يعتمد المركز الوطني للأرصاد في نشراته اليومية على قراءة دقيقة لحركة الكتل الهوائية في المملكة، ويأتي تقريره الأخير ليعكس حالة طقس متقلبة تمتد من السواحل الجنوبية الغربية وحتى المرتفعات الغربية والوسطى، مما يضع العديد من المناطق تحت مراقبة جوية مكثفة ضمن توجهات رفع كفاءة إدارة المخاطر المناخية.
إقرأ ايضاً:خطوة غير متوقعة تهز سوق الانتقالات .. الهلال يحسم موقفه من أحد أهم نجومه"زاتكا" ترصد مخالفات صادمة خلال أكتوبر.. تفاصيل "غير متوقعة" في قطاعات شهيرة!
وقد أشار التقرير إلى أن فرص هطول الأمطار الرعدية الخفيفة إلى المتوسطة تبدو أعلى هذا اليوم على أجزاء من جازان وعسير والباحة، حيث تظهر السحب الممطرة بشكل متدرج مصحوبة بنشاط ملحوظ في الرياح المثيرة للأتربة والغبار، ما يجعل التنبيه المبكر ضرورة للسكان والمسافرين.
وبالفعل تشهد الأجزاء الساحلية والجبيلة من منطقة مكة المكرمة مؤشرات متزايدة لتشكل خلايا رعدية متفرقة، إذ تتحرك التيارات الرطبة نحو المرتفعات الغربية بشكل يرفع من فرص الهطول ويزيد من تقلبات الأجواء المعتادة في هذا الوقت من العام.
ويرى مختصون في الأرصاد أن احتمال تكوّن الضباب خلال ساعات الصباح الباكر على بعض المدن والطرق السريعة قد يسبب تراجعًا في مستوى الرؤية الأفقية، خصوصًا في المناطق الجنوبية من الشرقية التي تتأثر عادة بامتزاج الرياح الباردة والرطوبة العالية.
وقد لفت التقرير إلى أن السماء ستكون غائمة جزئيًا إلى غائمة في عدد من مناطق المملكة، مع فرص لتشكل سحب رعدية ممطرة تمتد نحو المدينة المنورة وحائل، الأمر الذي يعكس استمرار نشاط المنخفضات الجوية العابرة للمنطقة في هذه الفترة الانتقالية.
وبحسب مركز الأرصاد فإن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر تتباين بين شمالية غربية وشمالية على الأجزاء الشمالية والوسطى، حيث تتراوح سرعتها بين 12 و32 كيلومترًا في الساعة، ما يمنح السواحل حالة استقرار نسبي مصحوبة بارتفاعات خفيفة إلى متوسطة في الأمواج.
وقد أكد التقرير أن الأجزاء الجنوبية من البحر الأحمر ستشهد رياحًا جنوبية إلى جنوبية شرقية أكثر نشاطًا، إذ قد تتجاوز سرعتها 50 كيلومترًا في الساعة مع تكون السحب الرعدية، ما يجعل البحر أكثر اضطرابًا خاصة باتجاه مضيق باب المندب الذي يعد مسارًا ملاحيًا حيويًا.
وبالفعل ترتفع الأمواج في تلك المنطقة إلى مستويات تتراوح بين متر ومترين وترتفع أحيانًا لأعلى من ذلك، نتيجة التقاء الرياح المحملة بالرطوبة مع التيارات الدافئة، الأمر الذي يستدعي تنبيه الصيادين وقوارب النقل البحري.
ويرى خبراء الملاحة البحرية أن هذا الاضطراب قد يؤثر على حركة بعض السفن الصغيرة، مما يستوجب الالتزام بإرشادات السلامة البحرية، خصوصًا مع تغير أنماط الطقس المرتبطة بالموسم الانتقالي قبل دخول الشتاء فعليًا.
وقد أوضح مركز الأرصاد أن حالة البحر الأحمر في مجملها تتراوح بين خفيف إلى متوسط الموج في الشمال والوسط، بينما تصبح أكثر ميلاً للارتفاع في الجنوب، وذلك بفعل تزايد نشاط الرياح الرعدية وامتداد تأثيرها في عمق البحر.
وبالفعل تترافق هذه التقلبات مع نشاطات مناخية معتادة تسجل في المملكة خلال هذه الفترة، إذ تتأثر المنطقة بموجات رطبة قادمة من بحر العرب والقرن الإفريقي، ما يعزز ظهور السحب الركامية ذات التطور السريع.
ويرى مراقبون أن هذه التغيرات تنعكس أيضًا ضمن الجهود الوطنية لتعزيز قدرات التنبؤ الجوي، إذ تأتي مواكبة لرؤية 2030 التي تعطي أهمية لإدارة أخطار الكوارث الطبيعية وتحسين البنية التحتية للإنذار المبكر.
وقد تطرق التقرير كذلك إلى حركة الرياح فوق الخليج العربي التي تتراوح بين شمالية غربية وشمالية بسرعة بين 10 و30 كيلومترًا في الساعة، وهي سرعات معتدلة غالبًا تمنح المنطقة حالة بحرية مستقرة نسبيًا مقارنة بالبحر الأحمر.
وبالفعل يسجل الخليج العربي أمواجًا يتراوح ارتفاعها بين نصف متر ومتر فقط، مما يتيح ظروفًا ملائمة للملاحة البحرية الخفيفة والمتوسطة، مع ضرورة الانتباه للتغيرات المفاجئة التي قد تحدث خلال ساعات النهار.
ويرى المركز أن استقرار حالة الخليج يعود إلى انخفاض تأثير السحب الرعدية على هذه المنطقة، إذ يتركز النشاط المطري بشكل أكبر غرب وجنوب غرب المملكة، حيث تتصاعد معدلات الرطوبة والحرارة بنسب أعلى.
وقد أكد تقرير الأرصاد أن مختلف هذه الظروف الجوية تأتي ضمن نمط موسمي معروف، إلا أنها قد تحمل تغيرات سريعة تستوجب المتابعة الدقيقة، خصوصًا مع انخفاض درجات الحرارة التدريجي واقتراب دخول فصل الشتاء.
وبالفعل يدعو المركز المواطنين والمقيمين إلى متابعة التحديثات الدورية، إذ تصدر بشكل مستمر تحذيرات وتنبيهات عبر منصاته الرسمية حرصًا على سلامة الجميع في ظل توقعات بتقلبات مستمرة خلال الأيام المقبلة.
ويرى الخبراء أن متابعة هذه البيانات الجوية تسهم في التخطيط الأفضل للأنشطة اليومية والرحلات البرية والبحرية، مما يعزز مستوى الجاهزية العامة لتأثيرات الطقس المتغيرة في مختلف مناطق المملكة.