شهد منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي تنظمه وزارة الاستثمار توقيع مذكرة تفاهم رباعية الأطراف بين وزارة الاستثمار والمركز الوطني للتنمية الصناعية وشركة ستيلانتيس وشركة بترومين لاستكشاف إمكانية إنشاء مشروع مشترك لتصنيع المركبات داخل المملكة.
إقرأ ايضاً:"شركة إنمار" تكشف عن المستقبل في سيتي سكيب.. مجموعتان سريتان جديدتان ستغيران مفهوم التنوع السكني في الرياض"القادسية" يفجر احتجاجًا رسميًا ضد الأهلي.. هل يخسر الأخير "نقاط المباراة بالكامل" بسبب قائمة اللاعبين؟
وجاء هذا الإعلان على هامش أعمال المنتدى الذي ينعقد في العاصمة الأميركية واشنطن ليعزز مكانة المملكة كشريك اقتصادي رئيسي في المنطقة.
وأقيمت مراسم التوقيع في التاسع عشر من نوفمبر في خطوة تعكس زخم العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة واهتمام الجانبين بفتح مجالات جديدة للتعاون الصناعي والتقني، ويأتي هذا التوجه استجابة لخطط المملكة الهادفة لجذب شراكات نوعية مع الشركات العالمية في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.
ويُعد المنتدى منصة بارزة لتعزيز الحوارات الاستراتيجية بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم الأميركيين وقادة القطاع الخاص بما يدعم بناء شراكات طويلة الأمد بين البلدين، ويسهم المنتدى في استكشاف فرص استثمارية واسعة في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والتقنية والبنية التحتية والرعاية الصحية والخدمات المالية.
وتأتي الاتفاقية الجديدة دعماً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى عبر برامجها الصناعية إلى تحويل المملكة إلى مركز متقدم للتصنيع والابتكار في المنطقة، وستركز المبادرة على تقييم جدوى إنشاء مصنع لتوطين إنتاج السيارات التجارية وسيارات الركاب اعتماداً على مجموعة العلامات الأميركية التابعة لستيلانتيس.
ويستهدف المشروع رفع نسب التوطين في قطاع السيارات وزيادة اندماج التقنيات المتقدمة في الصناعة الوطنية بما يعزز قدرات المملكة التنافسية، وتعكس المذكرة رغبة الأطراف المشاركة في ترسيخ صناعة سيارات مستدامة تعتمد على الابتكار وسلاسل الإمداد المحلية.
ويستند التعاون إلى تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والشركات المشاركة حيث تعمل كل جهة وفق اختصاصاتها لإنجاح هذه المبادرة الصناعية، وتقوم وزارة الاستثمار والمركز الوطني للتنمية الصناعية بدور المحرك الأساسي لتنمية القطاع الصناعي عبر تهيئة البيئة الاستثمارية وتمكين المستثمرين.
وتعد وزارة الاستثمار الجهة المعنية بتنظيم وتطوير الاستثمارات الأجنبية والمحلية وحماية حقوق المستثمرين بما يضمن جذب الشراكات الدولية المميزة، وتحرص الوزارة على توفير الحوافز والبيئة التشريعية المحفزة لدعم نمو قطاع السيارات وتوسيع قاعدة التصنيع المحلي.
أما المركز الوطني للتنمية الصناعية فيتولى قيادة الجهود الحكومية الرامية لتعزيز التنمية الصناعية وتوطين التقنيات الحديثة في القطاعات ذات القيمة العالية، ويركز المركز على بناء منظومة صناعية مستدامة عبر نقل المعرفة وتمكين الموردين المحليين وخلق فرص استثمارية نوعية في قطاع السيارات والتنقل.
وتلعب شركة بترومين دور المستثمر المحتمل في المشروع مستندة إلى خبرتها الممتدة في حلول التنقل داخل المملكة وقدراتها التشغيلية الكبيرة، ويسهم هذا الدور في تعزيز البيئة التجارية للمبادرة عبر خبرات محلية تجمع بين الكفاءة والمعرفة بالسوق السعودي.
وتقود ستيلانتيس عملية توطين إنتاج المركبات الخاصة والتجارية مستفيدة من مكانتها كواحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات عالمياً، وتركز الشركة على دعم التحول نحو الكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي الإقليمي بما يضمن قدرة المملكة على تصنيع مركبات مستقبلية عالية الكفاءة.
وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً للشراكة القائمة بين ستيلانتيس وبترومين وتفعيلًا لاتفاقية سابقة بما يعزز البنية الصناعية الوطنية، وتشير هذه الخطوة إلى توجه متسارع نحو بناء قدرات محلية ترتقي بقطاع السيارات إلى مستويات تنافسية عالمية.
وأكد مساعد وزير الاستثمار الدكتور عبد الله الدبيخي أن المذكرة تعكس جاذبية المملكة للاستثمارات العالمية وتمثل خطوة مهمة نحو تعزيز قطاع التصنيع المتقدم، وأشار إلى أن الشراكة مع ستيلانتيس وبترومين تفتح آفاقاً واسعة لتوطين صناعة السيارات ورفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي.
وبيّن المهندس صالح السلمي الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتنمية الصناعية أن الهدف هو تأسيس مركز إقليمي للإنتاج يمتلك قدرات تنافسية للموردين المحليين، وأفاد بأن الشراكة بين ستيلانتيس وبترومين تسرّع عملية التوطين الصناعي من خلال دمج التقنيات العالمية بالقوة السوقية الوطنية.
ومن جانبه أكد عمرو الدباغ رئيس مجلس إدارة مجموعة الدباغ ورئيسها التنفيذي التزام بترومين بدعم رؤية المملكة وبناء قطاع سيارات محلي متطور بالشراكة مع ستيلانتيس، وأوضح أن التعاون سيوفر للمملكة تقنيات عالمية المستوى ويعزز تنمية الموارد البشرية وتوسيع نطاق الأعمال الصناعية.
كما أوضح سمير شرفان الرئيس التنفيذي للعمليات في ستيلانتيس الشرق الأوسط وأفريقيا أن المذكرة خطوة استراتيجية لبناء صناعة سيارات جاهزة للمستقبل في المنطقة، وأشار إلى التزام الشركة بالاستثمار في القدرات المحلية ودعم طموحات المنطقة الصناعية عبر حلول تنقل متطورة.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع المرتقب في توفير فرص عمل واسعة وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية وتحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة داخل القطاع الصناعي، ويعزز المشروع مكانة المملكة كمركز إقليمي للتصنيع المتقدم والابتكار بما يتماشى مع تطلعاتها الاقتصادية طويلة المدى.