يشير تقرير المركز الوطني للأرصاد إلى يوم استثنائي تتقاطع فيه عدة ظواهر من الأمطار الغزيرة إلى الرياح النشطة، وقد تعكس هذه الحالة حجم التقلبات المناخية التي تشهدها عدة مناطق في المملكة خلال هذه الفترة الانتقالية.
إقرأ ايضاً:الذهب يشتعل عالميًا مع ترقب خفض الفائدة وتراجع الدولاربعد رباعية الدحيل .. غليان داخل الاتحاد وبنزيما في قلب العاصفة!
وقد أوضح التقرير أن الأمطار المتوقعة ستكون رعدية ومتفاوتة الشدة، حيث تمتد من المتوسطة إلى الغزيرة على مساحات واسعة، الأمر الذي يرفع احتمالية جريان السيول نتيجة تراكم الهطولات خلال ساعات الذروة.
ويرى خبراء الأرصاد أن طبيعة السحب الركامية المصاحبة لهذه الحالة تسهم في زيادة فرص تساقط زخات البرد، وقد تتسبب في اضطرابات مؤقتة على الطرقات نتيجة انخفاض مستوى الرؤية الأفقية بشكل مفاجئ.
وبالفعل أشار التقرير إلى نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار، حيث قد تؤدي هذه الرياح إلى تقليل مدى الرؤية في بعض المناطق الشمالية والغربية، وهو ما يتطلب من السائقين توخي الحذر في فترات النشاط الأعلى.
وتتجه الأنظار بشكل خاص إلى مناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك، وقد تشكل هذه المناطق مركز الفعالية الجوية الأقوى مع تزايد التكوينات الركامية وازدياد سرعة الرياح السطحية.
وفي الاتجاه الجنوبي الشرقي تمتد الحالة إلى منطقة حائل التي تشهد عادة تغيرات سريعة في شدة الأمطار، وقد يلاحظ سكانها عدم استقرار واضح بين فترات الأمطار والانقطاعات المؤقتة خلال اليوم.
كما توقع التقرير امتداد الأمطار إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة، ويرى المتخصصون أن الطابع الجبلي المحيط ببعض المواقع قد يزيد من مخاطر جريان المياه نحو الأودية والشعاب.
وقد تشمل الحالة أيضاً أجزاء من منطقة الباحة التي تتأثر بشكل متكرر بالحالات المطرية الموسمية، حيث تشير النماذج العددية إلى احتمال تراكم السحب على المرتفعات خلال ساعات المساء.
وبالفعل ذكر التقرير أن الأمطار ستكون خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من عسير وجازان، وهي مناطق تمتاز بثبات نسبي في نشاط السحب طوال العام، ما يعزز فرص استمرار الهطول لفترات أطول.
ويرى خبراء الطقس أن امتداد الفعالية إلى المنطقة الشرقية قد يخلق حالة جوية متنوعة بين الأمطار الرعدية والضباب، الأمر الذي يستدعي متابعة مستمرة لتحديثات الأرصاد.
وقد أكد التقرير وجود فرصة لتكوّن الضباب على عدة مناطق، خاصة في ساعات الليل والصباح الباكر، مما يؤثر على الحركة المرورية ويجعل التنقل أكثر حساسية في تلك الفترات.
وفي ما يتعلق بالبحر الأحمر أوضح التقرير أن الرياح السطحية ستكون جنوبية غربية إلى شمالية غربية على الجزءين الشمالي والأوسط، وقد ينعكس ذلك على حركة الملاحة البحرية خلال ساعات الذروة.
وقد تصل سرعة الرياح على البحر الأحمر إلى أكثر من خمسين كيلومتراً في الساعة، وهو معدل كافٍ لرفع الأمواج وتكوين بحر مضطرب يستدعي اتخاذ الاحتياطات للسفن الصغيرة وقوارب الصيد.
ويرى المختصون أن ارتفاع الموج المتوقع من نصف متر إلى متر ونصف، مع إمكانية بلوغه أكثر من مترين، يعكس مدى تأثير السحب الرعدية على الحالة البحرية.
وبالفعل حذّر التقرير من أن البحر الأحمر قد يتحول إلى حالة مائجة في بعض الأوقات، مما يفرض قيوداً محتملة على بعض الأنشطة البحرية خصوصاً في الجزء الشمالي والأوسط.
أما في الخليج العربي فتكون الرياح شمالية غربية إلى شمالية، وقد تتراوح سرعتها بين خمسة عشر وخمسة وثلاثين كيلومتراً في الساعة، وهي سرعة كافية لخلق موج متوسط في عدة مواقع.
ويرى المتخصصون أن ارتفاع الموج في الخليج العربي من نصف متر إلى متر ونصف يجعل البحر في وضع مستقر نسبياً، رغم عدم خلوه من التقلبات المرتبطة بتغيرات الرياح.
وفي المحصلة يعكس تقرير المركز الوطني للأرصاد يوماً نشطاً على المستوى المناخي، وقد تستدعي طبيعة الحالة متابعة مستمرة من المواطنين والمقيمين لضمان التعامل الآمن مع التغيرات المتسارعة.