تشهد التجارة الإلكترونية في المملكة توسعًا متزايدًا، حيث أصبحت خيارًا رئيسيًا للمستهلكين الباحثين عن السرعة وسهولة الوصول إلى المنتجات دون الحاجة لزيارة المتاجر التقليدية.
إقرأ ايضاً:جدول ترتيب الليغا.. كلاسيكو ناري بين ريال مدريد وبرشلونة يحسم الصدارة في الليغا 2025تساؤلات حول استخراج بيانات المركبات.. المرور السعودي يجيب ويكشف عن خطوات دقيقة عبر أبشر
وقد رافق هذا التوسع ارتفاع في وتيرة المخاطر المرتبطة بشراء منتجات غير معروفة المصدر، وهو ما دفع "الهيئة العامة للغذاء والدواء" إلى توجيه مجموعة من النصائح لحماية المستهلكين من الوقوع ضحايا لعمليات الاحتيال أو الغش التجاري.
وأكدت الهيئة أن التسوق الإلكتروني الآمن يبدأ من اختيار المنصة الموثوقة، فالمصدر الآمن هو خط الدفاع الأول لضمان سلامة المشتريات وجودة المنتجات.
كما شددت على أهمية التأكد من مصداقية المتجر الإلكتروني من خلال مراجعة تقييماته وآراء المستهلكين السابقين، إضافة إلى التحقق من وجود بيانات واضحة عن المنتج والبائع.
ويرى مختصون أن الثقة في المنصة الإلكترونية لا تكتمل إلا بوجود سجل تجاري أو ترخيص رسمي يثبت أن الجهة الموردة تعمل تحت رقابة الجهات المعنية.
وقد نبهت "الهيئة العامة للغذاء والدواء" إلى خطورة الانسياق وراء الإعلانات البراقة التي تَعِد بنتائج طبية أو تجميلية خارقة، معتبرة أن هذه الادعاءات قد تخفي وراءها مخاطر صحية جسيمة.
وبالفعل كشفت الهيئة في تقارير سابقة عن منتجات مجهولة المصدر تم الترويج لها عبر الإنترنت واحتوت على مكونات محظورة تسببت في أضرار صحية للمستهلكين.
كما أوضحت أن بعض المنتجات يتم تسويقها تحت مسميات مضللة توهم المستهلك بأنها مصرح بها، في حين أنها غير مسجلة رسميًا لدى الجهات المختصة.
ومن جانب آخر، نصحت الهيئة بعدم شراء أي منتج لا يحتوي على بيانات واضحة عن مكوناته أو بلد المنشأ أو تاريخ انتهاء الصلاحية.
وأكدت أن المنتج الذي لا يحمل معلومات واضحة يعد مجهول الهوية، ما يجعله مصدر خطر محتمل على صحة المستهلك وسلامته.
ويحذر خبراء الغذاء من أن بعض هذه المنتجات قد تحتوي على مواد كيميائية أو دوائية غير آمنة، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند الاستخدام المتكرر.
وقد دعت الهيئة إلى توعية المستهلكين بضرورة الرجوع إلى الطبيب المختص قبل تناول أي منتج ذي ادعاءات طبية أو علاجية مهما كانت المغريات.
كما طالبت الجهات المعنية بتكثيف الرقابة على الإعلانات المضللة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تستهدف فئات واسعة من المستهلكين.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي انسجامًا مع توجهات المملكة نحو تعزيز الأمن الغذائي والصحي ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وبالفعل تواصل الهيئة جهودها التوعوية عبر حملات رقمية تستهدف تعريف المواطنين والمقيمين بأساليب التسوق الآمن عبر الإنترنت.
وقد أشادت تقارير محلية بتنامي وعي المستهلك السعودي تجاه أهمية التحقق من مصادر المنتجات قبل الشراء، وهو ما يعكس أثر الحملات التوعوية المستمرة.
وتؤكد الهيئة العامة للغذاء والدواء أن حماية المستهلك مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الأفراد والجهات الرقابية لضمان سلامة السوق الإلكتروني.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تقليص معدلات الغش التجاري الإلكتروني، وتعزيز ثقة المستهلك في بيئة تسوق رقمية آمنة ومتكاملة.