حسم الاتحاد السعودي لكرة القدم عبر إدارته للإعلام والاتصال المؤسسي حالة الجدل التي تصاعدت في الساعات الماضية، بعدما ارتبط اسم المدير الفني للمنتخب الوطني الأول الفرنسي هيرفي رينارد بأحاديث الإقالة عقب الخسارة الأخيرة.
إقرأ ايضاً:وفقًا للأرصاد.. إجراءات سلامة متصاعدة في تبوك استعدادًا لتقلبات أشدفيفا يطلق شرارة أكبر تحول بتاريخ بطولات السيدات مطلع 2028
وقد جاء التحرك الرسمي في توقيت حساس، مع اتساع رقعة النقاش الجماهيري في المنصات الرقمية، حيث بدا المشهد بحاجة إلى توضيح مباشر يضع حدًا للتأويلات المتداولة.
وبالفعل أكد البيان المرسل للصحفيين أن ما تم تداوله عن فسخ عقد رينارد أو رحيله لا يمت للحقيقة بصلة، في رسالة هدفت إلى تثبيت الاستقرار داخل منظومة المنتخب.
ويرى متابعون أن سرعة الرد تعكس وعي الاتحاد بأهمية إدارة الرأي العام الرياضي، خصوصًا في مرحلة تتقاطع فيها المنافسة القارية مع طموحات التطوير المستمرة.
وكانت الخسارة أمام منتخب الأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025 قد شكلت لحظة صعبة، بعدما حُرم الأخضر من الوصول إلى النهائي بهدف وحيد.
وقد فجرت تلك النتيجة موجة غضب جماهيري واسعة، ودفعت بعض الأصوات للمطالبة بتغييرات فنية عاجلة على رأس الجهاز الفني.
وبينما انتشرت الشائعات بكثافة، حرص الاتحاد على التأكيد أن الاستقرار الفني خيار استراتيجي لا يخضع لردود الأفعال العابرة.
ويأتي ذلك في ظل مشروع رياضي أوسع تسعى المملكة من خلاله إلى بناء منتخبات قوية ومستدامة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.
وقد شدد البيان على أن جميع الأنباء المتداولة بشأن مستقبل المدرب الفرنسي غير صحيحة، في محاولة لإغلاق الملف إعلاميًا.
ويرى محللون أن استمرار رينارد يمنح المنتخب فرصة لمراجعة الأخطاء بهدوء، بدل الدخول في دوامة تغييرات قد تربك التحضيرات المقبلة.
وفي السياق ذاته يستعد المنتخب السعودي لخوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، في اختبار معنوي لا يقل أهمية عن المباريات السابقة.
وقد تقرر أن يواجه الأخضر منتخب الإمارات على ملعب لوسيل، في لقاء يحمل أبعادًا تنافسية تتجاوز حسابات الترتيب.
وتقام المواجهة عند الساعة الثانية ظهرًا مساء يوم الخميس، وسط ترقب جماهيري لمعرفة رد الفعل بعد الخسارة المؤلمة.
ويرى الجهاز الفني أن المباراة تمثل فرصة لاستعادة الثقة، وتقديم صورة تعكس شخصية المنتخب رغم خيبة الخروج من السباق النهائي.
كما يأمل الاتحاد أن يسهم الهدوء الإداري في دعم اللاعبين نفسيًا، بعيدًا عن الضغوط التي صنعتها الشائعات في الأيام الماضية.
وقد بات واضحًا أن إدارة الأزمات الإعلامية أصبحت عنصرًا أساسيًا في العمل الرياضي الحديث، خاصة مع سرعة انتشار المعلومة.
ويرى مراقبون أن البيان الأخير يعكس نضجًا مؤسسيًا، ورسالة بأن القرارات الفنية تُتخذ وفق تقييم شامل لا تحت ضغط اللحظة.
وفي المحصلة ينتظر الشارع الرياضي ما ستسفر عنه المواجهة المقبلة، باعتبارها محطة لتقييم الأداء وفتح صفحة أكثر توازنًا للمستقبل.