تشير تحذيرات طبية حديثة أطلقها استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر إلى خطورة نوبات الغضب وتأثيرها المباشر على صحة القلب، إذ أوضح أن موجات الانفعال الحاد قد تتحول في لحظات إلى تهديد فعلي لحياة الإنسان عندما تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، الأمر الذي قد يفتح الطريق أمام جلطة خطيرة أو قصور حاد في الشرايين، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقًا من تضيق في شرايين القلب.
إقرأ ايضاً:موانئ تفجّر مفاجأة لقطاع النقل البحري .. خدمة جديدة تُربك حسابات المنافسين!الهلال يتمسك بقراره رغم الضغوط .. حقيقة العرض المنافس الذي قلب الموازين
ارتفاع مفاجئ في الضغط
كشف الدكتور النمر عبر منصة إكس أن الغضب ليس مجرد حالة انفعالية عابرة، بل استجابة جسدية عنيفة قد ترفع ضغط الدم بنحو أربعين ملم زئبق خلال ثوانٍ معدودة، موضحًا أن هذا الارتفاع السريع يشكّل عبئًا كبيرًا على عضلة القلب وشرايينه إذ لا تمنح هذه القفزات المفاجئة القلب فرصة للتأقلم، مما يزيد احتمالات حدوث خلل في تدفق الدم ويضاعف خطر الإصابة بتجلط الشرايين عند الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
خطر مضاعف لمرضى الشرايين
أكّد النمر أن الأشخاص الذين يعانون تضيقًا سابقًا في الشرايين يقفون في مقدمة الفئات المعرضة لهذا الخطر، لأن شرايينهم لا تتحمل التغيرات الحادة التي تحدث أثناء الغضب، إذ يؤدي ارتفاع الضغط المفاجئ إلى زيادة احتكاك الدم بجدران الشرايين المتضيقة، مما قد يسبب انسدادًا كاملًا خلال لحظة واحدة، مشيرًا إلى أن ما يبدو للبعض مجرد نوبة غضب بسيطة قد يتحول إلى حدث طبي طارئ يستدعي التدخل السريع لإنقاذ القلب من التوقف.
رسالة طبية للمجتمع
تركز تحذيرات النمر على ضرورة نشر الوعي المجتمعي بمخاطر الانفعال المفرط لأن كثيرين لا يدركون أن الغضب المتكرر، خاصة لدى الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط أو السكري أو أمراض القلب، قد يساهم في تسريع تدهور صحة الشرايين، موضحًا أن التحكم في ردود الفعل العاطفية والابتعاد عن مصادر التوتر ليس رفاهية بل ضرورة لحماية القلب من مضاعفات قد لا تُظهر أي مقدمات واضحة قبل حدوثها.
الحلول الوقائية
يشدد خبراء القلب، ومن بينهم الدكتور النمر، على أهمية اعتماد استراتيجيات تهدئة فعالة عند مواجهة الضغوط اليومية، مثل التنفس العميق والمشي السريع وإعادة تقييم المواقف قبل الانفعال، مؤكدين أن تبني نمط حياة متوازن يقلل بدرجة كبيرة من احتمالات التعرض لجلطات مرتبطة بالغضب، كما يشجع على إجراء فحوصات دورية خاصة لمن لديهم تاريخ طبي مع أمراض الشرايين، وذلك لضمان اكتشاف أي مشكلات قبل تطورها إلى حالات خطيرة قد يصعب علاجها لاحقًا.