كشفت دراسة صادرة عن شركة نايت فرانك للاستشارات العقارية أن أسعار الفلل المجاورة لمحطات مترو الرياض سجلت ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 78% منذ بداية تشغيل المشروع، هذا النمو السريع يؤكد التحوّل النوعي الذي أحدثه المترو في سوق العقارات السكنية بالعاصمة، وجعل الأحياء القريبة من المحطات الأكثر طلبًا بفضل سهولة الوصول وخيارات التنقل الجديدة التي وفرها المشروع.
إقرأ ايضاً:السعودية تعيد رسم قواعد سوق الذهب والأحجار الكريمة .. تراخيص صارمة ورقابة مشددةأمانة المنطقة الشرقية تعلن .. نفق الملك فهد يدخل مرحلة الإغلاق الكامل ابتداءً من هذا الموعد
طلب قوي وخدمات غير مسبوقة
بفضل عمليات تشغيل ستة خطوط و85 محطة في وقت قياسي، نقل المترو أكثر من 100 مليون راكب خلال تسعة أشهر فقط وهو ما تجاوز التوقعات بكثير، وتشير البيانات أن 1.5 مليون شخص – أي حوالي 18% من سكان الرياض – بات بإمكانهم الوصول لمحطة مترو خلال 15 دقيقة سيرًا على الأقدام، لتصبح سهولة النقل والخدمات النوعية محركًا لنمو السوق السكني والتجاري في المناطق القريبة.
الأحياء المستفيدة والتأثير المباشر
تركزت أعلى الارتفاعات السعرية في أحياء اليرموك (بزيادة 78%) وطويق والملقا (20% لكل منهما) مقارنة بالمناطق الأبعد التي شهدت نمواً لا يتجاوز 10%، بينما تشير الدراسة إلى أن حيي البطحاء والوزارات والمتحف الوطني وسط الرياض تحتضن أعلى كثافة سكانية على مقربة من المحطات، وهو ما جعلها في صدارة المشهد العقاري الجديد للمدينة.
تحولات عمرانية متسارعة
يرتبط نجاح مترو الرياض بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج جودة الحياة، حيث فتح المشروع الباب أمام تطوير مجتمعات حضرية حديثة ومستدامة وساهم في تقليل الازدحام وتحسين البيئة عبر خفض استهلاك الوقود بحوالي 400 ألف لتر يوميًا، كما يتوقع أن تزداد هذه المكاسب مع توسع الشبكة لربط مناطق جديدة مثل القدية وحديقة الملك سلمان والمربع الجديد.
طفرة عقارية مستقبلية في الأفق
نجاح المترو انعكس بوضوح على معدلات الطلب وتفضيل السكن بالقرب من المحطات، ويرى المحللون أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات كبيرة مع توسع الشبكة وزيادة مشاريع التطوير العمراني، حيث سيظل الاقتراب من خطوط المترو عاملًا حاسمًا في تحديد القيمة السوقية للعقار في السنوات القادمة، مما يعزز تنافسية العاصمة السعودية في مشهد التطوير الحضري المتسارع.