أطلس يوثق تراث المدينة المنورة
منصة رقمية مبتكرة.. ماذا يعني إطلاق أطلس التراث الحي للهوية الثقافية في المدن السعودية اليوم؟
كتب بواسطة: فهد احمد |

في خطوة مبتكرة تعكس رؤية المملكة في صون الهوية المحلية وتعزيز الروابط المجتمعية أطلقت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة منصة "أطلس التراث الحي"، والتي تهدف إلى توثيق ودراسة جوانب التراث الحي في المدينة من عادات وتقاليد وروايات يومية متجددة، تبرز المنصة تفرد المدينة المكانية والاجتماعية عبر تقديم سجلات رقمية تعكس قصص الناس وأماكنهم وتقاليدهم التي لا تزال نابضة بالحياة، وبذلك تصبح المنصة مرجعية حضرية تساعد في رسم ملامح المستقبل التنموي المستدام وتوجِّه قرارات التخطيط العمراني مع الاستفادة من السرد الثقافي والاجتماعي للمجتمع المحلي.
إقرأ ايضاً:رئيس هيئة الأفلام: منتدى الأفلام السعودي ثمرة القفزات الكبرى في صناعة السينماانخفاض أسعار النفط عالميًا.. وخام برنت يتراجع إلى 65 دولارًا

توثيق الرواية المجتمعية وحماية الهوية الثقافية

تُسلّط منصة أطلس الضوء على أهمية حفظ السرديات الشعبية والعادات اليومية التي تشكل جوهر الهوية المتجددة للمدينة المنورة، حيث تتيح لكل فرد أن يشارك قصته الخاصة أو ممارساته أو تقاليده التي تمثل جزءاً من ذاكرة المكان، وتعمل هذه المنصة التفاعلية على تعزيز الانتماء عند فئات المجتمع كافة، إذ تغذي مشروع حماية التراث عبر حصر المواقع ذات القيمة التاريخية وإدراجها ضمن أولويات الحماية والتطوير المستدام، وتعد المنصة أداة استراتيجية في مواجهة التحديات التي تواجه التراث الحي في ظل التحولات العصرية.

منصة رقمية تثري التجربة الثقافية وتدعم التنمية المستدامة

لا تقتصر أهداف منصة أطلس على رصد التراث بل تمتد لتثري التجربة الثقافية لدى سكان المدينة وزوارها من خلال إبراز التنوع والفرادة في عادات المدينة المنورة، وتتيح أداة رقمية للمعنيين بالتخطيط العمراني والقطاع السياحي لبناء قرارات تنموية مستدامة تستلهم من الحكايات المجتمعية وتربط الماضي الحي بالحاضر، مما يمكّن المدينة من تعزيز موقعها كمركز ثقافي نابض ومتجدد يجسّد روح الأصالة والانفتاح على الحداثة، وتسهم المنصة في توجيه المشاريع التنموية نحو حماية وتثمين الأماكن ذات القيمة التراثية.

تفاعل مجتمعي لرسم ملامح المدينة الجديدة

تدعو هيئة تطوير منطقة المدينة المجتمع المحلي للمشاركة الفعالة في إثراء المنصة عبر رفع القصص والصور والممارسات الشخصية التي تعكس ذاكرة المدينة الحية، هذه المشاركة الجماهيرية تمنح الأطلس بعداً إنسانياً جديداً يثري السجل الحضري ويصنع بنكاً للمعرفة الثقافية والاجتماعية يمكن استثماره في تطوير المشاريع والخدمات، وتوفر هذه المنصة منصة متكاملة للتفاعل المجتمعي وتبادل الخبرات بين سكان المدينة والجهات المهتمة بالتراث والهوية.

رسالة للمدن السعودية: التنمية تبدأ من صون التراث

يثمن مختصون في التراث العمراني والدراسات الثقافية هذا المشروع بوصفه نموذجاً يحتذى به لتوثيق التراث الحي عبر التقنيات الرقمية الحديثة، فهو يقدم للمدن السعودية الأخرى مثالاً قابلاً للتطبيق لتعزيز الهوية الثقافية المحلية، ويوجه بوصلة التنمية الحضرية نحو بناء مدن أكثر تواصلاً مع الماضي وأكثر انفتاحاً على التغيير دون فقدان الأصالة، ويظهر كيف يمكن للتقنيات الرقمية أن تتحول من أدوات عرض إلى منصات حفظ ودعم لروح المكان والإنسان في آن واحد.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار