أعلنت أمانة المنطقة الشرقية عن تنفيذ خطوة تنظيمية مهمة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور في المنطقة، حيث تقرر إغلاق نفق طريق الملك فهد بشكل كامل عند تقاطعه الحيوي مع طريق الملك عبدالعزيز بمدينة الدمام، في إجراء يعد من أبرز المشاريع المرورية التي تستهدف تطوير البنية التحتية في المدينة.
إقرأ ايضاً:غرامات تصل إلى 25 ألف ريال لكل وحدة مخالفة .. وزارة الشؤون البلدية تكثف الرقابة على المبانيلهذا السبب .. تأجيل صيانة الكهرباء المقررة الأحد في القويعية
ويأتي هذا القرار ضمن خطة شاملة أعدتها الأمانة لرفع كفاءة الطرق وتحسين مستوى السلامة المرورية، وقد تم تحديد يوم الجمعة الموافق 24 أكتوبر 2025، الثاني من جمادى الأولى 1447هـ، موعدًا لبدء الإغلاق الكامل للنفق، ما يعني أن التحضيرات الفنية والتنظيمية بلغت مراحلها النهائية.
وأكدت الأمانة أن المشروع يدخل ضمن برنامج متكامل يهدف إلى تحسين كفاءة التشغيل في واحد من أهم المحاور المرورية في الدمام، مشيرة إلى أن هذا النفق يعد شريانًا رئيسيًا يربط بين مناطق حيوية ويشهد كثافة عالية من المركبات على مدار اليوم.
ويشمل قرار الإغلاق كلا الاتجاهين في النفق، الأمر الذي سيؤثر على الحركة اليومية بشكل مؤقت، إلا أن الجهات المختصة أوضحت أن هذا الإجراء ضروري لتنفيذ أعمال الصيانة الشاملة التي تتطلب بيئة خالية من الحركة المرورية لضمان الجودة والسرعة في الإنجاز.
وقد بينت أمانة المنطقة الشرقية أن خطة الصيانة تتضمن إعادة سفلتة متكاملة لمداخل ومخارج النفق، بالإضافة إلى تحديث منظومة السلامة المرورية بالكامل بما في ذلك اللوحات الإرشادية والعواكس الأرضية وأنظمة الإنارة الذكية التي تسهم في تعزيز الأمان.
كما أوضحت الجهات المعنية أن المشروع لا يقتصر على معالجة السطح فقط، بل يشمل تحسين بنية التصريف وتطوير طبقات الأسفلت بما يتناسب مع المعايير الحديثة المعتمدة في مشاريع البنية التحتية ضمن رؤية المملكة 2030.
ولضمان استمرارية الحركة المرورية خلال فترة الإغلاق، أعدت الأمانة بالتعاون مع المرور خطة تحويلات مرورية دقيقة، حيث سيتم توجيه المركبات القادمة من الاتجاهين على طريق الملك فهد لاستخدام طرق الخدمة الموازية التي تم تجهيزها مسبقًا لهذا الغرض.
وقد أشارت الأمانة إلى أن الخطة المرورية تشمل أيضًا إعادة توزيع الإشارات الضوئية المؤقتة وتنظيم حركة السير في التقاطع العلوي مع طريق الملك عبدالعزيز لتسهيل اندماج المركبات في المسارات البديلة دون ازدحام.
وبموجب الخطة الجديدة، سيتم إغلاق الإشارة الضوئية على طريق الملك عبدالعزيز بشكل مؤقت، وتحويل حركة المركبات القادمة منه إلى الانعطاف يمينًا فقط للاندماج مع مسارات الخدمة الموازية، وهو إجراء مؤقت يستمر حتى اكتمال أعمال الصيانة.
وأكدت أمانة المنطقة الشرقية أن هذا المشروع المشترك بين الأمانة والمرور يأتي في إطار استراتيجية متكاملة لتطوير شبكة الطرق في المدن الرئيسة بالمنطقة، بهدف تقليل الاختناقات وتحسين جودة التنقل الحضري.
وأضافت أن المشروع يمثل نموذجًا للتعاون المؤسسي بين الجهات الخدمية لتحقيق مستهدفات جودة الحياة، موضحة أن مثل هذه المشروعات تسهم في رفع كفاءة البنية التحتية وتقديم تجربة قيادة أكثر أمانًا وراحة للمواطنين والمقيمين.
ويرى مختصون في الشأن البلدي أن تنفيذ مشاريع الصيانة في مواقع حيوية كهذا النفق يعكس توجه الأمانة نحو تطوير الحلول الدائمة بدل المعالجات المؤقتة، وهو ما يعزز من استدامة شبكة الطرق على المدى الطويل.
وبالفعل، بدأت فرق الصيانة استعداداتها الميدانية لتأمين الموقع ووضع اللوحات التحذيرية والبديلة لضمان سلامة مستخدمي الطريق أثناء فترة الإغلاق، بالتنسيق الكامل مع الدوريات المرورية المنتشرة في الميدان.
وأهابت أمانة المنطقة الشرقية بجميع السائقين الالتزام بالتوجيهات المرورية الجديدة خلال فترة المشروع، داعية إلى استخدام الطرق البديلة المعلن عنها في القنوات الرسمية لتجنب الازدحام وضمان انسيابية الحركة.
كما شددت الأمانة على أهمية تعاون المواطنين والمقيمين في إنجاح هذا المشروع الحيوي، مؤكدة أن الانضباط في تطبيق التعليمات المرورية سيسهم في تقليل مدة الإغلاق وتسريع عملية الإنجاز.
وفي المقابل، وعدت الأمانة بتحديث المواطنين بشكل مستمر حول مراحل التنفيذ من خلال منصاتها الرقمية الرسمية، لضمان الشفافية وإبقاء الجمهور على اطلاع بجميع المستجدات المتعلقة بالمشروع.
ويأتي هذا المشروع في سياق سلسلة من المبادرات التي تنفذها أمانة المنطقة الشرقية ضمن برامج تحسين المشهد الحضري وتطوير البنية التحتية، بما يتماشى مع توجهات رؤية السعودية 2030 نحو مدن ذكية ومتطورة.
ومن المتوقع أن يسهم الانتهاء من أعمال الصيانة في تعزيز كفاءة شبكة الطرق، وتخفيف الازدحام المروري في المنطقة المركزية من الدمام، إضافة إلى رفع مستوى الأمان لمستخدمي الطرق.
وتؤكد أمانة المنطقة الشرقية في ختام بيانها أن هذا المشروع، رغم ما قد يسببه من إزعاج مؤقت، سيعود بفوائد كبيرة على المدى البعيد، إذ يمثل خطوة مهمة نحو مدينة أكثر أمانًا وتنظيمًا وانسيابية في الحركة.