيميين إلى تقييم القرار عبر البرامج الرياضية التي تناولت اللقطة بتفاصيل دقيقة.
وفي مقدمة هؤلاء جاء الخبير التحكيمي عصام عبد الفتاح الذي أدلى بتصريحات مثيرة خلال ظهوره في برنامج في المرمى، حيث أكد أن المخالفة لا تستحق ركلة جزاء. وأشار عبد الفتاح إلى أن الحكم بالغ في تقدير الاحتكاك، مرجعًا ذلك إلى ضعف زاوية الرؤية واتخاذ قرار متسرع دون تحقق كاف من تقنية الفيديو.
وأضاف الخبير أن الحالة التحكيمية كانت تحتاج إلى مراجعة أعمق من قبل حكم الفيديو خصوصًا أن تأثير الاحتكاك لم يكن مباشرًا على مسار الكرة أو حركة اللاعب. وأكد أن تدخل غرفة الفار في مثل هذه الحالات يعد ضروريًا لضمان العدالة، خاصة عندما تكون القرارات مؤثرة في نتيجة مباراة كبيرة مثل هذه.
وأوضح عبد الفتاح أن الأخطاء التحكيمية باتت تمثل تحديًا حقيقيًا في الجولات الأخيرة من الدوري، ما يستوجب إعادة تقييم مستوى بعض الحكام وإخضاعهم لبرامج تطوير مكثفة. وذهب أبعد من ذلك حين طالب بضرورة إيقاف الحكم لمدة ثلاثة أشهر، معتبرًا أن مثل هذه القرارات الخاطئة لا يمكن المرور عليها دون إجراءات صارمة.
وأشار إلى أن الانضباط التحكيمي يمثل جزءًا أساسيًا من نجاح المنافسة، وأن منح العقوبات المناسبة قد يساهم في تقليل الأخطاء مستقبلاً وتعزيز الثقة في أداء الحكام. كما شدد على أن مباريات الهلال والفتح دائمًا ما تشهد تنافسًا قويًا، مما يتطلب تركيزًا مضاعفًا من الطاقم التحكيمي لضمان إدارة عادلة ومتوازنة.
ومع تصاعد النقاش في الأوساط الرياضية، ينتظر المتابعون ردود الجهات المختصة لمعرفة تقييمها الرسمي للأداء التحكيمي في المباراة. وتبقى ركلة الجزاء محور الجدل الأبرز في الجولة، في وقت يسعى فيه الهلال لمواصلة انتصاراته بينما يبحث الفتح عن تجاوز آثار الخسارة المثيرة.
ومع تغير موازين المنافسة في دوري روشن، يستمر النقاش حول مستوى التحكيم ودور التقنية في دعم القرارات الحاسمة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على توازن المنافسة. وتؤكد هذه القضية أن الجدل التحكيمي سيبقى جزءًا من المشهد الكروي ما لم يتم تعزيز المهنية وتطوير قدرات الحكام بشكل يتناسب مع تطور الدوري وارتفاع مستوى المباريات.