سدايا
"سدايا" تحقّق إنجازاً لافتاً على الساحة العالمية.. هذه هي الجهة التي اختارتها لرئاسة "الشبكة الأهم"!
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

في خطوة تعكس ثقلها المتصاعد في مجال التقنية العالمية، تولّت المملكة العربية السعودية رئاسة الشبكة العالمية رفيعة المستوى للهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي التابعة لليونسكو، وهي شبكة تُعرف اختصارًا بـ GNAIS.
إقرأ ايضاً:"القوات الخاصة للأمن البيئي" ترصد نشاطاً مريباً شمال المملكة.. والنتيجة كانت "ضبطاً عاجلاً"!منصة رقمية مبتكرة.. ماذا يعني إطلاق أطلس التراث الحي للهوية الثقافية في المدن السعودية اليوم؟

وجاء هذا التعيين خلال اجتماع رسمي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة ممثلي 25 هيئة إشرافية دولية تمثل الدول الأعضاء والمنظمات المعنية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي حول العالم.

وقد مثّلت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" المملكة في هذا المحفل، بالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، ما يؤكد تكامل الجهود السعودية على المستويين التقني والمؤسساتي.

ويُعد هذا التتويج اعترافًا دوليًا بجهود المملكة المتواصلة في صياغة وتطوير أطر أخلاقية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي جهود شملت نطاقات محلية وإقليمية ودولية على حد سواء.

منظمة اليونسكو، التي ترعى الشبكة، منحت السعودية هذا الدور القيادي في ضوء التزامها الواضح بمبادئ الحوكمة الرقمية وتعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي.

وتتماهى هذه الخطوة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تضع التحول الرقمي والابتكار في قلب استراتيجياتها التنموية، خاصة في ما يتصل بالاقتصاد القائم على البيانات.

تسعى المملكة من خلال "سدايا" إلى ترسيخ مكانتها كمرجع عالمي في تنظيم الذكاء الاصطناعي، سواء من حيث التشريعات أو البنية التحتية أو معايير الأخلاقيات التقنية.

وتؤكد رئاسة الشبكة العالمية أنّ السعودية لا تكتفي بدور المستخدم للتقنية، بل تطمح إلى صياغة معاييرها وتوجيه نقاشاتها العالمية بما يخدم الإنسانية ويصون القيم.

وتعكس مشاركة "سدايا" في الشبكة أيضًا التحول النوعي في دور المؤسسات الحكومية السعودية، التي باتت تنخرط بفاعلية في تشكيل مستقبل التقنية على المستوى الدولي.

شبكة GNAIS تهدف إلى تنسيق الجهود الإشرافية بين الدول، وتوفير منصة لتبادل الخبرات العملية والتجارب ذات الصلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته.

كما تتيح الشبكة لأعضائها موارد تدريبية متخصصة ومستودعًا ضخمًا لدراسات الحالة، بما يُسهم في رفع جاهزية الدول لمواكبة تسارع التحولات الرقمية والتقنية.

ومن المرتقب أن تلعب السعودية من خلال هذا المنصب دورًا محوريًا في صياغة أدوات ومعايير موحّدة للإشراف على الذكاء الاصطناعي تُطبق في مختلف القطاعات عالميًا.

ويُعد ذلك امتدادًا لجهود المملكة التي أطلقتها في السنوات الأخيرة، مثل الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي والمبادرات الدولية التي استضافتها في هذا المجال.

ولا يمكن فصل هذا الإنجاز عن موقع السعودية المتقدم ضمن الدول الأكثر تطورًا في البنى التحتية الرقمية، وتوسعها المستمر في مجالات الحوسبة والبحث والتطوير.

ويحمل هذا التعيين بُعدًا استراتيجيًا أيضًا، إذ يعزّز الدور السعودي في صياغة خطاب أخلاقي عالمي يُوازن بين التطور التقني وحماية حقوق الأفراد والمجتمعات.

ومن الناحية التنموية، فإن رئاسة الشبكة تتقاطع مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، لا سيما تلك المرتبطة بالاستخدام العادل والمنصف للتقنية.

كما يدعم هذا الإنجاز بناء الثقة العالمية في قدرات المملكة كمركز للحوار التقني والأخلاقي، ويعزز حضورها كصوت فاعل في النقاشات متعددة الأطراف.

ويوجّه هذا التطور رسالة واضحة بأن السعودية مستعدة للاضطلاع بدور قيادي عالمي ليس فقط في تصدير الطاقة أو النفط، بل أيضًا في تصدير السياسات التقنية الرشيدة.

وتفتح هذه الخطوة الباب لمزيد من الشراكات الدولية، وتوسيع التأثير السعودي في الملفات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، من التنظيمات إلى الابتكار الأخلاقي المستقبلي.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار