شددت وزارة التعليم السعودية على أهمية الرصد اليومي للغياب وحسم درجات المواظبة في سجلات إلكترونية دقيقة عبر نظام نور، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار التزامها بتطبيق قواعد السلوك والانضباط وتعزيز القيم التعليمية في المدارس.
إقرأ ايضاً:رئيس هيئة الأفلام: منتدى الأفلام السعودي ثمرة القفزات الكبرى في صناعة السينماانخفاض أسعار النفط عالميًا.. وخام برنت يتراجع إلى 65 دولارًا
وأوضحت الوزارة أن عملية التوثيق والرصد الإلكتروني تسهم في بناء بيئة مدرسية منضبطة، حيث تمكّن إدارات المدارس من متابعة أداء الطلبة وسلوكهم بشكل مستمر، بما يضمن العدالة في التقييم والشفافية في رصد الغياب.
وأكدت أن إدارة المدرسة تتحمل مسؤولية كبيرة في ضمان دقة التسجيل، إذ يتعين عليها متابعة الحضور اليومي والتفاعل السلوكي للطلاب، إضافة إلى حفظ السجلات الرسمية في النظام الإلكتروني لتسهيل الرجوع إليها عند الحاجة.
وبيّنت الوزارة في دليلها التنظيمي أن دور مدير المدرسة ووكيل شؤون الطلبة لا يقتصر على الرصد فقط، بل يشمل غرس القيم الوطنية والإسلامية في نفوس الطلبة، وتعزيز الانتماء والولاء للقيادة الرشيدة.
وأضافت أن من واجبات المدرسة أيضًا المحافظة على أمن الوطن ومكتسباته الفكرية والمادية، عبر توجيه الطلاب نحو الفكر الوسطي المعتدل، ومواجهة أي مظاهر فكرية منحرفة أو سلوكيات سلبية داخل البيئة التعليمية.
كما أكدت الوزارة ضرورة الاهتمام بالتنوع الثقافي والفكري داخل المدارس، بما يحقق بيئة تعليمية متوازنة خالية من مظاهر التعصب أو الانغلاق، في إطار قيم الاعتدال التي تنسجم مع رؤية المملكة 2030.
وشددت على أهمية رفع الوعي لدى الطلبة وأولياء الأمور بمضامين لائحة السلوك والمواظبة، وذلك من خلال توزيع نسخة من اللائحة في بداية العام الدراسي وأخذ توقيعاتهم على نماذج الالتزام الرسمية.
وأوضحت أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز مبدأ الشراكة بين المدرسة والأسرة، بما يسهم في بناء علاقة تربوية قائمة على الانضباط والمسؤولية المتبادلة لتحقيق مصلحة الطالب التعليمية والسلوكية.
وقد دعت الوزارة إدارات المدارس إلى إحالة الطلبة الذين يتغيبون دون عذر أو يرتكبون مخالفات سلوكية إلى لجنة التوجيه الطلابي، لضمان دراسة الحالات بشكل تربوي واتخاذ القرارات المناسبة بحقها.
وشددت على ضرورة متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن لجان التوجيه، مع توثيق جميع الإجراءات في النظام الإلكتروني، تحقيقًا لمبدأ الشفافية والمساءلة في التعامل مع الحالات السلوكية.
وأكدت الوزارة في تعليماتها أهمية تفعيل الأنشطة المدرسية المحفزة، خصوصًا في الأسابيع التي تسبق الاختبارات والإجازات، لما لها من دور في تعزيز روح الانضباط والانتماء للمدرسة بين الطلبة.
وبينت أن تكريم المتميزين في السلوك والمواظبة يشكل عنصرًا أساسيًا في تحفيز الطلبة، إذ يعزز لديهم الشعور بالتقدير ويكرس ثقافة الالتزام الذاتي بدلاً من الرقابة الخارجية.
وفي سياق متصل، طالبت الوزارة بضرورة تدريب منسوبي المدرسة على آليات التدخل المبكر في حالات الإيذاء أو الإهمال، سواء كانت جسدية أو نفسية أو اجتماعية، بما يضمن الحماية الشاملة للطلبة.
كما شددت على أهمية تطبيق اللائحة التنفيذية لنظامي الحماية من الإيذاء وحماية الطفل، مع توضيح الإجراءات النظامية للتعامل مع تلك الحالات وطرق التبليغ عنها بشكل آمن وسري.
ودعت وزارة التعليم إلى التنسيق المستمر مع إدارات التعليم وأقسام ذوي الإعاقة لدراسة الحالات السلوكية الخاصة، وضمان التعامل معها وفق أساليب تربوية تراعي الفروق الفردية بين الطلبة.
وأشارت إلى أن إدارات المدارس مطالبة برفع تقارير إحصائية ونوعية إلى إدارات التعليم تتضمن الحالات السلوكية وحوادث الإيذاء أو الإهمال المرصودة خلال كل فصل دراسي بهدف التحسين المستمر.
ويرى مختصون أن هذه الخطوات تأتي ضمن جهود الوزارة لبناء بيئة تعليمية آمنة وجاذبة، تحقق التوازن بين التعليم والتربية، وتعزز السلوك الإيجابي في المدارس السعودية.
وتؤكد وزارة التعليم أن الانضباط المدرسي ليس مجرد التزام بالحضور، بل هو ثقافة وطنية تسهم في إعداد جيل واعٍ يتحمل مسؤولياته، ويشارك بفاعلية في مسيرة التنمية التي تقودها رؤية المملكة 2030.