تؤكد المديرية العامة للدفاع المدني في سياق تحذير أمني متجدد أن الصيانة الدورية للأنظمة الكهربائية أصبحت ضرورة ملحّة في المنازل والمنشآت، إذ تشير المعطيات الميدانية إلى ارتفاع نسبة الحوادث المرتبطة بالتماس الكهربائي خلال السنوات الأخيرة.
إقرأ ايضاً:المنتخب المغربي يتفوق عربيًا.. تعرف على مستويات المنتخبات العربية في قرعة كأس العالم 2026تحليل وتفاصيل حصرية.. صراع التأهل يشتد بعد نتائج دوري أبطال أوروبا اليوم
وتلفت المديرية إلى أن هذا النوع من الحوادث لا يرتبط فقط بقدم البنية الكهربائية، بل يرتبط أيضًا بسلوكيات يومية خاطئة يمارسها أفراد المجتمع دون وعي كامل بمخاطرها المحتملة، الأمر الذي يستدعي تعزيز الوعي الوقائي.
وقد شددت الجهات المختصة على أن تجاهل إجراءات الصيانة الأساسية يضاعف احتمالات الحرائق المفاجئة، وهو ما يجعل المتابعة الدورية للتمديدات والمقابس أحد المرتكزات الأساسية لسلامة المنازل والمنشآت التجارية.
وبحسب ما أوضحته المديرية، فإن أبرز ثلاثة أسباب تقف خلف هذه الحوادث تتمثل في التوصيلات الرديئة، وتحميل المقابس أحمالًا كهربائية تتجاوز طاقتها، إلى جانب غياب القواطع الأوتوماتيكية القادرة على حماية الدوائر عند حدوث خلل.
ويرى المختصون أن الاعتماد على توصيلات منخفضة الجودة بات ظاهرة شائعة في العديد من المواقع السكنية، الأمر الذي يزيد من احتمالية ارتفاع الحرارة داخل الأسلاك، وبالتالي نشوب شرارة قد تتطور إلى حريق واسع.
وقد أكدت المديرية أن تحميل المقابس بأجهزة متعددة في وقت واحد يعد خطأً شائعًا، إذ يضاعف الضغط على الدائرة الكهربائية، مما يتسبب في ذوبان الأجزاء الداخلية للمقبس وظهور رائحة احتراق قبل اندلاع الحريق بلحظات.
وبالفعل تشير التقارير إلى أن غياب القاطع الأوتوماتيكي المناسب يحرم المبنى من خط الدفاع الأول ضد ارتفاع التيار، وهو ما يجعل أي خلل كهربائي بسيط قابلًا للتحول إلى حادث خطير في وقت قصير.
وتشدد المديرية على أهمية فحص القواطع الرئيسية بشكل مستمر، لأن هذا الإجراء يسهم في الكشف المبكر عن أي توتر زائد أو خلل مفاجئ، كما يضمن عمل النظام الكهربائي بكفاءة أعلى على مدار اليوم.
كما دعت الأسر إلى الحرص على استبدال التوصيلات الكهربائية التالفة فورًا، وعدم الانتظار حتى تظهر علامات الخطر، لأن التأخر في الإصلاح قد يمنح الشرارة الأولى فرصة للانتقال إلى مواد قابلة للاشتعال.
وترى المديرية أن تعزيز الوعي المنزلي يبدأ من فهم أن الحرائق الكهربائية لا تمنح الكثير من الوقت للتصرف، إذ تتطور بسرعة كبيرة، مما يجعل الاعتماد على إجراءات الوقاية المسبقة خطوة لا يمكن تجاهلها.
وقد أشارت إلى أن اتباع إرشادات السلامة المنشورة عبر وسائل الإعلام المختلفة يساهم في تقليل الحوادث، لأن تلك الإرشادات تستند إلى حوادث واقعية ودراسات فنية تمت على أرض الميدان.
وتوضح المديرية أن التواصل عبر منصاتها الرسمية يتيح للمواطنين والمقيمين الاطلاع على تحديثات دورية حول أفضل طرق التعامل مع الأجهزة الكهربائية، إلى جانب التنبيهات العاجلة عند رصد أي مخاطر عامة.
وبالفعل تدعو المديرية إلى ضرورة قراءة تعليمات الشركات المصنعة للأجهزة المنزلية، لأن بعض الأجهزة تتطلب وصلات خاصة تمنع ارتفاع الحرارة، وهو ما يغفل عنه كثير من المستخدمين في الممارسة اليومية.
كما تحث الجهات المختصة على عدم ترك الأجهزة تعمل لفترات طويلة دون مراقبة، لأن ذلك يزيد من الحمل على الشبكة الكهربائية، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الاستهلاك.
وقد شددت المديرية على أهمية وجود مطفأة حريق مناسبة في المنازل، إذ يتيح استخدامها في اللحظات الأولى من اندلاع الحريق فرصة كبيرة للسيطرة عليه قبل وصول فرق الطوارئ.
وتؤكد المديرية أن سرعة التواصل مع الجهات المختصة من خلال الرقمين المعتمدين تسهم في تقليل الخسائر، إذ تتفاوت أرقام الطوارئ بين مناطق المملكة، لضمان وصول الفرق بأسرع وقت ممكن.
وبحسب التوجيهات الرسمية فإن الرقم 911 مخصص لمناطق الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة، بينما يتم استقبال البلاغات في بقية المناطق عبر الرقم 998، وذلك لضمان توزيع العمليات بكفاءة عالية.
وترى المديرية العامة للدفاع المدني أن الالتزام بهذه الإجراءات يشكل جزءًا من مسؤولية مشتركة تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات، مؤكدة أن الوقاية تظل دائمًا الخيار الأكثر أمانًا والأقل تكلفة مقارنة بنتائج الحوادث الخطيرة.