تغذية الأطفال المبكرة تقلل الحساسية
نتائج مشجعة: تقديم أطعمة مسببة للحساسية مبكرًا يقلل نسبتها عند الأطفال
كتب بواسطة: هلال الحداد |

مخاوف كثيرة يشعر بها أولياء الأمور حول العالم من الحساسية الغذائية، التي باتت إحدى أكثر مشكلات العصر الصحية شيوعًا بين الأطفال، إذ تفرض هذه الحالة قيودًا واسعة على النظام الغذائي للصغار، كما تسبب تحديات طبية واجتماعية متعددة، ولهذا يسعى العلماء باستمرار لفهم أسباب انتشارها وطرق الوقاية السليمة منها، في إطار بحث مستمر عن حلول أكثر جدوى وفعالية تهدف لحماية صحة الأجيال الناشئة.
إقرأ ايضاً:غرامات تصل إلى 25 ألف ريال لكل وحدة مخالفة .. وزارة الشؤون البلدية تكثف الرقابة على المبانيلهذا السبب .. تأجيل صيانة الكهرباء المقررة الأحد في القويعية

وفي السنوات الأخيرة، شهد المجال الطبي تحولًا جذريًا في فهم آلية نشوء الحساسية الغذائية لدى الأطفال، إذ انتقل العلماء من توصية بتجنب الأطعمة المثيرة للحساسية إلى سياسة التعرض التدريجي المنضبط، فالدراسات الحديثة بيّنت أن تقديم هذه الأطعمة للرضع في سن مبكر يسهم في تقوية الجهاز المناعي لديهم، مما يقلل خطر التحسس الغذائي بشكل ملموس، هذا التغيير في المفاهيم مدعوم بمراجعة واسعة للأبحاث والإرشادات العالمية، خاصة بعد اعتمادها في الولايات المتحدة الأميركية.

وكشفت نتائج دراسة ضخمة أجراها فريق من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا عن تراجع معدل الإصابة بحساسية الفول السوداني لدى الأطفال من 0.79% إلى 0.45% بعد تغيير الإرشادات، كما انخفض معدل إصابة الأطفال بأي نوع من الحساسية الغذائية من 1.46% إلى 0.93%، البيانات المجمعة شملت أكثر من 125 ألف طفل بين فترتي الاعتماد والتنفيذ، هذا ما يجعل من النتائج حجة قوية لصالح السياسات الجديدة، ويعكس أهمية حملات التوعية المبكرة، تلك الحملة أظهرت أن طفلاً من كل 200 قد تجنب إصابته بالحساسية بفضل تطبيق سياسة تقديم الأطعمة مبكرًا ضمن نظامه الغذائي.

ويؤكد الخبراء أن التغيير لم يأتِ مصادفة أو بدون أساس، بل جاء بعد تجارب عالمية معتمدة وعلى رأسها تجربة LEAP الشهيرة، والتي برهنت بالدليل العلمي أن تعريض الطفل للبيض والفول السوداني بحذر منذ الشهور الأولى من العمر يسهم في تأقلم الجسم وتقبل المكونات الغذائية بدلًا من مهاجمتها، الأمر الذي يقلل من شدة وحدّة ردود الفعل التحسسية لاحقًا، وتعد هذه المبادئ قيد التطبيق حاليًا في دول عدة مع وجود دعوات دولية لتعميم التجربة، خصوصًا بعد ظهور نتائج مماثلة في تجارب أسترالية مستقلة أشارت إلى انخفاض معدلات الحساسية عند تعزيز التثقيف الغذائي.

من جانب آخر، يشير العلماء إلى ضرورة استمرار الدراسات طويلة الأمد سعيا لفهم أسرار العلاقة بين نوعية الغذاء المبكر وجرعة التعرض ومراحل النمو المختلفة، إذ يأمل الباحثون في تحديد أفضل توقيت وكميات مثالية من الأطعمة الوقائية التي تحقق أقصى حماية للأطفال من الحساسية، وبهذا يُسهم التطور المعرفي في علوم الأغذية والمناعة بدعم الأهل والأطباء، وتقديم الأمل لملايين الأسر حول العالم للحد من قلقهم على صحة أطفالهم وحمايتهم من تطورات قد تكون مهددة للحياة في بعض الحالات، في انتظار تعميم النتائج عالميًا والارتقاء بالرعاية الصحية للأطفال نحو مستويات غير مسبوقة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار