تواصل القوات الخاصة للأمن البيئي جهودها المكثفة في ضبط المخالفات البيئية داخل المحميات الطبيعية، ضمن إطار خططها الرامية إلى حماية الغطاء النباتي وصون الموارد البيئية من أي ممارسات تضر بالنظام البيئي للمملكة.
إقرأ ايضاً:الغذاء والدواء تحذر .. هذا الخطأ الشائع في الشراء الإلكتروني يعرضك لمخاطر كبيرة!السعودية تحقق "اكتفاء ذاتي وشيك".. "أفياجين العربية" يحسم أزمة الدواجن بعد ضخ 200 مليون دولار
وفي أحدث حملاتها الميدانية، أعلنت القوات عن ضبط مواطنين اثنين ارتكبا مخالفات بيئية في محميتين مختلفتين، مؤكدة أن تطبيق الأنظمة بحزم يهدف إلى تعزيز الالتزام والحفاظ على استدامة التنوع الطبيعي.
وجاءت المخالفة الأولى في محمية طويق الطبيعية، حيث أقدم أحد المواطنين على إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها، في سلوك مخالف لتعليمات الحفاظ على الغطاء النباتي ومقتضيات السلامة البيئية.
وأوضحت القوات أن إشعال النار في المناطق غير المخصصة يعد انتهاكًا صريحًا لأنظمة حماية البيئة، نظرًا لما يسببه من مخاطر على النباتات والتربة، فضلًا عن احتمالية نشوب حرائق واسعة تهدد النظم البيئية الحساسة.
وأكدت أنه تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالف، مشيرة إلى أن العقوبة المقررة لمثل هذه الأفعال تصل إلى ثلاثة آلاف ريال، وفقًا لما تنص عليه اللائحة التنفيذية لنظام البيئة.
أما الحالة الثانية فتمثلت في رصد رعي خمسةٍ وعشرين متنًا من الإبل داخل نطاق محمية الملك عبدالعزيز الملكية، وهي منطقة يُمنع فيها الرعي حفاظًا على الغطاء النباتي والتوازن البيئي للمحمية.
وبيّنت القوات أن هذا النوع من التعديات يُعد من أبرز التحديات التي تواجه المحميات، نظرًا لما يسببه الرعي الجائر من تدهور في النباتات الطبيعية وعرقلة جهود إعادة تأهيل الأراضي المتأثرة بالتصحر.
وأكدت أن العقوبات المقررة في هذه الحالة تبلغ خمسمائة ريال لكل متن من الإبل، وقد تم تطبيق الإجراءات النظامية بحق المخالف وفق التعليمات المعمول بها.
ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية الأمن البيئي التي ترتكز على المراقبة المستمرة وتكثيف الحملات الميدانية، للحد من المخالفات وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
وشددت القوات الخاصة للأمن البيئي على أن حماية المحميات الطبيعية مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تعاون الأفراد والمؤسسات، من خلال الالتزام بالتعليمات والإبلاغ عن أي تجاوزات.
كما حثّت القوات جميع المواطنين والمقيمين على الإبلاغ عن أي مخالفات تمس البيئة أو الحياة الفطرية عبر الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، أو عبر (999) و(996) في بقية المناطق.
وأوضحت أن جميع البلاغات تُستقبل بسرية تامة، وتُتخذ بشأنها الإجراءات النظامية دون تحميل المبلّغ أي تبعات قانونية، تعزيزًا لثقافة المشاركة المجتمعية في حماية البيئة.
وأشارت القوات إلى أن المحميات تشكل جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى رفع كفاءة إدارة الموارد الطبيعية وزيادة مساحة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وتسعى القوات من خلال تفعيل الأنظمة والرقابة إلى تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة، عبر ضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية بما يحافظ على حقوق الأجيال القادمة.
وأكدت أن التعاون بين الأجهزة الأمنية والجهات البيئية مستمر لتطبيق الأنظمة بكل صرامة على المخالفين، في إطار الجهود الشاملة لحماية البيئة البرية في جميع مناطق المملكة.
كما شددت على أن الوعي البيئي هو خط الدفاع الأول ضد أي ممارسات خاطئة، داعية إلى الالتزام الكامل بتعليمات السلامة داخل المحميات لتفادي الغرامات والمساءلات القانونية.
ويُعد هذا الإعلان جزءًا من سلسلة متواصلة من البيانات التي تصدرها القوات الخاصة للأمن البيئي لإبراز إنجازاتها الميدانية وتأكيد جدية تطبيق الأنظمة دون استثناء.
وتؤكد هذه الجهود المتصاعدة أن حماية البيئة في المملكة لم تعد خيارًا بل أصبحت التزامًا وطنيًا ومجتمعيًا يعبّر عن وعي حضاري ومسؤولية تجاه الطبيعة.